رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محسن محيى الدين: دور الفن الأساسى هو تربية النشء

محسن محيى الدين
محسن محيى الدين

أجرت الحوار - دينا دياب:

 

< توقف="" السياحة="" العربية="" وراء="" انهيار="" المسرح="">

< أزمة="" مصر="" السينمائية="" فى="" التوزيع="" ولا="" يوجد="" نجم="">

< العمل="" مع="" فؤاد="" المهندس="" متعة..="" وعملت="" مع="" يوسف="" شاهين="" ولم="">

< كل="" الأعمال="" الفنية="" المقدمة="" للطفل="" العربى="" مستوردة="">

< من="" منا="" لا="" يتمنى="" أن="" يكون="" حكيماً..="" والروتين="" أفقدنا="" متعة="">

 

الفنان محسن محيى الدين يؤمن بأن العمل رسالة، تمنى أن يحقق رسالته فى أعماله الفنية، وقرر تقديم أعمال تحمل معانى القيم والأخلاقيات، ولذلك أصبح شغله الشاغل النشء، فعمد إلى البحث عن أعمال تخاطب هذا السن لعلها تكون رسالة حق فى تكوين مجتمع أصيل.

«محسن» هو أحد الوجوه التى دخلت الفن من بوابة الوسامة والشقاوة، بوابة النجومية كانت من كاميرا يوسف شاهين، ولكنه زهد فى التمثيل لينغمس فى إخراج أعمال الأطفال ليكمل رسالته التى وجدها فرصة حقيقية فى المواءمة بين الفن والحكمة، ثم عاد لمجموعة من الأعمال الدرامية.

يعود محسن هذا العام بمسرحية «كينج كونج» التى تتوافر فيها شروطه للوقوف على المسرح بعد غياب منذ عام 1980 بمسرحيته «سك على بناتك».. كما يعيش حالة نشاط فنى فينتظر عرض فيلم «التاريخ السرى لكوثر».

< فى="" البداية="" سألته..="" ما="" الذى="" جذبك="" للوقوف="" على="" المسرح="" بعد="" كل="" هذا="">

- أعجبتنى المسرحية لأنها موجهة للأطفال والكبار، خاصة من سن 12 وحتى 17 عاماً فهى لفرقة تحت 18، وهذه السن خطرة للغاية فأنا أتحمس لهذه النوعية من الأعمال بل وأبحث عنها، لأن الدراما فيها توجه رسالة توثق لفترة عمرية مهمة فى تاريخ الوطن، حيث تقديم مادة مبسطة لموضوع كبير يتسلل إلى العقل ببساطة، تعلم الفرد كيف يبنى مجتمعه على الخير بعد الأحداث السياسية والتخبط المجتمعى الفرد يحتاج لرسالة كيف نبنى بلدنا بالشكل الذى نتمناه، بالإضافة إلى أن المسرحية استعراضية غنائية فيها تنوع ويقدم مادة ثرية للجمهور، فهو وجبة جميلة، والرواية تذكرنى بمسرحية «سكة السلامة» لذلك وجدتها مسرحية متكاملة العناصر، بالإضافة إلى أن فريق العمل متكامل بقيادة لمخرج د. محمد حسن الأبطال فى المسرحية «دمهم خفيف» وهذا أهم ما يجذب الجمهور للمسرح، خاصة فى مصر فالكوميديا جزء أساسى من نجاح العمل المسرحى.

< شخصية="" «الحكيم»="" تتحدث="" بصوت="" الحكمة="" فى="" وقت="" أصبح="" صعباً="" للشباب="">

- شخصية «كينج كونج» داخل العمل تعانى من الحيرة، فهو مثل كثيرين من الشباب لا يعرف الطريق الصواب الذى يسير فيه فهو يبحث عن العلم الذى يساعده على اتخاذ القرار الصحيح، لأن كل الشباب بعد الأزمة متخبطون، وهنا تأتى أهمية شخصية «الحكيم» فهو دائماً يحاول أن يعيدهم إلى الطريق الصواب.

< «الحكيم»="" بها="" إسقاط="">

- ليس اسقاطًا سياسيًا بقدر ما هو إسقاط على الواقع المجتمعى، نحن دائماً نحتاج لحكيم حتى يساعدنا على الطريق الصحيح، دائماً عندما يكون هناك موقف صعب على الإنسان، يحتاج إلى شخص يرشده للطريق الصحيح، لكن تخبطات الأفكار والطموح والإحساس الدائم بأننا نملك آمالاً ولا نستطيع تنفيذها هنا نحتاج الحكيم حتى لا نخسر أنفسنا.

< هل="" تجدها="" قريبة="" من="" شخصيتك="" فى="">

- من منا لا يتمنى أن يكون حكيمًا دائماً، «الحكيم» هو الذى يحاول أن يغير فكر الموجودين فى تقديم رسالة للمجتمع فى خلق مجتمع صالح يدعو للسلام ولا يدعو للشر والإرهاب والدمار، أتمنى أن أكون حكيماً فى اختياراتى، أن تكون قائمة على اختيار رسالة فى أعمالى الفنية «لها أهمية» تصلح للمجتمع.

< «كينج="" كونج»="" عودة="" بعد="" غياب="" طويل="" من="" «سك="" على="" بناتك»..="" كيف="" ترى="" الفارق="" بين="">

- من الصعب أن أقارن بين عهدين مختلفين، قدمت «سك على بناتك» عام 1980، وأتذكر وقتها المؤلف لينين الرملى الذى قدم رواية مميزة، والعمل مع فؤاد المهندس متعة فهو يهتم بكل ممثل موجود فى الرواية من الصغير وحتى الكبير، أعتقد أن كل تفصيلة تشغله لذلك فأطلق عليه «الأستاذ» فهو يمثل أكاديمية، لكن مهما قدمنا فنحن تلاميذ بجانبه، والمقارنة غير مستحبة لأن كل زمن له شكله وطريقته، ويكفى أن يطلق عليه زمن الفن الجميل.

< ما="" الصعوبات="" التى="" واجهتك="" مع="" الجيل="" الجديد="" فى="">

- فى القطاع العام فى فترة الثمانينيات كانت هناك جرأة فى اتخاذ القرار من يرأس مصلحة فى القطاع العام يعرف كيفية التعامل بسرعة، أتذكر وقت تولى «عبدالغفار عودة» لم تكن البيروقراطية بهذا الشكل القاتل، لكن الآن الروتين أفقدنا نحن كممثلين جمال المهنة.

< فى="" رأيك="" ما="" السبب="" لغياب="" المسرح="" الخاص،="" وهل="" حب="" ما="" زال="" المسرح="" جاذباً="">

- الجمهور يحب المسرح فى كل أوقاته، ولكن الوضع اختلف، تاريخيًا المسرح كان قائماً على السياحة العربية، وعندما قامت حرب الخليج توقف المسرح الخاص لأنه كان يعتمد على السياحة وتذكرته غالية وتكلفته كانت غالية أيضاً، كان من الصعب أن يدخل المشاهد المصرى المسرحية بـ300 جنيه، ولكن بانتهاء السياحة العربية توقف المسرح الخاص التجارى، وهنا توقفت الحركة المسرحية لأكثر من 15 عاماً، فتوجه الجميع لمسرح القطاع العام، فهو الوحيد الذى يحيى وجود المسرح لأن لديه ميزانيات تبعًا لوزارة الثقافة ويقدم مادة ثقافية، وإذا توقف مسرح الدولة لانتهى المسرح فى مصر، وهناك روايات كثيرة حققت نجاحاً على مسرح القطاع العام ما يؤكد أن الجمهور متشوق جدًا للمسرح، القطاع العام يقدم تذاكر بقدر إمكانيات الجماهير والدليل الاقبال على مسرحية «كينج كونج» رغم عدم وجود دعاية لكن الصدى ناجح ما يؤكد أن الجمهور يحب المسرح.

< وكيف="" اختلف="" المجال="">

- فى السبعينيات والثمانينيات كان عدد المنتجين والموزعين كثيرين، أتذكر أننى فى الثمانينيات أغلب الممثلين والمخرجين خاضوا تجربة الانتاج، وكان يتم ذلك من خلال الحصول على سلفة توزيع من الموزع وإنتاج الفيلم، لكن الوضع الآن تغير لا بد أن يخوض المنتج مجال الإنتاج بأمواله كاملة، وبعدها يبدأ الموزع فى عمله، والمنتج يكون تحت رحمته، ومن هنا لم يعد هناك إنتاج حقيقى فى مصر.

< هذا="" ما="" جعل="" مخرجين="" مثل="" يوسف="" شاهين="" موزعين="" ومنتجين="" وخلق="" حالة="" رواج="" عالمى="" للفنانين="">

- مصر فاشلة فى التوزيع، والأفلام التى تعرض فى الخارج هى فقط التى تعرض فى مهرجانات وتحصل على جوائز، فى الأساس المنتجون المصريون لم يسعوا لإنتاج أفلام تصلح لتمثيل مصر فى الخارج، وهذا ما يفسر عدم وجود نجوم فى مصر الآن معروفين فى الخارج.

< فى="" رأيك..="" ما="" أزمة="" الوسط="">

- أزمة مصر السينمائية ليست فى الإنتاج، لكنها فى التوزيع، التوزيع السينمائى فى مصر يسير حسب الأهواء الشخصية، لأن المنتج والموزع لا ينفصلان «شخص واحد»، وهذا غير منطقى، الموزع هو المتحكم الأول فى إنجاح وفشل أى عمل سينمائى هو من يعلى وهو من يقلل نجاح أى فيلم، الفيلم طالما أنه ليس من إنتاجه من الممكن أن يتحكم فى دور العرض المعروفة فيه، وفى النهاية هو يريد أن يرجع أمواله، دون أمانة للتوزيع، وهو ما يجعل المنتجين يعزفون عن الخوض فى مجال الإنتاج، ومن يدعى أن نجم الشباك هو سبب فشل أو نجاح الفيلم لا يعرف معنى الفن، العمل السينمائى عمل جماعى، إذا كان البطل الأفضل فى العالم دون سيناريو وإخراج جيد لن ينجح الفيلم، لكن الموزع هو من يملك كل شىء.

< هل="" نعانى="" من="" أزمة="">

- الفن مرايا لانعكاسات الموجود، مثل التسطيح والتهميش المتواجد فهو ينعكس على الفكر أيضًا لمن يقوم بالكتابة، لأنه يبرر ذلك بأن المنتج يريد الربح، وهذا الفكر لا يأتى بربح، لذا فكل شخص يدخل بيزنس يريد أن يستثمر ويرى الموجة الرابحة التى فى المقابل استمراره فى نفس الاتجاه فأصبحت مادة تجارية أكثر منها هادفة.

< لماذا="" لا="" يوجد="" مخرجون="" مثل="" يوسف="" شاهين="">

- بعد حرب الخليج السينما فى العالم العربى، عاشت حالة غربلة، المنتجون العرب كلهم هربوا والمصريون ابتعدوا لأن الإيرادات لم تعد من الخارج، أصبحت داخلية فقط، المنتجون الذين ظهروا فى هذا التوقيت خسروا أموالهم فى الحرب، ولكن المتحكمين فى السينما الآن وعيهم توقف، وظهرت أجيال لا علاقة لها بالأجيال السابقة، أجيال «تيك أواى».

< ماذا="" تعلمت="">

- عملت مع يوسف شاهين ولم أقلده، قدمت معه 4 أفلام كانت بوابة لنجوميتى، يوسف شاهين يتعامل مع الفيلم بكافة التفاصيل، فكل شىء مدروس، يقدم الفيلم فى 3 سنوات، عندما قدمنى فى شخصية القرداتى فى أحد أفلامى، استأجر قرداتى ومعه قرد ليعلمنى كيف أتعامل معه لمدة 3 شهور يصرف على القرد حتى يعلمنى كيف أمتهن هذه المهنة، أراد أن يهزنى أنا وكل الفنانين معى، لكى يخرج الفيلم بشكل محترم، المصورون الآن يتبارون فى تصوير الفيلم فى أسبوعين، وهنا الفارق.

< محمد="" أمين="" مخرج="" فيلم="" «التاريخ="" السرى="" لكوثر»="" من="" القلائل="" الذين="" يهتمون="" بهذه="">

- يعتبر هو الوحيد الآن لأنه يعمل على السيناريو، وهو تلميذ يوسف شاهين، وهذا ما شجعنى للمشاركة فى فيلم «التاريخ السرى لكوثر» فالتجربة مثيرة، حيث أظهر ضمن الأحداث بشخصية المعالج النفسى أو الطبيب النفسى الذى يتم استقدامه من الخارج للمساهمة فى نجاح أحد الأحزاب ضمن أحداث الفيلم، ويجلس مع عدد من الشباب للنقاش معهم وبالذات كوثر الشخصية التى تجسدها زينة ضمن أحداث الفيلم.

< وما="" رسالة="">

- الفيلم يناقش الأحداث التى نشبت خلال السنوات الماضية على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والسياسى.

< أعمالك="" الفنية="" بعد="" العودة="">

- أنا أختار وأنتقى العمل القريب منى، لا أحب الأعمال التى تحتوى على عنف، سعى لتقديم العمل الإنسانى، وهذا ما حدث فى كل الشخصيات التى قدمتها، سواء سينمائية أو تليفزيونية.

< هل="" هنك="" أزمة="" فى="" اختيار="" دور="" لكبار="">

- كان هناك فترة من الزمن نجوم أعمارهم وصلت إلى الخمسين عامًا وشباب لديهم عشرون عاماً، ولكل فئة عمرية ما يخصها من أعمال فنية تناسبها، وهذا ما يفعله الفنانون فى الخارج، حتى المراهقون لديهم ما يقدمونه ويخصهم وتناقش قضاياهم، وهذا ما يميز الفن فى الغرب، أن لديهم مخاطبات لكل شريحة للمجتمع، ولكننا لا نعلم كيفية استخدامهم.

< كل="" هذا="" الغياب="" عن="" الفن="" كيف="">

- لم أكن غائباً، لكنى انشغلت بإخراج أعمال «الجرافيك» للأطفال، واعتبرتها رسالة أنتجت وأخرجت ومثلت فى برامج الأطفال، لأنهم دائماً مظلومون، الطفل فى العالم العربى لم يحصل على حقه، لا تُقدم أعمال خصيصًا لهم على عكس ما كان يحدث فى السبعينيات والثمانينيات، لكن الآن كل الأعمال المقدمة للأطفال مستوردة.

< وكيف="" ترى="" التعامل="" مع="" «السوشيال="">

- كل الموبقات أصبحت موجودة فى «السوشيال ميديا» ونتعامل معها قليلًا فى المعلومات، فهى أسوأ ما جاء مصر.

< تردد="" أن="" زوجتك="" الفنانة="" نسرين="" ستعود="">

- كلام عار من الصحة، هى اختارت بيتها، ولن تعود أبداً.