رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خدعوك فقالوا إنها أخونة للدولة!!

مصطلحات جديدة وغريبة تسللت بخبث شديد إلى القاموس الإعلامى منذ استفتاء مارس 2011 عندما تأكد للقاصى والدانى مدى قوة التيار الإسلامى وتجذره فى الأرض وخاصة جماعة الإخوان المسلمين ذات الشعبية العريضة فى الشارع المصرى فبدأ الإعلام الخاص المملوك لرجال أعمال آل مبارك أى للنظام البائد حملته الإعلامية الشرسة ضد هذا التيار فانتشرت كلمات من نوعية التكويش والاستحواذ والهيمنة إلخ وكان أخرها أخونة الدولة لهدف لم يعد خافياً على أحد إذ إنهم يعيدون ُصنع فزاعة الإخوان المسلمين التى ابتكرها النظام المستبد الفاسد ولأنهم أبناء أوفياء أوعبيد طائعين له فقد صاروا على الدرب ذاته وأرادوا أن يبعثوا  رسالة رعب وخوف للمجتمع الذى سيتغير شكله وثقافته وهوية البلاد ستصبح إخوانية وكأن الإخوان كائنات من عالم آخر يغزون البلاد لاحتلالها وليسوا مصريين ومسلمين وكأن مصر ليست دولة عربية إسلامية !!

هذا العبث والفوضى الإعلامية قد زاد سعيرها مع تغيير قيادات الصحف وبلغت ذروتها بعد قرارت الرئيس د. «محمد مرسى» الأخيرة بإقالة المجلس العسكرى وإلغاء التعديل الدستورى المكبل أو المكمم والتى طالبت بها جميع القوى الثورية ولكن سبحان الله ما أن تم ذلك إلا وتحولت الفضائيات إياها إلى سرادق عزاء يتوافد عليها تلك النخب التى تدعى الليبرالية واليسارية وصدعت رؤوسنا بمدنية الدولة تندب وتصرخ على زوال الحكم العسكرى!! تلك النخب الفضائية التى لا وجود لها فى الشارع ولا تلتحم مع الجماهير، بل تكلمهم من برج عاجٍ، كانت تستقوى بالمجلس العسكرى وتحرضه ضد إخوانها فى الوطن فأفقدتهم الصدمة صوابهم وتوازنهم فرأينا المذيعة الشهيرة التى كانت ضمن فريق الدعاية للرئيس المخلوع فى انتخابات عام 2005 تفقد أعصابها وتولول وتندد بتلك القرارات التى جعلت الإخوان يسيطرون على مفاصل الدولة مما يعنى أخونة الدولة ولم يقصر ضيوفها الأشاوس فى العويل والنواح معها وفى الحقيقة تسابق الكل فى الصراخ سواء فى هذا البرنامج أوفى غيره من الفضائيات الملعونة وكأنهم فى سباق للصراخ والعويل ! وترددت جمل تكررت كثيراً منذ فوز الدكتور مرسى أمثال (أن مكتب الإرشاد هو الذى يحكم مصر وأن خيرت الشاطر الرجل القوى فى الجماعة هو الحاكم الفعلى للبلاد وتزاوج المال مع السلطة مع العقيدة إلى آخره من هذه الخزعبلات التى يألفون قصصها ويروجون لها بين أبناء الشعب الذى ملهم وقرف منهم من كثرة تكرارها وعدم تقديمهم مشروع بديل

بدلاً من هذا الحقد والبغض الذى فاق حبهم لوطنهم أو لأنفسهم ولكن فى الوقت ذاته لا ننكر أن البعض قد وقع فى الغواية وتأثر بما يروجونه فى الإعلام  زوراً وبهتاناً ولا غرابة فى ذلك فتلك القنوات أنشئت خصيصا لتزوير الحقائق وتزييف وعى الجماهير وتنفق ملايين الجنيهات مرتبات شهرية لهؤلاء الإعلاميين من أجل هذا الغرض الرخيص! الطريف أنهم يعلمون أنهم كاذبون وأنه لا يوجد شئ اسمه أخونة الدولة لأن الإخوان لم يكن يسمح لهم بالالتحاق بالقوات المسلحة فلا وزير الدفاع ولا رئيس الأركان ولا أى قائد للأفرع الرئيسية أو أقل من ذلك ينتمى إلى الجماعة وكذلك فى الشرطة بطبيعة الحال ونفس الشىء فى الصحف القومية وفى التليفزيون فكل رؤساء التحرير الجدد لا ينتمون إلى جماعة الإخوان بل أن بعضهم يكن لها العداء وقد قرأنا مقالات مؤخراً فى تلك الصحف تهاجم الجماعة وكذلك رأينا برامج فى التليفزيون الرسمى تهاجم الرئيس بعد تولى وزير الإعلام الأستاذ «صلاح عبد المقصود» أضف إلى هذا السلك الدبلوماسى الذى حُرم عليهم دخوله منذ عقود ولا ننسى أيضا المواقع الهامة الأخرى مثل المحافظين ورؤساء المدن ورؤساء الجامعات كلها وظائف كانت محظورة على أفراد الجماعة مهما بلغت درجة كفاءتهم العلمية ومهارتهم الإدارية! ولقد رأينا كيف أوفى الرئيس مرسى بعهده الذى قطعه على نفسه وكلف رئاسة الوزراء لشخصية شابة ليست محسوبة على الإخوان بل إن الوزراء المنتمين لحزبه لم يتعدوا الخمسة من أصل 35 وزيرا، فأين أخونة الدولة إذن ياسادة يا محترمون يا هواة الفتن ومُحترفى التدليس والتزوير؟!

[email protected]