رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«100 مليون صحة» تواصل حربها ضد «القاتل الصامت»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كشفت حملة 100 مليون صحة عن إصابة أعداد كبيرة من المصريين وأن هناك تزايداً مستمراً فى أعداد  مرضى السكر وهذا ما تؤكده دراسات عديدة أجريت حول  مرضى السكر فى مصر والذين يتراوح عددهم ما بين 12 و 15 مليون مريض، الخبراء أكدوا أن العادات الغذائية الخاطئة وعدم ممارسة الرياضة سبب رئيسى فى زيادة المرض. مؤكدين أن مرض السكر يتسبب فى انتشار أمراض أخرى مثل أمراض العيون والقلب والشرايين والأطراف والأعصاب.

كما كشف دراسة مصرية عن العبء المادى والتبعات الاقتصادية لمرض سكر الدم بنوعيه الأول والثاني، والتى تمت بمشاركة عشرة من كبار الباحثين وأساتذة أمراض السكر بالتعاون بين وزارة الصحة ومستشفيات جامعتى القاهرة والإسكندرية، والتى تم عرضها خلال المؤتمر الدولى لاقتصاديات الدواء والذى عقد بمدينة جلاسكو باسكتلندا العام الماضي، بحضور أكثر 4800 مشارك من الأكاديميين والباحثين وصانعى القرار فى العالم..

وطبقاً للدراسات وأحدث إحصائيات الاتحاد الدولى لمرض السكر، بلغ عدد المصابين نحو 7.8 ملايين مواطن فى مصر بما يضع البلد ضمن قائمة العشرة الأوائل فى إصابات السكر، وكشفت النتائج عن ارتفاع تكلفة الإنفاق السنوى لعلاج المرض إلى 25 مليار جنيه، موزعة بين العلاجات والفحوصات للمرض ومضاعفاته بالإضافة الى التكلفة غير المباشرة ممثلة فى التغيب عن العمل أو الموت المبكر، واستحوذ علاج مضاعفات مرض السكر على النصيب الأكبر من تلك النفقات، بنحو 14 مليار جنيه نتيجة علاج ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وأمراض القلب الوعائية والكلى واعتلال الشبكية المترتبة على عدم ضبط مستوى السكر فى الدم.

وتعتبر هذه الدراسة هى الأولى فى تحديد التبعات الاقتصادية لمرض السكر وتبعاته على مستوى المريض والدولة من خلال تقييم البرتوكولات العلاجية والتبعات الصحية والمادية المرتبة عليها بين ألفين من مرضى السكر على مستوى محافظات الجمهورية المختلفة على مدى عامين.

وكان اللافت بين نتائج الدراسة حجم التفاوت فى مصادر تمويل هذه النفقات، حيث شكل الإنفاق الخاص للمريض نسبة 79% مقابل 15% يتحملها التأمين الصحى و3% تتحملها وزارة الصحة، والقراءة المتأنية لهذه النتائج تنذر بضرورة التحرك لمواجهة كلفة مرض السكر الباهظة.

الدكتور مصطفى عبدالعزيز، رئيس قسم الباطنة والسكر بمستشفى الهرم، أوضح أن مرض السكر ينقسم إلى نوعين، الأول يصيب صغار السن والشباب، ويجد علاجه بالأنسولين، ويشكل 10% من المرضى بينما 90% من مرضى السكر من النوع الثانى، والذى يأتى غالبا بعد سن العشرين وبالتقدم بالسن، أو وجود أمراض مثل السمنة الزائدة، أوالوراثة وتاريخ العائلة الطبى مع المرض، السجل الطبى الشخصى (حالات من الإصابة بسكرى الحمل).

وأكد أن عدد مرضى السكر يترواح من 12 إلى 15 مليون مريض، لافتا أن طرق اكتشاف مرض السكر المتابعة والتحليل المستمر، وخاصة الأشخاص الذين لهم تاريخ مع المرض مثل إصابة الأم أو الأب أو أحد أفراد الأسرة، يجب عليهم إجراء تحليل كل عام، أما إذا كان آخر تحليل له غير مطمئن وأرقام التحليل قريبة من السكر يجب عليهم التحليل كل شهرين.

وأوضح أن طرق الوقاية من مرض السكر، أولها عدم الاكثار من الحلويات والأكلات الدسمة التى تتسبب فى زيادة الوزن، والإكثار من المشى وممارسة الرياضة ثلاثة مرات أسبوعيا نصف ساعة مشى لكبار السن أو الجرى للشباب، مؤكدا أن كل ذلك يزيد المناعة ضد مرض السكر.

وأكد أن اكتشاف مرض السكر أصبح سهلا جدا، نظرا لتوافر اجراء التحليل فى كل المستشفيات، واكتشاف مضاعفاته، مضيفا أن مرض السكر لا يقتصر على البنكرياس، ولكنه يمتد تأثيره إلى النظر والقلب والشرايين والأطراف والأعصاب، موضحا أن مريض السكر الذى لا يحقق الأرقام المناسبة له، يجب أن يتعاون مع طبيبه الخاص لتظبيط الأكل، لافتا أن مريض السكر حجر الزاوية له هو تظبيط الأكل الذى يتوقف على إدراك المريض خطورة المرض، لافتا إلى أن مرض السكر مثل القطة الصغيرة الموجودة فى البيت، إذا استطاعنا السيطرة عليها ستظل قطة صغيرة هادئة، ولكن إذا لم نحسن التعامل معها سوف تتحول إلى نمر يدمر كل من حوله، وهنا المقصود بمن حوله جميع الأجهزة الموجودة بجسم الإنسان، مؤكدا أن مرض السكر يسهل التعايش معه فى ظل المتابعة الطبية والطعام المتوازن.

وأوضح أن هناك "حقن" تأخذ كل أسبوع لمرضى السكر الذى يعانون من السمنة، تأخذ تحت الجلد مثل الأنسولين، ولكنها ليست أنسولين.

سكر الأطفال

وأشار د. عبدالعزيز إلى أن مرضى السكر من الأطفال يمثلون 1% من إجمالى مرضى السكر بمصر، موضحا أن الأطفال يصعب السيطرة عليهم فى الأكل نظر لصغر سنهم وعدم إدراكهم للمرض، وتكون الأم دائما فى حيرة ما بين المرض وما بين الحالة النفسية من منع الطفل من مشاركة إخوته فى أكل الحلويات، ولكن تلك المشكلة أصبح لها حل من خلال وجود أنواع من الأنسولين تأخذ عن طريق القلم، لافتا إلى أن الأم التى لديها إدراك بالمرض تستطيع تظبيط أكل طفلها من خلال المتابعة مع الطبيب.

وأوضح أن فى الفترة الأخيرة ظهرت الكثير من أدوية مرض السكر، وتتميز بأنها لا تجهد البنكرياس، ولكنها ثمنها مرتفع، مؤكدا أن الأدوية متوفرة، ولكن ثمنها ارتفع مثل جميع الأسعار التى ارتفعت بمصر، لافتا إلى أن أسعار أدوية السكر قفزت نحو 70% بعد تعويم الجنيه.

وطالب القائمون على حملة 100 مليون صحة بالتركيز على الأرياف والقري، موضحا أن المواطنين فى القاهرة والإسكندرية والجيزة، لديهم وعى بمخاطر المرض، بخلاف محافظات وجه قبلى الذى يحتاج لأشخاص يذهبون إليهم.

 

مستشار مركز الحق فى الدواء: الأدوية الأساسية لمرض السكر متوافرة!

قال الدكتور محمد عز العرب، المستشار الطبى للمركز المصرى للحق فى الدواء، إن هناك نسب زيادة فى حدوث مرض السكر فى الآونة الأخيرة، بنوعيه الأول والثانى، مؤكداً أن هناك دراسة تمت فى عام 2017 على نحو 11ألف أسرة فى 22 محافظة والفئة العمرية من 15 سنة إلى 69 سنة، مؤكداً أن الدراسة شملت عدة أمراض منها الضغط والسكر والسمنة، لافتاً إلى أن نسبة مرض السكر كانت تمثل 15 %، موضحاً أن هذه النسبة تعتبر مؤشراً ضخماً جداً.

وأوضح أن تزايد مرض السكر يرجع إلى عدم الحفاظ على النظام الغذائى، وعدم ممارسة الرياضة بكافة أنواعها، وانتشار العادات الغربية الخاطئة فى مصر، وعدم بذل مجهود بدنى، موضحاً أن نوع السكر الأول يأتى للأطفال والوزن القليل نسبياً ولكنه ليس وراثياً، موضحاً أنه يأتى  فى الغالب مع الأشخاص الذين يولدون "توأم" بحيث إذا جاء مرض السكر للتوأم الأول 90% سوف يأتى

للتوأم الثانى، بينما النوع الثانى يأتى لمرضى السمنة وكبار السن وخاصة بعد سن الأربعين، مؤكداً أنه لا يعتمد على الأنسولين خاصة فى المراحل الأولى له ولكنه يعتمد على تنظيم الأكل فى المراحل الأولى والأدوية التى تنظم حرق السكر فى الجسم، كما تم الكشف مؤخراً عن دور العوامل الوراثية من الإصابة بهذا النوع.

وأوضح د. عز العرب أن نسبة مرض السكر فى مصر تتراوح ما بين 12% و 15 %، مؤكداً أن الأدوية الحديثة لمرضى السكر لم تتوافر بالشكل الكافى، ولكن الأدوية الأساسية لمرضى السكر متوافرة فى مصر بصورة كافية، ولكن أسعارها ارتفعت بنسبة 50% فى الآونة الأخيرة، موضحاً أن أصحاب الأمراض المزمنة توضع تحت التأمين الشامل للفئات المستحقة.

وأكد أن حملة 100 مليون صحة، سوف تكشف عدداً كبيراً جداً من مرضى السكر، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين لا يعلمون أنهم مرضى سكر، رغم وجود بعض الأعراض ولكنهم لا يأخذون بالهم، مضيفا أن اكتشاف المرض يضع المريض على الطريق الصحيح من حيث المتابعة وتنظيم الأكل ومنع المضاعفات، والتى تسبب الكثير من الأمراض الأخرى.

 

عضو التحالف الدولي للسكر تحذر: تأخر اكتشاف المرضي يدمر القلب

الدكتورة عبير زكريا، أستاذ الباطنة والسكر بقصر العينى جامعة القاهرة، وعضو التحالف الدولى للسكر والجمعية العربية للسكر قالت إن هناك زيادة فى مرض السكر بمصر، لافتة أن مصر تحتل المرتبة الثامنة فى ترتيب مرض السكر، متوقعة وصولها للمرتبة السابعة أو السادسة فى السنوات القادمة، مضيفة أن عدد المرضي يصل إلى 8 مليون مريض، وأن هناك قطاعاً كبيراً جدا من المرضي ليس على دراية بإصابتهم بالمرض، والتى تزيد من خطورة المرض، مؤكدة أن مرض السكر من الأمراض الكامنة التى تحدث لها أعراض سريعة وواضحة.

وأوضحت أن المصريين لا يذهبون لإجراء تحليل سكر، فجاءتهم أعراض واضحة مثل شرب مياه كثير أو دخول الحمام كثير، مؤكدة أن الغالبية لا يكتشفون المرض إلا بعد مرور سبع أو ثماني سنوات على إصابتهم به، مضيفة أن تلك الفترة تزيد من المضاعفات مثل إصابات شرايين القلب، وبعض الأمراض الأخرى، مطالبة المواطنين بسرعة إجراء تحليل سكر صائم وفاطر، وخاصة بعد سن الأربعين إذا كان فى تاريخ مرضي فى العائلة.

وأكد أن سبب تزايد مرض السكر، نتيجة لعادات غذائية غير سليمة، وضغوط الحياة وعدم ممارسة الرياضة، مؤكدة أن نوع السكر الأول يصيب صغار السن، ليس له علاقة بممارسة الرياضة ولكنه نوع مناعى هاجم البنكرياس بدلا من مهاجمة البكتيريا، ويعتبر فشلاً كاملاً فى إفراز الأنسولين من البنكرياس، ويكون العلاج بالأنسولين، مطالبة المرضي بعدم الانسياق وراء الدجل والشعوذة أو بعض العطارين الذى يعطون بعض الأعشاب التى يزعمون أنها تعالج مرض السكر نهائى، مؤكدة أن هذا الكلام عار تماما، لافتة أن هذه الأعشاب من الممكن أن تكون قاتلة إذا لم يأخذ الأنسولين.

كما أن النوع الثانى تكون الفئة العمرية بعد سن الثلاثين والأربعين أقرب للإصابة به، وهو ليس فشلاً كاملاً للبنكرياس ولكنه فشل بنسبة 50% للبنكرياس، وتكون ممارسة الرياضة فيه والعادات الغذائية السليمة  وعدم التعرض للضغوط الحياتية مفيدة جداً فى العلاج، مؤكداً أن النوع الثانى من الممكن أن يتم اكتشافه بعد مرور ما بين عشرة إلى خمسة عشر عاما، يكون خلالها إفراز البنكرياس للأنسولين تناقص جداً، مؤكدة أن علاج الأطفال يكون بجرعة واحدة فى اليوم، ثم جرعات بسيطة مع كل وجبة.

وأكدت أن حملة 100 مليون صحة سوف تكتشف المزيد من مرضي السكر، خاصة أن المصريين لا يذهبون للتحاليل فى الغالب، مطالبة القائمين على الحملة بادخال تحليل السكر التراكمى ومنحنى السكر، للأشخاص الذين يصل سنهم أربعين عاماً والأشخاص الذين يعانون من السمنة، والسيدات اللاتي أصبن بسكر حمل، ضمن الحملة، مؤكدة أننا سوف نكتشف عدداً كبيراً جداً من مرضي السكر.

موضحة أن الأدوية الحديثة والتى تنتجها الشركات المتعددة الجنسيات، تباع بثمن باهظ، نتيجة لكون أن تلك الشركات تعمل من أجل الربح فقط تبيع منتجها فى العديد من الدول، مطالبة الشركات المحلية بالبدء فى تصنيع الدواء بعد مرور 25 عاماً من براءة الاختراع، بحيث تصنع الدواء بصورة كاملة دون استيراد المادة الفعالة من الخارج، ومؤكدة أن اهتمام الدولة بالبحث العلمي ضروري لتطوير الصناعات الدوائية بمصر.