رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبطال حرب الكرامة مقاتلون فى الحرب والسلم

اللواء باقي يوسف-عميد
اللواء باقي يوسف-عميد صلاح مصطفي

اللواء باقي يوسف ابتكر خراطيم مياه تحطيم خط بارليف الحصين

العميد صلاح مصطفى ابتكر مادة تمنع تشقق الأسفلت أشاد بها خبراء اليابان فى كوبرى السلام العالمى

كما حاربوا فى حرب اكتوبر المجيدة، حاربوا فى البناء والتنمية، نموذجان كانا زميلين بسلاح المهندسين فى حرب أكتوبر، حاربا ودافعا عن الأرض، والعرض، وبعد الحرب اتجها للحرب فى معركة البناء والتنمية بخبراتهما، اللواء باقى زكى يوسف صاحب فكرة تدمير الساتر الترابى واقتحام خط بارليف الحصين، والعميد مهندس صلاح سيد مصطفى صاحب فكرة ادخال كيماويات البناء والحديث فى مصر، واخرها شهادة الخبراء اليابانيين بابتكاره مادة كيماوية تمنع تشقق الطبقة الاسفلتية فى كوبرى السلام العالمى فوق سيناء، وأثبت خلالها ان العقلية المصرية تتفوق حربًا، وسلمًا، لقد رحل هذان المقاتلان فى الحرب والسلم، عن العالم، ولكن ستظل ذكرى كل بطل من أبطال أكتوبر، وكفاح هؤلاء الأبطال على مدى الدهر، وكل عام تظهر حقائق جديدة، وبطولات عديدة كانت مخفية لهؤلاء الأبطال، لابد وأن يتم جمعها فى كتب، أو كتيبات صغيرة، لأبنائنا فى المدارس، كى يتعلموا كيف كافح هؤلاء الأبطال من أجل الحفاظ على تراب الوطن الغالى.

« باقي يوسف» الفكرة والانتصار

اللواء باقى زكى يوسف صاحب فكرة تدمير الساتر الترابى واقتحام خط بارليف الحصين، هو من جنود مصر المقاتلين، وسيظل حيًا مدى الحياة، ولقد سعد المصريون جميعًا بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى له، ولأسرته، وإطلاق اسمه على عدد من مشروعات الكبارى ليخلد اسمه مدى الحياة، فلقد كان تفجير عائق الساتر الترابى نموذجًا حياّ لإصرار المصريين على استعادة أرضهم كاملة بعقلية أبنائهم دون مساعدة من أحد، حيث أكدت دراسة خبراء العسكرية السوفيتية لخط بارليف بشكل دقيق ان الساتر الترابى لا يمكن تحطيمه إلا بقنبلة نووية! وبالطبع لا تملك مصر واحدة منها، وحتى بفرض وجودها فمن المستحيل استعمالها نظرًا لتلاصق القوات المصرية والإسرائيلية. وكان أحد المعضلات الكبرى فى عملية اقتحام خط بارليف هو كيفية فتح ثغرات فى الرمال والأتربة التى لا تؤثر فيها الصواريخ! لعبور ناقلات الجنود والمدرعات والدبابات إلى سيناء، وفى مايو 1969، عقد قائد الفرقة 19 مشاة اجتماعًا، عرض خلاله باقى زكى فكرته على قائد فرقته المرحوم لواء أركان حرب (سعد زغلول عبد الكريم) بمنطقة عجرود من الضفة الغربية للقناة، لتحديد مهام الفرقة وتخطى عقبات العبور. حضر الاجتماع رئيس الأركان العميد أركان حرب أبو الفتح محرم، ورئيس العمليات اللواء أركان حرب طلعت مُسلم، رئيس فرع المهندسين العقيد سمير خزام، ورئيس فرع الإشارة العقيد صبحى اليوسف، ورئيس فرع الاستطلاع الرائد عادل زكريا، وعرض قائد الفرقة (اللواء سعد زغلول) المهمة بالتفصيل على رجاله، ثم طلب من كل رئيس تخصص عرض رأيه حول مهمة عبور قناة السويس، فشرح جميع الحاضرين فى تقاريرهم مكونات الساتر الترابى من نشأته، تكوينه، ارتفاعه، التجهيزات الفنية الموجودة به، وجاءت آراء رؤساء التخصصات فى كيفية التغلب على الساتر الترابى فمنهم من قال بالقنابل، وآخر بالصواريخ، والمفرقعات، والمدفعية، وجميع هذه الآراء أشارت إلى توقيت فتح الثغرات داخل الساتر الترابى يتم فى خلال 12-15 ساعة، وكانت هذه المقترحات والأفكار فى غاية الصعوبة لتنفيذها من خسائر مادية وتستغرق وقتا طويلا، فخطرت فى ذهن المهندس باقى زكى فكرة المياه لأنه أثناء عمله بالسد العالى من عام 1964 وحتى 1967 كان يجرى استخدام المياه المضغوطة لتجريف جبال الرمال ثم سحبها وشفطها فى أنابيب خاصة من خلال مضخات لاستغلال مخلوط الماء والرمال فى أعمال بناء جسم السد العالى، أما فى حالة الساتر الترابى شرق القناة فالمطلوب لفتح الثغرات به هو توجيه مدافع مياه مضغوطة إليه لتجرى رماله إلى قاع القناة وعن طريق هذه الثغرات يتم عبور المركبات والمدرعات إلى عمق سيناء. وقد لخص الفكرة بقوله لقائده: «ربنا حط المشكلة وجنبها الحل يا فندم».

واستمر فى شرح فكرته الغريبة وسط صمت ودهشة جميع الحاضرين فى الاجتماع. وبعدها بدأ قائد الفرقة يناقش الفكرة مع رؤساء التخصصات لمعرفة تأثيرها على أعمال القتال واتضح من المناقشة انه لا توجد أى مشاكل مبدئية فى المياه المحملة بالرمال عند عودتها إلى القناة ولا فى تربة الثغرة. وبعد المناقشات المستفيضة فى الاجتماع شعر قائد الفرقة أن هذه الفكرة يجب أن تدرس جيدا، وخصوصا أن البدائل التى عرضت فى الاجتماع لحل مشكلة العبور كانت بدائل تقليدية وقد تكون متوقعة من العدو. وفى نهاية الاجتماع قام قائد الفرقة بالاتصال بقائد الجيش الثالث اللواء طلعت حسن على وأطلعه على الفكرة فطلب منه الحضور فى اليوم التالى لمناقشتها. وذهب باقى زكى لوزارة السد العالى، وطلب شرائط بناء السد العالى، بحجة أن يراها الضباط، كأنها احتفالات للسد العالى، وأخذها، ولوح خاصة بالطلمبات والبشابير، وسأل عن فيلم تحويل مجرى المياه، وتوجه إلى قيادة الفرقة، وشرح للواء سعد زغلول ما دار، وجلس معه لمدة ساعتين يشاهدان الأفلام التسجيلية، وطلب منه تقريرا عن الفكرة، ليعرضها على الرئيس جمال عبدالناصر، وبعدها بأسبوع عاد وطلب مسودة الفكرة، وحرقها أمامه، وأخبره بأن قرار الرئيس جمال عبدالناصر: «تستمر التجارب وتنفذ فى حالة نجاحها»، وكانت أولى التجارب فى يناير 1968 وآخرها فى فبراير 1972.

وصمم باقى زكى مدفعًا مائيًا فائق القوة لقذف المياه، فى إمكانه أن يحطم ويزيل أى عائق امامه أو أى ساتر رملى أو ترابى فى زمن قياسى قصير وبأقل تكلفة ممكنة مع ندرة الخسائر البشرية وقد

صنعت هذه المدافع المائية لمصر شركة ألمانية بعد إقناعها بأن هذه المنتجات سوف تستخدم فى مجال إطفاء الحرائق.

 وقامت إدارة المهندسين بالعديد من التجارب العملية والميدانية للفكرة زادت على 300 تجربة اعتبارا من سبتمبر عام 1969 حتى عام 1972 بجزيرة البلاح بالاسماعيلية، حيث تم فتح ثغرة فى ساتر ترابى أقيم ليماثل الموجود على الضفة الشرقية للقناة. وتم على ضوء النتائج المرصودة إقرار استخدام فكرة تجريف الرمال بالمياه المضغوطة كأسلوب عملى لفتح الثغرات فى الساتر الترابى شرق القناة فى عمليات العبور المنتظرة. ونجحت الفكرة نجاح باهر خلال المعركة فقد، تم الانتهاء من فتح أول ثغرة فى الساتر الترابى الساعة السادسة من مساء يوم السادس من أكتوبر 1973، وتم الانتهاء من فتح 75 % من الممرات المستهدفة (60) ممرا حوالى الساعة العاشرة من مساء يوم السادس من أكتوبر عام 1973 بعد انهيار نحو 90000 متر مكعب من الرمال إلى قاع القناة. وعبر أول لواء مدرع من معبر القرش شمال الإسماعيلية فى الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم السادس من أكتوبر عام 1973- قدرت كميات الرمال والاتربة التى انهارت من خط بارليف بنحو 2000 متر مكعب وهذا العمل يحتاج إلى نحو 500 رجل يعملون مدة 10 ساعات متواصلة.

وتقديرًا لجهوده تم منحه نوط الجمهورية العسكرى من الطبقة الأولى عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة فى مواجهة العدو بميدان القتال فى حرب أكتوبر 73، تسلمه من يد الرئيس الراحل أنور السادات، وكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بوضع اسمه على أحد المحاور والكبارى الكبرى تكريمًا لجهده فى خدمة الوطن.

صلاح مصطفى المقاتل فى الحرب والتنمية

النموذج الآخر هو العميد صلاح سيد مصطفى ابن سوهاج خريج الفنية العسكرية الذى خاض حرب اكتوبر المجيدة، ورحل عن عالمنا منذ عام، ليترك تاريخا فى الحرب، وكذلك السلم، عندما اتجه للدخول فى معركة البناء والتنمية، واستطاع بعد خطوات دراسة، وعمل بالخارج، أن يكون من أوائل من أدخلوا كيماويات البناء الحديث فى مصر، وكما كان بطلا فى حرب أكتوبر من أبطال سلاح المهندسين فى حرب أكتوبر المجيدة، كان بطلًا فى البناء والتنمية، العميد مهندس محمد صلاح سيد مصطفى وشهرته مهندس صلاح مصطفى استطاع ضمن إحدى شركاته «بوليمار» المتخصصة فى أعمال حماية الأجزاء المعدنية للكبارى، ان يصنع خلطة اسفلتية جديدة تمنع التشققات أو الزحف بالكبارى، وذلك عندما أولوه صيانة كوبرى السلام العالمى على قناة السويس والذى يشرف عليه عدد من الخبراء اليابانيين، الانبهار كان على وجه خبراء اليابان الذين أشادوا بنتائج الخلطة الجديدة، وسجلوها باسم المهندس المصرى صلاح مصطفى كابتكار علمى سيتم استخدامه فى الكبارى المعدنية باليابان.

الحكاية بدأت عندما بدأت تظهر بعض الشروخ فى الطبقة الأسفلتية بالجزء المعدنى المعلق بكوبرى السلام العالمى، وهو أهم الكبارى المعلقة بالعالم والذى يربط بين قارتى اسيا وأفريقيا على شبه جزيرة سيناء، وهو ما أدى إلى تشكيل لجنة وفريق عمل من الفنيين ضم هالة حلمى رئيس قطاع الكبارى، وعلى الصفتى، والدكتور عمر عثمان من كلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور مراد باخوم، والمهندس صلاح مصطفى، وتم إجراء بحوث فنية، حتى تمكنوا من الوصول لخلطة أسفلتية تلتصق بالجسم المعدنى للكوبرى، لا تنفصل، ولا تتصدع، ولا تصيبها الشروخ، وسجلها الخبراء كابتكار علمى باسم المهندس صلاح مصطفى كابتكار علمى سيتم استخدامها فى الكبارى المعدنية باليابان، والمهندس صلاح مصطفى خريج الكلية الفنية العسكرية وخدم بالقوات المسلحة المصرية، وله العديد من الإنجازات فى مجال التنمية المستدامة وانشاء الكبارى والملاعب الرياضية فى خدمة الوطن العظيم مصر.