هل يغسل العادلي أمواله في السينما؟
»365يوم سعادة «، هو أول الأفلام المصرية التي تعرضت لخسارة فادحة، من جراء غلق دور العرض السينمائي، في أعقاب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير،
فقد بدأ عرض الفيلم الاربعاء 26يناير، ولم يشاهده وقتها إلا حفنة من المشاهدين،ثم جرت الأحداث وتطورت بسرعة شديدة، ولما عادت دور السينما تفتح أبوابها كان المزاج العام قد تغير تماماً، ولم يعد يحتمل مثل تلك النوعية من الأفلام، ومع ذلك فقد قررت مشاهدة الفيلم،الذي حدث حوله خناقة كبيرة بين السيناريست يوسف معاطي والفنان عادل إمام، بسبب أن الاول طلب من الثاني أن يشهد زوراً، علي أنه مؤلف الفيلم، وليس ماجد مجدي الذي اتهم معاطي بسرقته وبلغ التوتر بين عادل إمام والسيناريست الذي كان يؤمن بمقولة أن للصاحب علي صاحبه ثلاثة أشياء آخرها الشهادة الزور، ولما فوجئ بإنكار عادل إمام لشروط الصداقة ، قرر أن يماطل في إجراء التعديلات اللازمة علي سيناريو مسلسل »فرقة ناجي عطاالله «،ولم يستجب لرغبة "عادل امام" بطل المسلسل، حتي تقاضي رقماً خرافياً من شركة الإنتاج ليجري التعديلات، كانت هذه الحكاية تسيطر علي تفكيري، وأنا أتابع أحداث فيلم »365 يوم سعادة«، واضرب كفاً بكف،لاني اكتشفت أن كلاً من ماجد مجدي الذي كتب اسمه علي التترات بصفته صاحب الفكرة،ويوسف معاطي بصفته كاتب السيناريو والحوار،قد قاما بالاعتداء علي إبداع السيناريست الراحل ابو السعود الأبياري الذي قدم نفس الموضوع في فيلمين أحدهما تم إنتاجه 1950 باسم »الزوجة السابعة« ولعب بطولته محمد فوزي وماري كويني والثاني في عام 1965باسم »الزوجة 13« بطولة شادية ورشدي أباظة! أما »365يوم سعادة« الذي اخرجة "سعيد المارووق " فهو من بطولة أحمد عز ودنيا سمير غانم، وشادي خلف، ومي كساب، والحكاية تبدأ بشاب ثري هو أدهم يمتلك شركة ضخمة لا تعرف طبيعة النشاط الذي تمارسه، ويحترف أدهم "أحمد عز" الزواج العرفي، فهو يرتبط بكل فتاة يلتقيها،يغدق عليها بالهدايا،ويحاصرها بخطابات الحب وباقات الزهور،وشويه نحنحه،حتي تقع في حبه فيعرض عليها الزواج بورقة عرفية، وعندما يتسلل الملل الي نفسه، وتلوح في الأفق حسناء غيرها، يقرر تمزيق ورقة الزواج العرفي، ويختفي من حياتها ليبدأ الحكاية مع غيرها،إلي أن يلتقي بفتاة صعبة المنال هي نسمة"دنيا سمير غانم" التي يقع في حبها ، ويتزوجها رسميا رغم أنها تنتمي الي بيئة شعبية متواضعة ،ويعيش معها عاما كاملا، من السعادة،قبل أن يكتشف أنها دبرت خطة للإيقاع به، وقد شاركها في رسم خطتها صديقه "شادي خلف" ومدير أعماله"لطفي لبيب"،وزوجة صديقه "مي كساب"،نجح سعيد المارووق مع أول تجاربه السينمائية في خلق صورة مبهرة،شديدة الأناقة علي طريقه أغاني الفيديو كليب،ولكنها فارغة من المضمون، وشديدة البرودة، حيث فشل السيناريست في خلق حالة من التوحد مع أي من شخصيات الفيلم،كما ان المواقف الكوميدية تخلو من الطرافة، والابتكار،عائلة نسمة "دنيا سمير غانم"المكونة من والدها صلاح عبد الله وثلاث اشقاء غاية في السخافه والفجاجة، كانت عبئا علي أحداث الفيلم،وربما تكون رغبة أحمد عز في التمرد علي نوعية الأدوار التي يقدمها،والتي لاتخرج عن حكاية "واحد بيجري والناس بتجري وراه لسبب أو لآخر"هي المبرر الوحيد لقبوله هذا الدور، ولا غضاضة علي اسلوب أدائه لشخصية الدنجوان، ولكنه لم يلحظ سخافة السيناريو، الذي لابد وأن يؤدي الي فشل مهما كانت موهبة مخرجه،فلا "سعيد المارووق" ولا اللي أجدع منه يمكن ان يخلق من الفسيخ شربات!
لم تكن في نيتي الكتابة عن