رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف على رقة قلب سيدنا أبي بكر الصديق

الرقة واللين من صفات المتقين وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- رجلاً رقيق القلب، يبكي إذا قرأ القرآن الكريم ويُبكي من حوله، وكان يُشفق على المستضعفين في مكة فيعتق كلّ من يُسلم من الرجال، أو النساء مصداقاً لما وراه عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، حيث قال:

 

(كان أبو بكر الصديق يعتق على الإسلام في مكة، فكان يعتق عجائز ونساء إذا أسلمن، فقال أبوه: أي بني أراك تعتق أناساً ضعافاً، فلو أنّك تعتق رجالاً جلداً يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك؟).

 

لم تقتصر شجاعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه على قتال الكفار في المعارك فقط، بل كانت شجاعته تظهر عند حلول المصائب بالأمة، وعند اتخاذ القرارات المصيرية أيضاً، فعندما توفي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-

طاشت عقول الصحابة رضي الله عنهم، حيث نفى بعضهم الموت للرسول، ومنهم: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسكت بعضهم ولم يتسطع التكلّم كما حصل لعثمان بن عفان رضي الله عنه، واختفى علي بن أبي طالب ولم يظهر، بينما ثبت قلب أبو بكر وعقله، فبعد أن بلغه خبر موت النبي عليه الصلاة والسلام، عاد على فرسه من منزله في السنح، فدخل المسجد من غير أن يكلّم أحداً، وتوجّه نحو حجرة عائشة رضي الله عنها، ورسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-
مغشى بثوبٍ، فجلس عنده، ثمّ كشف عن وجهه الشريف، وقبّله، ثمّ بكى، وقال: (بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين، أمّا الموتة التي عليك فقد متها)، وخرج إلى الناس، وإذ بعمر يتكلّم، فأجلسه، وقام خطيباً بالناس، فقال: (من كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌ لا يموت)، ثمّ قرأ قول الله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)،[٧] ومن المواقف الخالدة لأبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، والتي دلّت على شجاعةٍ قل نظيرها، قراره في قتال المرتدّين من العرب الذين منعوا الزكاة، بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإصراره على ذلك حتى اقتنع الصحابة -رضي الله عنهم- برأيه.