رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أزمة الصلب العالمى تلقى بظلالها على مصر

ركود فى الإنتاج المحلى.. وتأجيل مشروعات جديدة تخوفاً من تراجع المبيعات

 

تمر صناعة الصلب إقليميا وعالميا ومحليا بمرحلة عصيبة للغاية من حيث التراجع الحاد فى المبيعات والأرباح نتيجة ضعف الطلب العالمى، والانخفاض الحاد فى مسحوبات القطاعات المستهلكة للصلب، ويأتى فيروس كورونا على رأس أهم أسباب هذا التراجع الشديد الذى لم تشهده هذه الصناعة العملاقة من قبل.

 تؤكد بيانات الاتحاد الدولى للصلب الذى يضم 64 دولة من كبار الدول المنتجة أن هناك تراجعاً كبيراً فى إنتاج الصلب الخام ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 2.5% خلال يوليو الماضى مقارنةً بنفس الشهر من عام 2019، وسجل حجم الإنتاج العالمى من الصلب الخام نحو 152.7 مليون طن منها 93.4 مليون طن تنتجها الصين وحدها، و6 ملايين طن لليابان، ومليون طن 5.5 لكوريا الجنوبية.

تاتا استيل: الوضع متردى

عربيا وعالميا تشهد صناعة الصلب واقعا مأساويا ملموسا مقارنة بأعوام سابقة كانت معدلات النمو فى هذه الصناعة الثقيلة كبيرة ومدهشة وكانت تعد من أعلى معدلات النمو بالقياس بصناعات أخرى كثيرة. طالت الخسائر كل الشركات العملاقة سواء المنتجة لتكنولوجيا صناعة الصلب أمثال دانيللى الإيطالية أو ميدريكس أو سيمنز، أو الشركات المنتجة للمواد الخام، أو الشركات المنتجة للمنتجات النهائية سواء من حديد التسليح، أو المسطحات والأطوال وغيرها.

 بالنظر إلى إنتاج الشركات العربية العملاقة نجد شركة مثل سابك وقد حققت صافى خسائر تصل إلى 568 مليون دولار خسائر فى الربع الثانى من العام الحالى. وحققت حديد الإمارات، وقطر ستيل ومجموعة عز، ومجموعة بشاى فى مصر خسائر متفاوتة وكانت أكبر خسائر عز فى المسطحات. وبحسب تقرير للاتحاد الدولى للصلب فقد سجلت دول، السعودية، ومصر، والإمارات، وقطر، وليبيا زيادات طفيفج جديده فى إنتاجها من الصلب الخام، وتصدرت الشركات السعودية المركز الأول فى الإنتاج برصيد 560 ألف طن تليها الشركات المصرية برصيد 543 ألف طن. أما على المستوى العالمى فنستطيع أن نقول إن صناعة الصلب تعانى من خسائر كبيرة للغاية سواء على مستوى الطاقات الإنتاجية أو المبيعات أو الأرباح، أو التباطؤ الشديد فى تصريف الإنتاج. بالنظر إلى حال العملاق البرازيلى فى إنتاج خام الحديد وهى شركة فالى البرازيلية نجدها وقد حققت تراجعا كبيرا سواء فى المبيعات المحلية، أو الصادرات. وصلت نسبة التراجع فى مبيعات فالى إلى 7.2% بعد أن

كانت لا تتجاوز 3.5% العام الماضى، وسجلت نسبة التراجع فى الصادرات نحو 9.5%.

وذكر تقرير لشركة تاتا ستيل صدر مؤخرا أن الهند وهى من أكبر الكيانات المنتجة الصلب فى العالم ويكفى أن بها أكبر منتج للصلب هى ارسيلور ميتال قد سجلت تراجعا كبيرا فى معدلات النمو وصلت نسبته إلى 4.2%. وذكر تقرير تاتا أن قطاع الصلب العالمى تراجع من 7.7% عام 2018 إلى 1.8% عام 2019. ووصف تقرير تاتا ستيل إنتاج الصلب الخام العالمى بأنه ضعيف وأن نسبة نموه جاءت متواضعة.

معاناة الصناعة المحلية

سجلت كل مصانع الصلب المحلية سواء المنتجة لحديد التسليح أو الصاج والمسطحات تراجعا حادا فى المبيعات، وفشلت كل محاولات المصانع سواء المتكاملة وشبه المتكاملة، أو مصانع الدرفلة فى تحريك وإنعاش حركة المبيعات بالحوافز غير المعلنة التى تمنحها المصانع خاصة المصانع المتكاملة للوكلاء والموزعين وكبار التجار.

 كان تراجع المبيعات الحاد قد طال مصانع العز، ومجموعة بشاى، والمراكبى، والجارحى، والعشرى، والعلا، والجيوشى وبيانكو، وميدى ستيل، وقنديل وغيرها من المصانع لدرجة أن «البورينى» قررت تأجيل افتتاح مصنعها الجديد لأجل غير مسمى خوفا من تكبد الخسائر. كما لجأت كل الشركات إلى تقليص حجم الإنتاج نظرا لوجود مخزون كبير راكد بالمخازن.

كما لجأت كل الشركات إلى ترشيد حجم النفقات، وبعض الشركات قامت بتسريح عدد من العمالة بشكل غير معلن، ولجأت بعض الشركات إلى عمل محاولات لتنويع محفظتها الاستثمارية مثل مجموعة الجارحى والتى قامت باستيراد كميات من الصاج، والاستحواذ على مصنع للمواسير بجانب الاستثمار فى قطاع التعليم.