إبراهيم غالي.. رجل إسبانيا الذي أشعل أزمة بين مدريد والرباط
إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، وزعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تسبب وجوده في إسبانيا في تأزم العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط، وبجواز سفر دبلوماسي واسم مستعار سافر غالي سرًا من الجزائر في أبريل الماضي.
دخل إلى مستشفى فيلوغرونيو بشمال إسبانيا، لتلقي العلاج اللازم جراء إصابته بكورونا، فطلبت الرباط فتح تحقيق شفاف في ظروف استقبال غالي، وردت مدريد بأن غالي دخل أراضيها لأسباب إنسانية، ورفضت المحكمة العليا الإسبانية احتجاز غالي على خلفية شكاوى قدمت ضده، لمزاعم تعذيب وارتكاب إبادة، فتفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين مدريد والرباط، بعد دخول نحو 10 آلاف مهاجر مغربي "سبتة" في منتصف مايو الماضي، وأشهرهم الصبي "أشرف" الذي يبلغ من العمر 16 عام، وكان يحاول الهجرة غير شرعية بواسطة زجاجات بلاستيكية وكاد أن يغرق، وبعد أن ألقى القبض بواسطة حرس الحدود الأسبان بكى بحرقة؛ وهو في وسط المياه، وهز مقطع الفيديو الخاص به قلوب العالم، وفي نفس الوقت اتهمت إسبانيا المغرب بالتراخي في مراقبة الحدود.
إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو
سياسي صحراوي من أبرز الفاعلين في قضية الصحراء الغربية، وأشهر العسكريين الذين قادوا جبهة البوليساريو في حربها ضد المغرب التي وقعت بين عامي 1976 – 1988، ولد غالي في مدينة السمارة عام 1949، بالصحراء الغربية، تولى عدة مناصب عسكرية وسياسية وحزبية في جبهة البوليساريو، منها وزيراً للدفاع، وسفيراً للجبهة في إسبانيا والجزائر، كما شغل منصب عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمكتب السياسي للجبهة، وشارك في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية، وكان من ضمن الوفد الصحراوي المفاوض لإسبانيا بشأن انسحابها من الصحراء.
استدعاء السفير الإسباني في الرباط
في شهر أبريل 2021، صدر بلاغ من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أعربت فيه عن أسفها لموقف إسبانيا؛ بعدما قامت باستضافة إبراهيم غالي، الذي دخل لإسبانيا باسم مزور، وجواز سفر مزور، وهو متهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته
إسبانيا ترد على الرباط
قالت الحكومة الإسبانية إنها استقبلت غالي البالغ من العمر 71 عاماً "لأسباب إنسانية " بعدما أصيب بفيروس كوفيد - 19 ، وتم إيداعه في إحدى المستشفيات الإسبانية لتلقي العلاج، ومَثُل غالي، الثلاثاء الماضي، أمام القضاء الإسباني عن طريق تقنية الاتصال عن بعد، وأعلنت المحكمة الإسبانية العليا رفضها لاحتجاز زعيم البوليساريو، وقالت إن رافعي الدعوى لم يقدموا أدلة تظهر مسؤولية زعيم الجبهة في ضلوعه في جرائم حرب.
التهم الموجه لغالي
رفعت ضده جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان، اتهامات ودعاوى، منها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، واتهمته بارتكاب جرائم حرب ومجازر
منشق عن جبهة البوليساريو يفضح جرائم غالي
الاعتقال غير القانوني والتعذيب وجرائم ضد الإنسانية، شكوى رفعها فاضل بريكة عام 2020، وهو منشق عن جبهة البوليساريو وحاصل على الجنسية الإسبانية الذي يؤكد أنه كان ضحية "تعذيب" في مخيمات اللاجئين الصحراوية في تندوف في الجزائر، وكانت هذه الشكوى حُفظت لكن أعيد فتحها مطلع السنة الحالية.
والتهمة التانية عام 2007 قدمتها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بتهمة ارتكاب "مجازر إبادة" و"اغتيال" و"إرهاب" و"تعذيب" و "إخفاء" في مخيمات تندوف حسب ما أفادت هذه المنظمة ومقرها في إسبانيا، كل هذه الاتهامات ظهرت بعد عملية الهجرة التي حدثت في شهر مايو الماضي، وسفر غالي باسم مزور إلى إسبانيا للعلاج جراء كوفيد 25.
بينما رفض القاضي مصادرة أوراق غالي الثبوتية لمنعه من مغادرة إسبانيا كما يطالب مقدمو الشكوى، مؤكدا عدم وجود "مؤشرات واضحة" على "مشاركة" زعيم البوليساريو في الأفعال الواردة في الشكوى الثانية.
هجرة غير مسبوقة
فتحت القوات المغربية قبل أسبوعين الحدود مع سبتة؛ الأمر الذي أثار موجة هجرة غير مسبوقة، وطالب البوليساريو المدعوم من الجزائر بإجراء استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية أقرته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب الذي يسيطر على ثلثي هذه المنطقة الصحراوية منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.
وتعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية البالغة مساحتها 266 ألف كيلومتر مربع من ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" في ظل عدم وجود تسوية نهائية لوضعها.
اقرأ أيضا:
مواطنون لـ الوفد : القطار الجديد حوَّل اليوم الشاق لـ فُسحة (صور)