شاهد.. "أم البنات" سيدة أعمال بسوق سليمان جوهر
قامت بتنمية تجارتها وعملها حتى تحولت من بائعة خضراوات على "فرشة" في السوق إلى صاحبة محل، تديره وحدها دون مساعدة أحد، تتعامل مع التجار، وتنظم جميع الحسابات، وتستمر في العمل بكل جهدها منذ الصباح الباكر وطوال النهار حتى نهاية اليوم، وكأنها خلقت لتعمل فقط.
يقع محل الحاجة أم بدرية، ويزيد عمرها عن 70 عامًا، في سوق سليمان جوهر، بمنطقة الدقي، وعندما تمر من أمامها ستجد مساحة كبيرة مفروشة، يوجد بها جميع أنواع الخضراوات، لتشعر تلقائيًا بمدى المجهود التي بذلته طوال عمرها في مهنة بيع الخضراوات حتى تصل إلى هذه المكانة.
قامت الحاجة أم بدرية بكل هذا وحدها قبل وبعد وفاة زوجها منذ 20 عامًا، ولم تجد بعده رجلا في حياتها لتستند عليه في أوقات احتياجها لظهر أو سند، خاصة وأن أبناءها الثلاثة كلهم من النساء ولم تنجب أولادا، قائلة: "كنت زمان قاعدة على فرشة في السوق ولما بقى معايا قرش كبرت الفرشة وأخدت محل إيجار بفضل ربنا وأنا اللي بتابعه وبشتري من التجار ومسئولة عن كل حاجة لوحدي".
تأتي الحاجة أم بدرية في تمام الساعة السابعة صباحًا كل يوم، تكمل البضاعة الناقصة في المحل الخاص بها من التجار وتستمر في تنظيف وترتيب الخضراوات طوال النهار، وعندما يأتي الزبائن للشراء تبيع لهم وتستمر بعد ذلك في تنظيف الخضراوات إلى أن يحل الظلام.
تنظم حسابات وإجراءات المحل وكأنها سيدة أعمال ولها تجاراتها الخاصة وقادرة على إدارتها وحدها دون مساعدة أحد، وعند صلاة العشاء ينتهي
تقضي المرأة السبعينية الأعياد والمناسبات في مكان عملها لا يمكن أن تغلق المحل الخاص بها تحت أي ظروف، لأنها لن تجد زوجا أو ابنا يباشر العمل في عدم وجودها، مؤكدة أنه حتى في عيد الأم المفترض أنه مخصص لتهنئة ورفاهية المرأة لم تغلق المحل لتحتفل، وفتحت منذ الصباح حتى آخر النهار كأنه يوم عادي لم يختلف عن غيره من الأيام.
تشعر بقيمة الغلاء الموجود حاليًا وبظروف الزبائن، وعند سؤالها عن ركود حركة البيع في السوق بسبب الغلاء كانت أول جملة تخرج منها عن الزبائن وليس عن عملها، قائلة: "الله يكون في عون الناس، الزبائن بتيجي تحكي معايا وتشتكي، والغلاء الموجود الآن لم يحدث من قبل أبدًا، كل حاجة غالية بطريقة غريبة".
أكدت أن البيع والشراء حاليًا بات قليلًا جدًا بسبب الغلاء، وأنه الزبائن لم يعد معها الأموال للشراء في هذا الغلاء.
شاهد الفيديو ..
