عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلحة بن عبيد الله

بوابة الوفد الإلكترونية

طَلْحَة بن عُبَيْد اللّه التَّيمى القُرشى (28 ق.هـ - 36 هـ / 594 - 656م)، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده قال عنه النبى محمد صلى الله وعليه وسلم إنه شهيد يمشى على الأرض فقال: «من سره أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله».

أسلم مبكرًا، فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام وهاجر إلى يثرب التى سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، وشارك فى جميع الغزوات فى العصر النبوى إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن النبى محمد صلى الله وعليه وسلم فى غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات. وجعله عمر بن الخطاب فى الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: «هم الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض».

وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقُتِلَ فى موقعة الجمل فكان قتله فى رجبٍ سنة ستٍّ وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستُّون سنة، وقيل اثنان وستُّون سنة كان لطلحة أحد عشر ولدًا وأربع بنات، وكان يُسمّى أبناءه بأسماء الأنبياء، فمنهم محمد بن طلحة السجاد وعمران بن طلحة وموسى بن طلحة وعيسى بن طلحة، وغيرهم.

هاجر طلحة إلى المدينة المنورة بعد هجرة النبى محمد، حيث كان فى تجارة فى الشام، وفى طريق عودته إلى مكة لقى النبى وأبا بكر وهما فى طريقهما إلى يثرب، فكساهما من ثياب الشام، ثم عاد إلى مكة وأخذ أهل بيت أبى بكر وخرجوا مهاجرين إلى المدينة، فعن سعد بن أبى وقاص قال «لَمَّا ارْتَحَلَ رَسُولُ اللَّهِ مِنَ الْخَرَّارِ فِى هِجْرَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَ الْغَدُ لَقِيَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ جَائِيًا مِنَ الشَّامِ فِى عِيرٍ، فَكَسَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَبَا بَكْرٍ مِنْ ثِيَابِ الشَّامِ، وَخَبَّرَ رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدِ اسْتَبْطَئُوا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَجَّلَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ آلِ أَبِى بَكْرٍ، فَهُوَ الَّذِى قَدِمَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ».

لم يشهد طلحة غزوة بدر ولكن ضرب له النبى محمد صلى الله وعليه وسلم سهمه، واُختلِف فى سبب تخلفه عن الغزوة، فقال

الزبير بن بكار أنه كان فى تجارة بالشام عندما وقعت الغزوة، بينما قال الواقدى وغيره - وهو الأشهر - أن  أرسله مع سعيد بن زيد ليتحسّبا خبر عير قريش القافلة من الشام، فخرجا حتّى بلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين هناك حتّى مَرّت بهما العِير.

وشهد طلحة بن عبيد الله غزوة أحد مع النبى محمد صلى الله وعليه وسلم، وكان فيمن ثَبَتَ معه يومئذ حين ولّى النّاس، وبايعه على الموت ودافع عنه حتى شُلَّت يده، فلما ولى الناس كان مع النبى محمد صلى الله وعليه وسلم اثنى عشر رجلًا، وكان منهم طلحة.

وأثناء دفاع طلحة عن النبى محمد، رمى مالك بن زهير سهمًا فاتّقى طلحة السهم بيده عن وجه النبى محمد، فأصاب يده فَشَلّت، وأُصيب فى رأسه، ضَرَبهُ رجلٌ من قريش ضَرْبَتَينِ، ضَرْبَةً وهو مقبل وضربة وهو مُعْرِض عنه، لما مات النبى محمد صلى الله وعليه وسلم كان طلحة ممن بايع أبى بكر الصديق، وأقام معه تحت حكمه، واعترض طلحة على استخلاف أبى بكر لعمر بن الخطاب من بعده، حيث كان يرى أن عمر كان غليظًا فى تعامله مع الناس، فذهب إلى أبى بكر وقال له: «اسْتَخْلَفْتَ عَلَى النَّاسِ عُمَرَ، وَقَدْ رَأَيْتَ مَا يَلْقَى النَّاسُ مِنْهُ وَأَنْتَ مَعَهُ، فَكَيْفَ بِهِ إِذَا خَلا بِهِمْ، وَأَنْتَ لاقٍ رَبَّكَ فَسَائِلُكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ»، فجلس أبوبكر- وكان مضطجعًا-، وقَالَ لِطَلْحَةَ: «أَبِاللَّهِ تُفَرِّقُنِي، أَمْ بِاللَّهِ تُخَوِّفُنِي، إِذَا لَقِيتُ اللَّهَ رَبِّى فَسَاءَلَنِي، قُلْتُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَى أَهْلِكَ خَيْرَ أَهْلِكَ».