رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاتبة السعوديةغادة طنطاوي: من لم يزر مصر لم ير أرضاً ولاناساً

الكاتبة السعودية
الكاتبة السعودية غادة طنطاوى

تبقى مصر دائما ملهمة الشعراء والفنانين في العالم، عاش فيها فى الشاعر اللبنانى خليل مطران حتى  لقبوه بشاعر القطرين-مصر ولبنان- وهو اللقب الذى منحته إياه جماعة "أبولو" للشعر بتزكية من أمير الشعراء أحمد شوقى.

 

اقرأ أيضا.. (فيديو) أستاذ طب نفسي: "الصبارة الراقصة" تُشكل خطورة على سلوكيات الأطفال

 

كتب"مطران" الكثير من قصائده يتغزل فى مصر وشعبها وجمالها، بل انخرط  فى العمل الأدبى والصحفى فى مصر , فقد عمل رئيسا لتحرير صحيفة الأهرام العريقة,ومديرا للمسرح القومى.

 

والشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى عاش فى مصر ونشر أجمل أشعاره فيها , و كذلك المبدعين ميخائيل نعمية, والعراقى مهدى الجواهرى الذي عاش سنوات فى مصر فترةالستينات  وبداية السبعينات , ثم عاد إليها مرة أخرى ليحيا بها سنوات حياته الأخيرة, وكتب فيها أكثر من قصيدة, وحظي بالحفاوة والتكريم.

 

اليوم موعدنا مع الكاتبة السعودية غادة طنطاوى لتحدثنا عن معشوقتها التى وصفتها فى البداية بأنها لوحةٌ فنية ساحرة.. مكتملة الأبعاد.. مترامية الأطراف..لا يرى أطرافها المتناثرة إلا فنان هائم أوشاعر عاشق.. كل من يراها يقع في حبها..!!

 

وتضيف"طنطاوى" مصر مزيجٌ ساحر من عبق الفراعنة، نعيم الحاضر ومجد المستقبل.. هكذا هي أرض الكنانة كما عرفتها و كيفما جُبِلَ قلبي على حبها منذ نعومة أظافري، مذ كنت طفلة.. حبوت على أرضها.. و نطقت أول كلماتي في أحضان أهلها.. ترعرعت وكبرت على حب هذه الأرض و شعبها, عرفت معنى مهرجان الألوان، من باعة عربة الفواكه المتجولين في أَزِّقَتِها، وتيقنت أن للذاكرة رائحة، من رائحة البطاطا المشوية ورائحة عصير الجوافة في حواريها,  شعبٌ خط التاريخ على تجاعيد وجهه قصصًا زاخرة بانتصارات العبور و شواهد قبور الفدائيين في جنوب سيناء. شوارعٌ عتيقة، اختلطت فيها رائحة ديزل السيارات برطوبة مبانيها العتيقة و الشقوق في آثارها التاريخية.

 

وعلى الرغم من كم المآسي التي مرت عليها، إلا أنك تجد روحك عالقة في سكر حلاوة المولد في يد أطفالها,  لون صفحات الكتب التي تباع على الأرصفة,  ابتسامة إمرأة عجوز، تهديك عقدًا لِلْفُلِ بلا مقابل, الجدية على وجه طبيب، الهمة على جبهة أستاذ جامعي، الأصالة في سُمرَةِ بشرة شبابها، الفرحة في أنوار الشوارع الملونة، بهجة فانوس رمضان و الفخر بتاريخ فنار الإسكندرية في عهد البطالمة,  أسودًا صنعت للمجد إسمًا لم يعرفه الإغريق ولا الرومان..!! خَرَّ له الهكسوس و ركع له المستعمر الغاشم، شعبٌ يسخر من معاناته ليهديك

ابتسامةً تخفف من معاناتك..!! ترابٌ يعلمك المعنى الحقيقي لهوية الأرض، يحميها ألف ملاكٍ حارس يَنظُم أبياتًا لم تعرفها قصائد شعراء لطالما تغنوا بمعنى الحرية.

 

كبرت أنا وبقيت تلك الصور عالقة في ذاكرتي,  تعلمت أن الهوية أرضًا تحميها، الكرامة عنوان مجد الشعوب، الشباب هم ثروة الوطن, و تيقنت بأن للابتسامة ثمن و للحرية ضريبة لا يقوى على دفعها إلا صناع الثورة، ولا يجني ثمارها إلا الساسة، والشعب هو الوحيد الذي يضع الحد الفاصل و يعبر بها خط النهاية.

 

وكيف لي أن أحكي عنك يامصر..!! وعن أمجادٍ حُفِرَت على بلاط العزيز و أرض طيبة، وعن أمنياتٍ سُجِنَتْ في قلب يوسف..!! هكذا أحببتك.. حلمًا حلمت به في صغري و غدا واقعي, أحببتك خيوط فجرٍ بزغ نوره فوق قمة أهرامك.. شعاع شمسٍ ترقرق على ضفاف نيلٍ شقت صدره مراكب العشاق.. عشقتك خيلًا يجوب صحرائك الجائرة في ليلٍ أدهم تناثرت من ذيله أجمل ذكرياتي,  عشقتك أعقاب سجائرٍ ملقاة على قارعة الطريق و رائحة قهوة في ميدان الحسين تراكم البن في قاع فنجانها,  عشقتك صفحات جرائد قديمة تفوح منها رائحة المطابع العتيقة، تحكي عن رحلات داخل دهاليز بين القصرين، قصر الشوق و السكرية، قصص توفيق الحكيم، قصائد الأبنودي، مسرح الريحاني و موسيقى عمر خيرت, وعندما نضجت تيقن قلبي بأنك يامصر كنت للزائرين خير مقامًا و لبيت المال في صدر الإسلام استقرارًا، وبأن من جاب أرض الله ورأى الناس على إختلافهم أجناسًا، ولم ير مصر و لا أهلها.. فما رأى أرضًا ولا ناسًا.

 

لمزيد من الأخبار تابع alwafd.news