رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على معنى قوله تعالى "ومنهم من يلمزك في الصدقات"؟

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

التأمل فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وقال اهل العلم حيثُ تقع هذه الآية الكريمة في سورة التوبة، وهي الآية رقم 58 منها، ذكرها الله تعالى في سياق الحديث عن صفات المنافقين عندما فضحهم في السورة، حيث قال تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ* فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ* وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ* لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ* وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ* وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}.

 

 وقد وردَ في كتاب الوجيز في تفسير الكتاب للعزيز أنَّ من المنافقين من يطعن في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعيب عليه في أمر الصدقة وفي توزيعها، حيثُ كانوا يقولون: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعطي الصدقات لمن يحبَّ أكثر ويطعنون فيه وفي حكمه، ولكنَّهم يرضون عندما يعطيهم الرسول من الصدقات أكثر، أما إذا لم يعطهم يسخطون ويتذمرون.

 

وقد وردَ أنَّ الآية نزلت في ابن ذي الخويصرة التميمي، حيث جاء في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: "كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالجِعرانةِ وَهوَ يقسِمُ التِّبرَ والغَنائمَ وَهوَ في حِجرِ بلالٍ، فقالَ رجلٌ: اعدِل يا محمَّدُ فإنَّكَ لم تعدِلْ، فقالَ: ويلَكَ، ومَن يعدلُ بعدي إذا لم أعدِلْ؟،

فقالَ عمرُ: دعني يا رسولَ اللَّهِ حتَّى أضربَ عنُقَ هذا المُنافقِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ هذا في أصحابٍ أو أُصَيحابٍ لَه يقرءونَ القرآنَ لا يجاوزُ تراقيَهُم يمرُقونَ منَ الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ منَ الرَّميَّةِ".

 

 ومعنى الآية أنَّ المنافقين كانوا يطعنون في النبي ويؤذونه بالقول في شأن الصدقات ويقولون: أنَّه كان يهبُ منها من يحبُّ ولا يعطي إلا طوعَ هواه، حتَّى إذا أخذوا منها رضوا وكفُّوا أذاهم، وإن لم يُعطوا منها أو أعطاهم القليل سخطوا وآذوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالقول.

 

 وفي تفسير السعدي أنَّ المنافقين كانوا يعيبون على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قسمة الصدقات، وينتقدونه فيها، ولم يكن انتقادهم فيها وعيبهم صحيحًا ولم يكن دعوة حق، ولا بسبب رأي سديد، ولكن كانت غايتهم أن يأخذوا من الصدقات بسبب الطمع المتأصل في نفوسهم، ولذلك لا يجبُ أن يكون رضى وغضب العبد تبعًا لهواه وأغراضه الدنيوية، بل يجب أن يكون الغضب لله تعالى والرضى له كذلك، وفي الحديث أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمنُ أحدُكم حتَّى يَكونَ هواهُ تبعًا لمَّا جئتُ بِهِ".