رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السادات وانشراح والخيانة في دمي

ذكرتني زيارة جون كيري وزير خارجية أمريكا المفاجئة دون أي إعلان سابق.. لكي يحاول انقاذ الرئيس المخلوع محمد مرسي من المحاكمة.. ذكرتني هذه الزيارة المفاجئة بزيارة أخري قديمة عام 1974.. حينما قطع التليفزيون إرساله، وأعلن عن وصول مناحم بيجين ووزير دفاعه موشيه ديان فجأة في ساعة متأخرة من الليل لمقابلة أنور السادات في الإسماعيلية حيث أقلعت الطائرة من القدس إلي مطار الإسماعيلية رأسا.. دون أي خبر سابق أو معرفة بسبب هذه الزيارة.

اتضح أنها نفس الحكاية..
كما جاء جون كيري ليلة محاكمة المخلوع ليحاول المستحيل .. جاء بيجين وديان من أجل انقاذ جاسوسين عملا مع إسرائيل سنوات واعتبر انهما من خير من عاون إسرائيل طوال مدة عملها إلي أن تم اكتشافهما فقرر السادات عدم القبض عليهما لاستخدامهما في تضليل إسرائيل وإرسال معلومات خاطئة لها..
وصل بيجين وديان قبل منتصف الليل بحوالي ساعة لان حكم الإعدام كان سيتم تنفيذه في فجر اليوم التالي عادة أحكام الإعدام يتم تنفيذها في ساعات الصباح الباكر جدا.. حيث يتم رفع العلم الأسود فوق سارية سجن الاستئناف من بداية إجراء تنفيذ الحكم إلي ان تنتهي العملية فينزل العلم الأسود.. والسبب أنه في هذه الأثناء يكون السجن في «حالة طوارئ» .. ساعات يسمونها (الحالة ج).. يعني قوة السجن كلها تكون علي أهبة استعداد لأي طارئ خارجي..

كانت قضية شهيرة اسمها (إبراهيم وانشراح) وكان لهما اعتمادات في البنوك بلا حدود.. لذا نجحنا في تجنيد الكثيرين.. وأفادا المخابرات الإسرائيلية كثيرا.. حتي تم اكتشافهما خلال سفرياتهما الكثيرة إلي تل أبيب.. نشرت تفاصيل هذه القضية علي مدي شهر في جريدة (الجمهورية) ثم تم تحويلها إلي مسلسل تليفزيوني اسمه (السقوط في بئر سبع) بطولة إسعاد يونس وسعيد صالح وإخراج نور الدمرداش.
المهم.. كان رجاء بيجين وديان للسادات ألا ينفذ حكم الإعدام الذي سيتم بعد ساعات، مقابل الإفراج عن عدد من أسري الجيش المصري ولكن السادات أصر علي إعدام إبراهيم الجاسوس وقبل الإفراج عن انشراح لكي تربي ولديها الصغيرين.. وأصرت انشراح أن تقبل يدي السادات

وبكت بحرقة شديدة في إدارة المخابرات.. مصرة علي شكر السادات بتقبيل يديه الاثنتين.. وقرر السادات منحها الشقتين الكبيرتين المملوكتين لزوجها لكي تعيش في إحداها وتبيع أو تؤجر الأخري لكي تربي صغارها.. وكذا الإفراج عن رصيدهما في البنك.
ومر عامان أو أقل أو أكثر وإذا بمفاجأة مذهلة..
هربت انشراح مع ولديها إلي إسرائيل!!... وأقامت في نفس الفيلا التي كانت تنزل بها هي وزوجها في مدينة (بئر سبع)!! بعد أن باعت كل مالها في مصر وأخذت كل أموالها من البنوك!! يومها كتبت قصة (معذرة.. الخيانة في دمي).
سافرت انشراح إلي لبنان في رحلة سياحية بالباخرة.. ومن لبنان سافرت إلي الأردن.. ومنها إلي إسرائيل!!! فقد أصرت إدارة المخابرات في ذلك الوقت علي معرفة كيف سافرت إلي إسرائيل.

وفي الواقع ان انشراح هي السبب في كل ما حدث.. فهي التي دفعت زوجها لهذا العمل الخطير رغم أنفه.. ثم كانت انشراح الأكثر إفادة لمخابرات إسرائيل فقد كان جمالها وثقافتها وجرأتها هي سبب نجاحها في البداية قبل كشف أمرها.. ومع ذلك تم شنق الزوج ونجت انشراح.

وأخيرا...
أهدي قصة انشراح بعد كل ما قدمه السادات لها ولديها.. أهديها لكل من يتبجح ويتكلم عن المصالحة مع الجماعة التي أخذت فرصتها بل كل ما هو أكثر من فرصتها ولكنها أصرت علي بيع البلد لأمريكا والصهيونية!!!.. من يبيع ضميره يوما.. من الصعب أن يسترده!!!