رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد.. مواقف "محمد علي كلاي" لنصرة الإسلام

الراحل محمد علي كلاي
الراحل محمد علي كلاي

على رغم أن رياضته المُفضلة كانت تعتمد على العنف والقوة، إلا أن قلبه كان مليئًا بعشق الإسلام، فسجل على مدار رحلة احترافه لرياضة الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، مواقف كثيرة لا تُنسى، كان الهدف منها نصرة الإسلام، إنه الملاكم الرياضي الشهير "محمد علي كلاي"، الذي فارق الحياة، أمس السبت، في أحد مستشفيات ولاية إيريزونا الأمريكية، بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا خلفه تاريخًا رياضيًا مُشرفًا، جعله يحصل على لقب "رياضي القرن".

ولد "كلاي" في مدينة "لويفيل" بولاية "كنتاكي"، حيث انحدر من عائلة أمريكية- إفريقية من الطبقة المتوسطة، وكان والده ميثوديًا، لكن أمه ربته وأخاه على المذهب المعمداني، إلا أنه اعتنق الدين الإسلامي مغيرًا اسمه إلى "محمد".

 

إعلان إسلامه
حكى "كلاي" عن اعتناقه الإسلام قائلًا في لقاء معه: "كان طبيعيًا أن أعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر، ولعل هذه المعاناة كانت حافزًا لتعلم الملاكمة، لكي أتمكن من الرد على من يسيء إليّ من أقراني البيض".

وتابع: "ولأني أملك قوامًا رياضيًا وعضلات كبيرة، فقد وجدت الطريق نحو هذه الرياضة ممهدًا، ولم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل، وانتزاع بطولة العالم للمحترفين من شرير الحلبة "وني ليستون".

وأوضح كلاي: "وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقفت لأعلن أمام ملايين الشهود، الذين تحلقوا حول الحلبة، إسلامي، مرددًا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وغيّرت اسمي إلى محمد علي كلاي".

كان للأسطورة الراحل آراء إسلامية كثيرة، حيث تحدث في إحدى المناسبات قبل وفاته عن تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف والإسلاموفوبيا، قائلًا: "أنا مسلم ولا يوجد شيء يمت للإسلام في قتل أناس أبرياء في باريس، أو أي مكان آخر في العالم، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشي لمن يطلق عليهم المتطرفون الإسلاميون، يتعارض مع صميم مبادئ ديننا".


خطب عن الإسلام
قال عن إسلامه والفترة التي تلتها: "وجدت السلام الإنساني والحقيقة، وقد تعلمت الصلاة والصوم والصلة بالله، وصرت أدعو إلى دين الله، والإسلام الحنيف، وبفضل الله سبحانه أسلم على يدي أكثر من مليوني أمريكي".
واستكمل: "إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمرًا طبيعيًا يتفق مع الفطرة، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن، حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحًا عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي".
ووصفت وسائل إعلامية ذلك بانتقاله من عرش الملك إلى خادم للدعوة الإسلامية، وتحولت قبضتاه الحديديتان القاسيتان إلى يدين حنونتين تعطف على الفقراء والمساكين.


تخصيص دخل سنوي لخدمة الإسلام
خصص "كلاي" دخلًا سنويًا يقارب 200 مليون دولار للنشاط الذي يخدم الإسلام، وليس من حق زوجته وأولاده أن يرثوه، كما حوّل قصره إلى جامع، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، وقام ببناء أكبر مسجد في شيكاغو، الذي بات مركزًا إسلاميًا، وعُرف عنه أنه يقوم بشراء الكتب الإسلامية ويوزعها مجانًا على المسلمين في أمريكا،

كما أدى فريضة الحج عام 1972.
ومن أعظم مواقف "كلاي" الشهيرة، معارضته لخوض الحرب مع الجيش الأمريكي ضد فيتنام، حيث قال وقتها: "لا يمكنني خوض حرب تقضي على حياة آخرين، إننا كمسلمين لا نخوض الحروب إلا إن كانت في سبيل الله ورسوله".. وحينها تم سحب لقب بطولة العالم منه، وإيقافه عن الملاكمة 3 سنوات.


رفض وضع اسم "محمد" على أرض هوليود
وحينما تم تكريم "كلاي" بنجمة هوليود، التي تعتبر أعظم تكريم لأي شخص بالتاريخ، وهي عبارة عن ممر يضاف لأعظم الشخصيات المؤثرة في هوليود والتاريخ بتكريمه بنجمة بهذا الممر، رفض اللاعب وضع النجمة الخاصة به بالأرض وعليها اسمه، حتى لا يدوس الناس على اسم محمد أشرف الأنبياء، وبالفعل وضعت نجمة الأسطورة الراحل بالحائط وهي الوحيدة.


انضمام لمنظمة أمة الإسلام
بعد إعلان إسلامه انضم كلاي إلى منظمة "أمة الإسلام" مع صديقيه المفكر الأمريكي "مالكوم إكس"، وإليجاه محمد، حيث لعبوا دورًا كبيرًا في حياة البطل، وتعليمه مبادئ الإسلام على يده، فكان "كلاي" يتردد على منزل صديقه الأخير سرًا، ويحضر دروسه الدينية في مطلع الستينات.
وعلاقته بالمنظمة الإسلامية لم تستمر كثيرًا، فعقب سنوات قليلة من انضمامه إلى جماعة "أمة الإسلام"، اختلف مع كثير من أفكارهم، واستمر في أعماله الخيرية والدعوية محاولًا تصحيح الصورة الخاطئة التي رسخت في أذهان الغرب عن الإسلام والمسلمين.
ويتحدث "كلاي" عن واحدة من أشهر الهدايا التي حصل عليها والتي لا ينساها أبدًا، حينما زار الرئيس السوفياتي ميخائيل "غورباتشوف"، البيت الأبيض، وطلب لقاءه، حيث كان من بين مستقبليه، وعندما اجتمعا أهداه مصحفًا شريفًا ودعاه إلى إشهار إسلامه.

 

توقع الموت

تحدث "كلاي" عن الموت قبيل وفاته، قائلًا: "قريبًا سأصبح رجلًا متقدمًا في السن ويمكن أن يدركني الموت في أي لحظة، فالله سبحانه وتعالى جعلني أفضل رياضي وأشهر إنسان في العالم، وسوف استخدم هذه الشعبية الكبيرة التي مَنّ الله عليّ بها من أجل نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في كل مكان".