رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصرع أم ألقت بنفسها وراء طفلتيها | شهود عيان يروون تفاصيل الحادث

شاهد عيان مع محرر
شاهد عيان مع محرر الوفد

خوف وفزع وبقايا دماء متناثرة ملطخة على الأرض ومغطاة بالرمل، شُقق مُغلقة يتحدث سكانها بغصة في الحلق ودموع حزينة محبوسة لا تعرف طريقها للخروج حزنًا على فراق الأحبة.

 

المارة في الشارع ينظرون للعقار وتنتابهم الحسرة والحزن ويتوجهون بالدعاء والرحمة والمغفرة للضحايا.

 

هكذا كان المشهد المسيطر على محيط العمارة رقم (٧) الكائنة بمدينة ١٥ مايو، والتي شهدت مأساة إنسانية مؤسفة ارتجفت لها القلوب وبكت لها العيون بعد مصرع طفلتين سقطا من الطابق السادس، وقيام والدتهما بإلقاء نفسها ورائهما لتغرق دمائهم البريئة الشارع ويواري جثامينهم التراب، فكانت المأساة أشبه بحلم يمتلئ بالكوابيس ليودع الأهالي جثامينهم في موكب جنائزي مهيب.

تفاصيل حادث مصرع أم ألقت بنفسها وراء طفلتيها

 

مأساة مفجعة أشبه بالسيناريو الدرامي المحبوك ولكنها قدر، حقيقية مؤلمة شهدتها المجاورة (٣٥) .

 

استيقظت الأم (أماني) صباح يوم الجمعة الماضية، مبكرًا لتعد لزوجها وطفلتها مائدة الإفطار وإنهاء أعمال منزلها استعداد  للخروج للنزهة وقضاء فسحة كعادة كل يوم جمعة (الإجازة) ، لم تكن تعلم أنها هذه المرة ستخرج دون عودة ولن يكن الخروج من الباب بل كل بالسقوط من شرفة الشقة محتضنة طفلتيها جثثا هامدة إلى مثواهم الأخير..المأساة بدأت فصولها بخروج (الأب) لأداء صلاة الجمعة بعد أن ظل يمزح ويداعب طفلتيه( مى وملك) إلي أن أذن المؤذن لصلاة الجمعة .. احتضنت ملك صاحب الــ6سنوات شقيقته الرضيعة (مي) البالغة من العمر 7شهر ، ووقفت تداعبها في بلكون شقتهما وفجأة اختل توازنها لتسقط منها (الرضيعة) على الأرض، لم تتخيل أنها ستكون سبباً في نهاية حياة شقيقتها لتلقي بنفسها ورائها في الحال على أمل منها انها تنقذها من الموت ولكنهما سقطوا على الأرض جثث هامدة أشلائهم تناثرت في مسرح الحادث..المأساة لم تنتهي عند هذا الحد المؤلم واذ بالأم (أماني) 34 سنة تخرج مهرولة على صوت الصراخ لتجد فلذتا كبدها جثث غارقة فى بركة دماء ومن حولها تجمع من الجيران لم تتحمل المنظر الأليم البشع ولم تتخيل انها ستعيش بدونهما ، وظل الأهالي يناشدونها "مترميش نفسك ولادك بخير " وفي لحظة ودون تدبر ظلت تصرخ بجنون وتردد "بناتي بناتي" وألقت بنفسها ورائهما لتلقي مصرعها محتضنة جثثهما ودمائهم تسيل في مشهد لا يتحمله بشر.

تفاصيل حادث مصرع أم ألقت بنفسها وراء طفلتيها

 

انتقلت" الوفد" لمكان الحادث وعايشت المأساة الأليمة مع الجيران وشهود العيان ، ورصدت حالة الحزن والحسرة التي انتابت الجميع..لا يعلو صوت في منطقة ١٥ مايو سوى الحديث عن أبشع حادث سطره القدر .

التقينا أحد الجيران بعضهم رفض الحديث واكتفوا بالقول "ربنا يرحمهم ويغفر لهم الست أماني (الأم الضحية) كانت من أحسن الناس خلقا وادبا وتعاملا مشفناش منها حاجة وحشة، كانت في حالها هي وجوزها وسمعته كويسة جدا" ، بينما روي الحاج مجدي تفاصيل الحادث ، موضحا أنه في يوم الجمعة تفاجاء أثناء أداء صلاة الجمعة بأحد المواطنين يصرخ في الخطيب وقف يا شيخ الحقوا في مصيبة برة ..الحقونا وظل يردد بهستريا " الحقو أم وبناتها وقعوا من فوق وماتو والدم مغرق الدنيا" ، هرع جميع المصلين تجاه مكان الحادث..وكان من بين المصلين والد الضحايا لم يتخيل أن طفلتيه وزوجته هنا الضحايا..ولكن عندما وصل وشاهد جثثهم سقط مغشيا عليه من هول الصدمة .

محرر الوفد في مسرح حادث مصرع أم ألقت بنفسها وراء طفلتيها

وتابع:  أثناء صلاة الجمعة الطفلة (ملك) كانت شايله اختها الصغيرة(مي) وبتشاور لوالده وهو رايح يصلي

، وبعد دخول الأب للمسجد سقطت الرضيعة "مي " من بين ذراعي شقيقتها التي حاولت إنقاذها، كانت عاوزة تلحقها أو تنقذها إلا أنها سقطت وراها ، وفي هذا الاثناء دخل علينا أحد الأشخاص يصرخ "خلاص يا شيخ في مصيبى برة" ، لقينا ناس متجمعة حول العمارة بتاعتنا، وأضاف أن والد الضحايا داخل حالة جنون قائلًا "يا رب يا رب".

 

وأوضح، أن الطفلة الرضيع" بعد أن سقطت على الأرض كانت ما زالت على قيد الحياة "كان فيها الروح" ، حيث إنها لحظة سقوطها اصطدمت بــ"منشر غسيل" أسفل شرفة شقته وهو ما ساهم في سقوطها على نجيلة بالحديقة، وقام أحد الأهالي بنقلها سريعا إلى مستشفى مايو ولكنها لفظت أنفاسها الأخيرة.

ووصف شاهد أخرى لحظة سقوط الأم قائلا:مش قادر انسى المشهد البشع، بعد سقوط البنتين  الأم ظلت تصرخ في الشرفة فضلنا نقولها "متنطيش ولاد بخير اهدي وحدي الله " ولكنها لم تتحمل فراقهما وقامت بإلقاء نفسها ورائهما ، مؤكدا أن بعد سقوطها ظلت تتمت وهي غارقة في دمائها " ولادي ولادي "، وقام أحد الأهالي بتلقينها الشهادة ولفظت أنفاسها الأخيرة .وتابع: بعد وفاتهم جبنا مفارش غطينا الجثث والدماء " .

وحضرت قوات الشرطة وسيارات الإسعاف وتم فرض كردون أمني بمحيط مسرح الحادث ، ونقل الجثث للمشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت تسليمهم لذويهم لدفنهم عقب استيفاء الاجراءت القانونية ،واستدعت النيابة عدد من شهود العيان لسماع أقوالهم ومناقشتهم حول الحادث.

حادثة أخرى

وأوضح أحد الأهالي أن هذا العقار شهد حادث مماثل منذ شهرين ماضيين بسقوط فتاة تبلغ من العمر 17 عام من الطوابق العالية .

تفاصيل حادث مصرع أم ألقت بنفسها وراء طفلتيها

 تفاصيل الواقعة كانت بورود بلاغ لقسم شرطة 15 مايو برئاسة المقدم أحمد ماضي، من الأهالي بوجود ثلاثة جثث بإحدى  مجاورات المدينة، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن، لمكان الواقعة وتبين وجود كسور وكدمات بمختلف أنحاء الجسم نتيجة السقوط من أعلى والمعاينة والفحص تبين أنهم سقطوا من الطابق الخامس بأحد العمارات السكنية ، وتبين من التحريات الأولية أن لا يوجد شبهة جنائية في الواقعة ، وكانت المأساة أشبه بحلم يمتلئ بالكوابيس ليودع الأهالي جثامينهم في موكب جنائزي مهيب.