بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

هل‮ ‬يغسل العادلي أمواله في السينما؟

‮»‬365يوم سعادة‮ «‬،‮ ‬هو أول الأفلام المصرية التي تعرضت لخسارة فادحة،‮ ‬من جراء‮ ‬غلق دور العرض السينمائي،‮ ‬في أعقاب قيام ثورة الخامس والعشرين من‮ ‬يناير،‮

‬فقد بدأ عرض الفيلم الاربعاء‮ ‬26يناير،‮ ‬ولم‮ ‬يشاهده وقتها إلا حفنة من المشاهدين،ثم جرت الأحداث وتطورت بسرعة شديدة،‮ ‬ولما عادت دور السينما تفتح أبوابها كان المزاج العام قد تغير تماماً،‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬يحتمل مثل تلك النوعية من الأفلام،‮ ‬ومع ذلك فقد قررت مشاهدة الفيلم،الذي حدث حوله خناقة كبيرة بين السيناريست‮ ‬يوسف معاطي والفنان عادل إمام،‮ ‬بسبب أن الاول‮ ‬طلب من الثاني أن‮ ‬يشهد زوراً،‮ ‬علي أنه مؤلف الفيلم،‮ ‬وليس ماجد مجدي الذي اتهم معاطي بسرقته وبلغ‮ ‬التوتر بين عادل إمام والسيناريست الذي كان‮ ‬يؤمن بمقولة أن للصاحب علي صاحبه ثلاثة أشياء آخرها الشهادة الزور،‮ ‬ولما فوجئ بإنكار عادل إمام لشروط الصداقة‮ ‬،‮ ‬قرر أن‮ ‬يماطل في إجراء التعديلات اللازمة علي سيناريو مسلسل‮ »‬فرقة ناجي عطاالله‮ «‬،ولم‮ ‬يستجب لرغبة‮ "‬عادل امام‮" ‬بطل المسلسل،‮ ‬حتي تقاضي رقماً‮ ‬خرافياً‮ ‬من شركة الإنتاج ليجري التعديلات،‮ ‬كانت هذه الحكاية تسيطر علي تفكيري،‮ ‬وأنا أتابع أحداث فيلم‮ »‬365‭ ‬يوم سعادة‮«‬،‮ ‬واضرب كفاً‮ ‬بكف،لاني اكتشفت أن كلاً‮ ‬من ماجد مجدي الذي كتب اسمه علي التترات بصفته صاحب الفكرة،ويوسف معاطي بصفته كاتب السيناريو والحوار،قد قاما بالاعتداء علي‮ ‬إبداع السيناريست الراحل ابو السعود الأبياري الذي قدم نفس الموضوع في فيلمين أحدهما تم إنتاجه‮ ‬1950‭ ‬باسم‮ »‬الزوجة السابعة‮« ‬ولعب بطولته محمد فوزي وماري كويني والثاني في عام‮ ‬1965باسم‮ »‬الزوجة‮ ‬13‮« ‬بطولة شادية ورشدي أباظة‮! ‬أما‮ »‬365يوم سعادة‮« ‬الذي اخرجة‮ "‬سعيد المارووق‮ " ‬فهو من بطولة أحمد عز ودنيا سمير‮ ‬غانم،‮ ‬وشادي خلف،‮ ‬ومي كساب،‮ ‬والحكاية تبدأ بشاب ثري هو أدهم‮ ‬يمتلك شركة ضخمة لا تعرف طبيعة النشاط الذي تمارسه،‮ ‬ويحترف أدهم‮ "‬أحمد عز‮" ‬الزواج العرفي،‮ ‬فهو‮ ‬يرتبط بكل فتاة‮ ‬يلتقيها،يغدق عليها بالهدايا،ويحاصرها بخطابات الحب وباقات الزهور،وشويه نحنحه،حتي تقع في حبه فيعرض عليها الزواج بورقة عرفية،‮ ‬وعندما‮ ‬يتسلل الملل الي نفسه،‮ ‬وتلوح في الأفق حسناء‮ ‬غيرها،‮ ‬يقرر تمزيق ورقة الزواج العرفي،‮ ‬ويختفي من حياتها ليبدأ الحكاية مع‮ ‬غيرها،إلي أن‮ ‬يلتقي بفتاة صعبة المنال هي نسمة"دنيا سمير‮ ‬غانم‮" ‬التي‮ ‬يقع في حبها‮ ‬،‮ ‬ويتزوجها رسميا رغم أنها تنتمي الي بيئة شعبية متواضعة‮ ‬،ويعيش معها عاما كاملا،‮ ‬من السعادة،قبل أن‮ ‬يكتشف أنها دبرت خطة‮ ‬للإيقاع به،‮ ‬وقد شاركها في‮ ‬رسم خطتها صديقه‮ "‬شادي خلف‮" ‬ومدير أعماله"لطفي‮ ‬لبيب‮"‬،وزوجة صديقه‮ "‬مي كساب‮"‬،نجح سعيد المارووق مع أول تجاربه السينمائية في خلق صورة مبهرة،شديدة الأناقة علي طريقه أغاني الفيديو كليب،ولكنها فارغة من المضمون،‮ ‬وشديدة البرودة،‮ ‬حيث فشل السيناريست في خلق حالة من التوحد مع أي من شخصيات الفيلم،كما ان المواقف الكوميدية تخلو من الطرافة،‮ ‬والابتكار،عائلة نسمة‮ "‬دنيا سمير‮ ‬غانم"المكونة من والدها صلاح عبد الله وثلاث اشقاء‮ ‬غاية في السخافه والفجاجة،‮ ‬كانت عبئا علي أحداث الفيلم،وربما تكون رغبة أحمد عز في التمرد علي نوعية الأدوار التي‮ ‬يقدمها،والتي لاتخرج عن حكاية‮ "‬واحد بيجري والناس بتجري وراه لسبب أو لآخر"هي المبرر الوحيد لقبوله هذا الدور،‮ ‬ولا‮ ‬غضاضة علي اسلوب أدائه لشخصية الدنجوان،‮ ‬ولكنه لم‮ ‬يلحظ سخافة السيناريو،‮ ‬الذي لابد وأن‮ ‬يؤدي الي فشل مهما كانت موهبة مخرجه،فلا‮ "‬سعيد المارووق‮" ‬ولا اللي أجدع منه‮ ‬يمكن ان‮ ‬يخلق من الفسيخ شربات‮!‬

 

لم تكن في نيتي الكتابة عن

الفيلم،‮ ‬خاصة ونحن في‮ ‬غمرة أحداث ساخنة وشديدة الاحتقان،‮ ‬ولكن عن طريق الصدفة شاهدت حلقة من برنامج‮ "‬مانشيت‮" ‬الذي‮ ‬يقدمه القرموطي علي قناة‮ "‬أون تي في"وإستضاف خلالها الصحفي والسيناريست محمد الغيطي،الذي‮ ‬يبدو أنه‮ ‬يعرف الكثير عن خفايا وكواليس الوسط الفني،‮ ‬وأثار فضولي عندما أكد بثقة أن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي،‮ "‬المحبوس الآن علي ذمة عدة قضايا تودي في داهية أقلها واخفها وطأه‮ ‬غسيل الأموال‮" ‬يشارك من خلف الستار في إنتاج بعض الأفلام السينمائية‮!!‬وأن مؤلف أغاني‮ ‬ينتمي الي وزارة الداخلية هو الوسيط بين حبيب العادلي وبعض شركات الإنتاج‮ !‬ولأني من هواة حل الألغاز،فقد أخذت في تتبع خيط المعلومات،حتي توصلت إلي معرفة أن كاتب الاغاني المقصود ربما‮ ‬يكون‮ "‬نبيل خلف‮" ‬خاصة وأنه كان‮ ‬يتمتع بنفوذ قوي،جعله‮ ‬يقوم بتأليف معظم الأغاني الموجهة والمنتجة من جهات رسمية‮!! ‬وقد نجح في فرض ابنه‮ "‬شادي خلف‮" ‬في عدد‮ ‬غير قليل من الافلام السينمائية والمسلسلات،وخاصة تلك التي‮ ‬يقوم بتأليفها أو اقتباسها‮ ‬يوسف معاطي،‮ ‬ولاشك أنك كنت تتساءل مثلي عن مبرر وجود شادي خلف في أي عمل فني وهو الذي‮ ‬يفتقد للحضور والموهبة،‮ ‬وعندما تركت خيط المعلومات‮ ‬يكر في سلاسة حتي وصل لنهايته،‮ ‬توقف عند اسم منتج سينمائي لبناني الجنسية،‮ ‬قفز علي السطح في السنوات الأخيرة،‮ ‬وبدأ‮ ‬يقدم عددا من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة،بعد أن كان متخصصاً‮ ‬في إنتاج سهرات تليفزيونية بميزانيات ضعيفة جدا،وشركته مسجلة في قبرص باسم‮ "‬صني لاند‮"‬،‮ ‬وهو من قام بشراء أصول مجموعة من الافلام تقدر بثلث تراث السينما المصرية لحساب الشيخ صالح كامل مالك مجموعة قنوات الـART‮ ‬ثم قام هذا المنتج بتغيير إسم شركته إلي‮" ‬أرابيكا موفيز"التي قدمت أفلام‮ »‬الثلاثة‮ ‬يشتغلونها‮«‬،‮ ‬بطولة‮ ‬ياسمين عبد العزيز وشادي خلف،‮ ‬و»الشوق‮« ‬بطولة روبي وسوسن بدر و‮»‬365‭ ‬يوم سعادة‮«! ‬وهي أفلام تنبعث منها رائحة مساحيق الغسيل‮ "‬لزوم‮ ‬غسيل الأموال‮ "!!‬وإذا صح هذا التصور فسوف‮ ‬يكون حبيب العادلي أول وزير داخلية مصري متهم بتحريض رجاله علي إطلاق الرصاص الحي علي صدور ورءوس المتظاهرين المسالمين،وأول وزير داخلية‮ ‬يحتفظ في مكتبه بروب نوم حريمي أحمر،‮ ‬وأول وزير داخلية‮ ‬يتهم بغسيل الأموال عن طريق المشاركة في إنتاج الافلام السينمائية،‮ ‬وربما تكشف الأيام عن بلاوي سودة تانية لا تخطر علي بال البشر‮.‬