خبراء: المؤتمر العربي الأفريقي بمصر فرصة جيدة لتعزيز ودعم عملية التعاون الاقتصادي

انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الاقتصادي العربي الإفريقي الأول، والذي ينظمه مجلس الوحدة الاقتصادية العربية والاتحادات العربية النوعية التابعة له بالتعاون مع المجلس العربي الإفريقي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعدد من المصارف والوزارات والجهات المعنية في الدول العربية والإفريقية، والجامعات والمراكز البحثية، والاتحاد الإفريقي، والمجتمع المدني.

 وفي هذا الصدد أكد خبراء اقتصاديون أن انعقاد المؤتمر الاقتصادي العربي  الافريقي الأول في مصر، له دلالة واضحة على أهمية الدولة واعتبارها ركيزة ونقطة انطلاق في تعزيز التعاون بني الدول العربية والافريقية، لكونها تجمعها اتفاقيات تجارية مع عدد كبير من البلدان الأفريقية وكذلك العربية، وهي رئيس الاتحاد الافريقي، مشيرون إلى أن ذلك المؤتمر سيساهم في تدعيم تدفق الإستثمارات العربيه داخل افريقيا، خاصة وأن  هناك ترحيب عربي قوي للتواجد اقتصاديا في أفريقيا.

وفي سياق متصل أكد الدكتور علاء رزق، الخبير الاقتصادى، ورئيس المنتدى الإستراتيجي للتنمية والسلام، إن اختيار مصر لعقد المؤتمر الاقتصادي العربي الافريقي الاول، له دلالة واضحة أن مصر نقطة الوصل بين  القيادة العريبة والافريقية، وهي القادرة عبر رئاستها للاتحاد الافريقي على دعم التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والافريقية.

وأضاف  رزق في تصريح خاص لـ" بوابة الوفد" أن مصر لها بصمة كبيرة في المحافل الدولة كمشاركتها في مجموعة العشرين، وتعد حلقة اتصال بين الجانب العربي والقارة الافريقية، وتعمل على اكتساب الخبرات من الدول المجاورة، كدولة روندا والتي تشهد نمو اقتصادي كبير، فبالتالي تلك المؤتمرات تعمل على افادة مصر بشكل كبير ولا سيما أن معظم الدول المشاركة تطبق الذكاء الاصطناعي.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن القارة الافريقية تحتاج إلى استثمارت بقيمة 500 مليار دولار لتحقيق التنمية، وتحتاج للبحث عن مصادر تمويل من دول أخرى، لاسيما في جذب الاستثمارات في القارة الافريقية، وتحتاج إلى التشاور من أجل تحقيق استثمار جيد للقارة، ناهيك عن أن افريقيا من أكبر الدول الموجود بها موارد خام على مستوى العالم، فلا بد أن يكون الانتاج داخل القارة من أجل جذب المستثمرين من الخارج.

فيما رأى خالد الشافعي الخبير الأقتصادي، ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، إن المؤتمر الاقتصادي العربي الأفريقي الأول، فرصة جيدة لتعزيز ودعم عملية التعاون الاقتصادي العربى والأفريقي بالشراكة مع مصر، خاصة وأن مصر تجمعها اتفاقيات تجارية مع عدد كبير من البلدان الأفريقية وكذلك العربية.

وأكد الشافعي في تصريح خاص لـ" بوابة الوفد"، أن انعقاد المؤتمر، جاء بعد التأكد من أنها تسير على الطريق الصحيح اقتصاديًا، مشيرًا إلى أنه وفقًا للاحصائيات تراجع حجم التضخم إلى 7% تقريباً، وهبوط البطالة بشكل ملحوظ، إضافة إلى تحقيق أعلي معدلات نمو 5.6% وهي الأعلى منذ 10 سنوات، وهو ما يشير إلى إمكانية التوسع في عمليات التصدير عبر الاتفاقيات التجارية التي تسهل دخول  المنتجات المصرية بتعريفة جمركية أقل.

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن مصر وقعت اتفاقية لتسهيل التجارة في إطار منظمة التجارة العالمية الذي اعتمد في بالي (أندونسيا) في ديسمبر 2013، تحت مسمى" اتفاقية مراكش"، موضحًا أن الاتفاقية تهدف لجعل مصر منصة انطلاق منتجات فى دول شمال إفريقيا، لكن الفيصل هنا هو جودة المنتجات وقدرتها على المنافسة.

وطالب رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، بالعمل على تسهيل أي اتفاق تجاري من شأنه زيادة التبادل التجاري بين مصر والأطراف الموقعة عليه، سواء كانت دولا عربية أو افريقية.

ولفت الدكتور خالد الشافعي، إلى أن  الدول العربية والقارة الأفريقية لديهم عدد من اتفاقيات التجارية الحرة، لتسهيل حركة التجارة، لكنها في حاجة إلى

تفعيل أمثل، مطالبًا بدعوة المستثمرين للاستثمار في مصر، عبر مشروعات يمكن إقامتها فى محور قناة السويس، فى ظل دعم كبير من القيادة السياسية فى مصر للمستثمرين الأجانب، وتوجيه الصادرات من مصر إلى كافة دول العالم.

 

وأشاد الخبير الاقتصادي، بالمجهود المبذول خلال آخر 4 سنوات والتطور الحادث في استقرار الاقتصاد المصري، عبر مشاركه القطاع الخاص مع الحكومة، موضحًا أن ذلك يجعل من صادرات مصر تحقق طفرات قوية عبر الاتفاقيات التجارية الدولية التي يمكن استغلالها في هذا الصدد، لذلك عقد أي مؤتمر اقتصادي عربى أو افريقي أو دولى فرصة مناسبة لترويج الإستثمار في مصر.

ومن جانبه قال أحمد علي الباحث الاقتصادي، إن انطلاق أعمال المؤتمر الاقتصادي العربي الإفريقي الأول سيسهم بشكل كبير في تدعيم أواصر التعاون الاقتصادي العربي الأفريقي المشترك، موضحًا أن هناك تشابه كبير بين كلتا المنطقتين العربية والأفريقية في استراتيجيات التنميه و الأهداف الاقتصاديه المشتركة.

وأضاف "علي" في تصريح خاص لـ" بوابة الوفد"، أن مصر ستكون حلقة الوصل والمنصة التي ستشكل آليات وملامح التعاون الاقتصادي العربي الأفريقي، وهو بالتبعية سينعكس بقوة على تدعيم مصر اقتصاديا، لافتًا إلى أن ذلك يخدم التوجه المصري نحو امكانية تحول مصر لمنصة إقليمية للاستثمار في أفريقيا والمنطقة العربية، الأمر الذي سيؤدي لزيادة حجم الاستثمارات الداخلة للسوق المصري.

وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن هذا المؤتمر، سيؤثر على أفريقيا بقوة في تدفق الإستثمارات العربيه نحوها، خاصة وأن  هناك ترحيب عربي قوي للتواجد اقتصاديا في أفريقيا، بالإضافة إلى دول الخليج العربي التي بالفعل تتواجد بقوة استثمارية داخل أفريقيا وخاصه منطقه شرق افريقيا.

ولفت أحمد علي، إلى أن هناك رغبه عالمية بشكل عام وعربية بشكل خاص نحو تكوين تعاون اقتصادي مثمر وفعال مع أفريقيا، موضحًا أن النقطة الأكثر اهمية أن كل هذا التكالب القوى على أفريقيا يرغب في تحقيق ذلك ولكن بمباركة مصرية، مما يؤكد ويعزز من حجم التحول الحادث في الدور المصري في افريقيا مؤخرا، وبالتالي تصبح مصر منصة استثماريه قويه تنطلق منها كل الاستثمارات صوب أفريقيا.

واختتم علي قائلا:" إن هذا المؤتمر سيخدم رؤية مصر لتنمية أفريقيا اقتصاديا في ظل استراتيجيه مصر أفريقيا 2063، والتي وضعت أبعادًا مختلفه ومحكمة لتنمية أفريقيا بالتعاون مع مصر، وهو ما يعزز التواجد المصري في أفريقيا".