سياسيون يوضحون خطورة الحروب غير النمطية على الأوطان

"إنّ الحروب التقليدية التي اعتدنا خوض غمارها في الماضي، تحولت اليوم إلى حروب غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها" تلك الكلمات التي قالها الرئيس السيسي بالأمس، خلال مشاركته في الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة بمناسبة نصر أكتوبر، مؤكدًا أن قضية الوعي هي القضية الأولى بالنسبة لمصر  وأصبح مسؤولية مشتركة بين مؤسسات الدولة كافة.

 

(إقرأ أيضًا) .. السيسي: حروب اليوم غير نمطية تستهدف تدمير الأوطان من داخلها

 

وقد رأى عدد من الخبراء في الشأن السياسي أن  الحروب غير النمطية تُشكل خطرًا أكثر من الحروب التقليدية، التي تعتمد على الجيوش النظامية والحرب بالاسلحة العسكرية، ولكن الحروب الغير نمطية تتمثل في حروب الجيل الرابع والخامس والتي تستهدف الدول ومحاولة التشويش على حجم الانجازات التي تحدث داخل كل دولة، ومحاولة إحداث الفتنة بين أبنائها، ونشر اليأس والاحباط مما يؤدي لانقسام الدولة داخليًا، مشيرين إلى أننا بصدد ملامح الجيل السادس من الحروب تحت مسمى" عالم ما بعد كورونا"، وكان أبرزها حدوث عظل مفاجىء على منصات التواصل الاجتماعي منذ أيام.

 

وأضاف الخبراء أن التصدي للحروب الغير نمطية، يتطلب رفع الوعي لدى المواطنين والتعاون الاستخباراتي والمعلوماتي بين الدول، وعمل مجلس أعلى للتثقيف السياسي به كافة مؤسسات الدولة مهمته رفع الوعي عند الشعب.

 

 

وفي هذا الصدد، كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن خطورة الحروب الغير النمطية التي أشار إليها الرئيس السيسي بالامس خلال مشاركته في الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة مشيرًا إلى أننا أمام مرحلة جديدة من الحروب وهي حرب الجيل السادس التي تستهدف تحديث أنماط الاختراق ومحاولة استهداف الدول والشعوب بوسائل مبتكرة تتجاوز حروب الجيل الرابع والخامس.

 

حروب الجيل السادس

 

وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن ما شاهده العالم خلال الأيام الماضية من تعطل مفاجىء لمنصات التواقع الاجتماعي، تعتد بداية ملامح الحرب ما بين الجيل الخامس و السادس الذي يتمثل في تطوير أساليب المواجهة ومحاولة اختراق الدول باستخدام التقدم التكنولوجي، ويهدف إلى استهداف الدول ومحاولة التأثير عليها وحدوث حالة من الشلل السياسي والاقتصادي، لافتًا إلى أنه ما حدث سيتكرر ويعتبر عالم ما بعد كورونا، ونحن أمام تحديات كبيرة خلال الفترة المقبلة.

 

ملامح الحروب غير النمطية

 

وأفاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ملامح الحروب الغير نمطية أنها تطرح المشكلة دون تفسير علمي لها فنحن حتى اليوم لا نعرف من وراء أزمة كورونا في العالم وكذلك من وراء تعطل منصات التواصل الاجتماعي، لذلك لابد من التصدي لهذه الحروب عن طريق الوعي  الذي طرحه الرئيس السيسي وأكثر من مرة، وضرورة الوعي بحجم التحديات والمخاطر ومحاولة الاختراق الخارجي التي تقوم بها جهات معادية لمصر وتحاول التشويش على حجم الانجازات التي تتم والتاكيد على الدولة الوطنية، مشيرًا إلى أن الدولة تقوم  بتوفير وسائل الدعم والمواجهة وإعلام المواطن وما يجري من حوله من مخططات شيطانية تستهدف اختراق الوطن من الداخل، على حد قوله.

 

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الحروب غير النمطية التي تحدث عنها الرئيس السيسي بالأمس خلال مشاركته في الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة مختلفة عن الحروب التقليدية التي تتمثل في الحرب بالاسلحة والجنود والمعدات والقوى العسكرية لمواجهة جيش نظامي آخر، وبالتالي فإن الحروب الغير نمطية أكثر خطورة من الحروب التقليدية.

 

خطورة الحروب الغير نمطية

 

وأضاف بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن خلال السنوات

الأخيرة ظهر نمط آخر من أنماط الحروب، وهي حروب الجيل الرابع والخامس وهي ليست عسكرية تتمثل في نشر الشائعات والتشكيك في الذات لاضعاف الروح المعنوية وإثارة مشاعر اليأس والاحباط داخل الدولة، وإشاعة أخبار غير صحيحة تجعل المواطن يُهزم داخليًا دون استخدام قوات عسكرية، وإحداث فتنة بين فئات المجتمع والتشكيك في أي إنجاز يحدث داخل الدولة.

 

رفع وعي الشعب

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن خط الدفاع الاول والرئيسي لمواجهة الحروب الغير نمطية هي رفع وعي الشعب حتى يكون لديه مناعة ضد هذا النمط من الحروب وعمل مجلس أعلى للتثيقف السياسي به كافة مؤسسات الدولة مهمته رفع الوعي عند الشعب وأيضًا وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والاحزاب السياسية لها دور في التثقيف السياسي ومؤسسات المجتمع المدني، والقوى الناعمة التي تسهم في تدعيم الروح الوطنية وإثارة مشاعر الانتماء وتعريف المواطنين بخطورة الحروب النمطية وأيضًا أن يكون هناك دور للاسرة بتوعية أبنائهم وكذلك في المدارس والجامعات ومراكز البحوث العلمية المتخصصة.

 

الاسلحة الالكترونية

ورأى الدكتور  محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحروب الغير نمطية التي أشار إليها الرئيس السيسي  بالامس خلال مشاركته في الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة تتمثل في حروب الجيل الرابع أو الخامس والتي تستخدم فيها العديد من الاسلحة منها الفيروسات، والاسلحة الالكترونية مثل الحروب النفسية والحروب بالوكالة، والحرب الالكترونية أو هجمات القرصنة، واستخدام  بعض الجماعات الارهابية باعتبارها الوسيط في هذه الحروب.

 

الاسلحة التقليدية

وأشار إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، إلى أن الحروب الغير نمطية لا يستخدم فيها الوسال التقليدية، مشيرًا إلى أننا شهدنا خلال السنوات الماضية العديد من الحروب منها الحروب العسكرية التي تستخدم الاسلحة العسكرية أو التقليدية أو المتطورة، لذلك لابد التصدي لهجمات والحروب الالكترونية والتي تستخدم الاسلحة البيولوجية أو الكيماوية.

 

التصدي للحروب غير النمطية

وذكر مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن التصدي للحروب الغير نمطية تتطلب تنمية الوعي الوطني داخل الدولة، والتلاحم بين أبناء الشعب، وضرورة أن يكون هناك جبهة وطنية قادرة على المواجهة ، وزرع الروح الوطنية للتمسك بالقيم والعادات والتقاليد، فضًلا عن التعاون الاستخباراتي والمعلوماتي بين الدول، لذلك فإن الامر يتطلب استراتيجية وطنية داخليةـ بالاضافة إلى استراتيجية تعاونية مع المجتمع الدولي.