صناعة الصاج الساخن تكافح للبقاء
تعانى صناعة الصلب المحلية من تدفق الواردات الأجنبية من المسطحات ويقصد بالمسطحات الصاج الساخن، والصاج البارد، والصاج الملون، والصاج المجلفن، والألواح. تتركز الواردات التى تدخل مصر من خلال تجار ومستوردين محلين فى الصاج الساخن، ويباع فى السوق المصرى بأسعار مغرقة جدا تقل عن أسعاره ببلاد المنشأ بنحو 150 و200 دولار فى الطن الأمر الذى يترتب عليه إضعاف الصناعة المحلية، وخروجها من المنافسة إقليمياً وعالمياً خاصة أن صناعة الصلب المحلية من الصناعات التى تحقق أعلى معدلات من نسب النمو جعلتها تمتلك ميزات تنافسية كبيرة تستطيع بها المنافسة وتحقيق أرقام طيبة فى التصدير. وكانت نسبة النمو قد بلغت خلال الفترة من عام 2009 إلى 2019 نحو 5% وهى من أعلى نسب النمو فى أى قطاع صناعى آخر.
الإنتاج المحلى من المسطحات
تعد مصر من الدول الرائدة فى صناعة المسطحات فى منطقة الشرق الأوسط وبلا منافسة تذكر من جانب المصانع الموجودة فى ثلاث دول عربية فقط تنتج المسطحات ولا يقارن إنتاجها بحجم الإنتاج فى مصر وهذه المصانع العربية هى: سابك بالمملكة العربية السعودية، والمغرب ستيل، والحديد والصلب الليبية، أما فى مصر فهناك خمسة مصانع عملاقة مؤثرة تنتج المسطحات وهى عز الدخيلة، وعز السخنة، والحديد والصلب بحلوان، ومصنع أبوزعبل للإنتاج الحربى وينتج الألواح، وهناك مصنع قنديل، وينتج الصاج المدرفل على البارد، ويبلغ إنتاج مصنعى عز الدخيلة وعز السخنة وحدهما نحو 2.2 مليون طن إلى 2.4 مليون طن من الصاج الساخن وهذه الكميات وحدها تغطى احتياجات السوق المحلى وتفيض حيث لا تتعدى احتياجات السوق المحلى على أقصى تقدير نحو مليون وخمسمائة ألف طن وهو الرقم الذى تم تسجيله العام الماضى، مقارنة بالفترة من عام 2009 إلى 2018 والذى شهد تراجعا كبيرا فى استهلاك المسطحات حيث تراجع من 890 ألف طن عام 2009 إلى 850 ألف طن عام 2018 مع التأكيد على أن عز الدخيلة، وعز السخنة تصدران ما لا يقل عن 40% من الكميات التى تنتجانها، حيث سجلت صادراتهما من الصاج الساخن إلى إيطاليا عام 2019 نحو 55 ألف طن، وإلى تايلاند نحو 48 ألف طن، وإلى إسبانيا نحو 32 ألف طن.
التحديات التى تواجه صناعة الصاج
هناك حزمة تحديات تواجه صناعة المسطحات خاصة الصاج المدرفل على الساخن وهى من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة لا نستطيع فصلها عن بعضها البعض وهذه التحديات تتمثل فى أسعار الطاقة «الغاز والكهرباء» مع الإشارة إلى أن كافة منتجات الصلب الخام تنتج بطريقتين رئيسيتين فى شتى أنحاء العالم الأفران العالية، وأفران القوس الكهربائى وكلاهما يستهلك كميات هائلة من الطاقة، سواء الكهرباء التى وصل سعرها محليا إلى أرقام مزعجة مقارنةً بسعرها إقليميا وأوروبياً، فلا يزال سعر الغاز المحلى 4.5 دولار المليون وحدة حرارية بريطانية وهذا السعر مرتفعا جدا مقارنة بسعر الغاز فى الولايات المتحدة الأمريكية، والعديد من البلدان الاوروبية منتجة للصلب، بالإضافة إلى دول عربية مثل السعودية والإمارات والجزائر والمغرب ولا يتجاوز سعر الغاز فى هذه البلدان 1.5 دولار المليون وحدة حرارية بريطانية على أقصى تقدير، ويرى المنتجون لصناعة الصلب فى مصر دون استثناء أن السعر العادل لتوريد الغاز للمصانع هو 2.5 دولار.
وبالنسبة لأسعار الكهرباء لمصانع الصلب، فقد سجلت أسعار الكهرباء خلال الخمس سنوات الأخيرة أرقاماً غير مسبوقة،
ويؤكد هَيمَنْ عبدالله رئيس مجلس إدارة شركة الثلاثية استيل الذى يعد من كبار موردى مسطحات الصلب للمشروعات القومية أن كميات كبيرة من صاج الدرجة الثانية الذى تنتجه المصانع فى بعض دول السوق الأوروبية ولا تستخدمه تدخل للسوق المصرى من خلال تجار ومستوردين كبار، ويقومون بإعادة بيعه فى السوق على أنه صاج درجة أولى بفارق أسعار قد يصل إلى 150 و200 دولار فى الطن فى المتوسط. كما يؤكد هَيمَن عبدالله أن المنتجات من الصاج المسحوب على الساخن التى تأتى من أوروبا لا تتوافر فيها المواصفات القياسية التى تتوافر فى الصاج المحلى الذى تنتجه المصانع المصرية والتى تتوافر فيها كل المواصفات القياسية المعتمدة، بالإضافة إلى إنتاجها لكل المقاسات بدءًا من 1 مللى إلى 14 مللى.
مشيرا إلى أن المصانع الأوروبية التى تنتج هذه النوعيات من الصاج لا تجد سوى أسواق منطقة الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية خاصة السوق المصرى لتصديره إليها بكميات وأسعار مغرقة فى الوقت الذى يعانى فيه السوق المحلى من تكدس المخزون ليس فى قطاع المسطحات فقط، بل فى قطاع منتجات الصلب المختلفة بسبب تباطؤ تصريف المنتجات الأمر الذى أدى إلى تراجع المبيعات بشكل لم يسبق له مثيل خلال الخمس سنوات الأخيرة خاصة مع تفشى فيروس كورونا ووجود حالة انكماش وخسائر مادية فادحة بكل اقتصادية الدول الصناعية الكبرى، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بالبورصات العالمية نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن، وضعف إنتاج الخامات بالمناجم العالمية خاصة منجم فالى بالبرازيل نتيجة هجرة أعداد كبيرة من العمالة للعمل بالمناجم تخوفا من الإصابة بكورونا.