رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية كنيسة تحولت إلى مسجد.. آيا صوفيا تحفة إسطنبول التاريخية

مسجد آيا صوفيا
مسجد آيا صوفيا

 أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الثانية لإعادة افتتاح تحفة إسطنبول التاريخية، مسجد آيا صوفيا، أحد أهم الآثار الفنية والمعمارية في العالم، الذي أعيد افتتاحه في 24 يوليو 2020 كمسجد من جديد.

 

اقرأ أيضًا..

أبواب المسجد الحرام تُحف من ذهب.. السلطان عبدالحميد وقايتباي وقطب الدين مروا من هنا

اقرأ أيضًا.. 86 بابًا للمسجد النبوي .. جبريل وعمر وعثمان جذوع نخلِ توثّق هجرة الرسول

 

أيا صوفيا قلعة من قلاع إسطنبول التاريخية، إذ يبلغ طول المبنى الرئيسي 82 متراً وارتفاع القبة يصل إلى 55.6 متر، وقطرها نحو 31.7 متر، ولها 40 نافذة، يقوم المبنى كاملًا على أربعة أعمدة ضخمة يصل ارتفاع كل واحد منها إلى 24.3 متر من الرخام.

 

تم تشييد هذا الصرح المهيب عام 537، ويعتبره مؤرخون ثامن عجائب الدنيا.

 

آيا صوفيا.. الحكمة المقدسة

مسجد آيا صوفيا من الداخل

الحكمة المقدسة اسم لآيا صوفيا باليونانية، يقع على الضفة الأوروبية في مدينة إسطنبول، أُنشئ فى العصر البيزنطى ليكون كاتدرائية للبطريركية المسيحية الأرثوذكسية.

 

تحول بعد ذلك إلى كاتدرائية رومانية كاثوليكية، وتحول إلى مسجد عثماني، بعد فتح القسطنطينية، ثم لإلى متحف علماني، بعد قيام الجمهورية التركية وأخيرًا أُعلن عن إعادته مسجدًا اعتبارًا من 24 يوليو عام 2020.

 

مبنى تاريخى للعبادة، مكون من تسعة أبواب، عندما دخل السلطان محمد الفاتح المدينة في 29 مايو 1453، توجه مباشرة إلى آيا صوفيا، وغرس رايته هناك كرمز للفتح، ثم رمى سهماً باتجاه القبة.

 

يُعد مسجد آيا صوفيا الكائن في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، أحد أهم رموز فتح القسطنطينية (إسطنبول) على يد السلطان العثماني محمد الفاتح من الإمبراطورية.

 

متحف فني للحضارتين الإسلامية والمسيحية:

في عام 1934، حول أول رئيس لتركيا الحديثة آنذاك، مصطفى كمال أتاتورك آيا صوفيا إلى متحف فني، لمشاهدة جمال امتزاج زخارف الحضارتين الإسلامية مع المسيحية، حيث كان مقصداً يزوره ملايين السياح كل عام، بعدما بقي مركزًا إسلاميًا يحظى برمزية كبيرة، مُرتبطًا في الأذهان بفتح القسطنطينية.

 

 

قصة آيا صوفيا التاريخية:

آيا صوفيا

 شيدت كنيسة آيا صوفيا، في عهد الإمبراطورية الرومانية الشرقية (395 – 1453) بالعاصمة بيزنطة (إسطنبول)، قبل تدميرها على يد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس، حيث أعيد بناء الكنيسة مجدداً في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين الثاني عام 360، باسم كنيسة آيا صوفيا (الحكمة المقدسة)، ليتم تدمير المبنى للمرة الثانية بعد 44 عاماً، خلال تمرد لسكان المدينة جاء بسبب إقامة تمثال من الفضة لأفدوكيا، زوجة الإمبراطور الروماني الشرقي أركاديوس، أمام آيا صوفيا.

 

وفي عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني، الذي تولى بعد أركاديوس، جرى إعادة بناء آيا صوفيا ليتم افتتاحه رسمياً عام 415، واستمر بناء آيا صوفيا كأكبر كنيسة في بيزنطة حتى عام 532، حيث تعرض للحرق والتدمير في العام المذكور خلال "تمرد نيكا" في عهد جستنيان الأول.

 

تم إعادة بناء آيا صوفيا في 5 سنوات، وبعد 39 يوماً من تمرد نيكا، شرع الإمبراطور جستنيانوس (جستنيان الأول) بإعادة بناء آيا صوفيا، لتكتمل أعمال البناء عام 537.

 

شارك في أعمال البناء نحو 100 مهندس معماري يعملون مع اثنين من كبار المهندسين المعماريين، ووضع 100 عامل تحت تصرف كل مهندس معماري، وجرى إعادة تشييد المبنى في فترة قصيرة بلغت 5 سنوات و10 أشهر، باستخدام الطوب بدلاً من الخشب، نظراً لمقاومته الظروف الجوية والحرائق.

 

خطاب أردوغان التاريخي عن آيا صوفيا:

أردوغان

ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خطابًا تاريخيًا، في العاشر من يوليو 2020، استعرض فيه تاريخ إسطنبول وآيا صوفيا، وتحدث عن الإمبراطورية البيزنطية والفتح العثماني، وتناول وجود الكنائس في تركيا، وتاريخ منطقة البلقان الحديث.

 

واعتبر أردوغان أن القرار الذي تم اتخاذه خلال فترة الحزب الواحد عام 1934 ليس خيانة للتاريخ فحسب، بل أيضا ضد القانون، لأن آيا صوفيا ليست ملكا للدولة ولا أي مؤسسة، فهي ملك لوقف السلطان محمد الفاتح، مؤكدا حقوق تركيا التاريخية والقانونية التي تعود إلى 567 سنة”.

 

وقال أردوغان إنه من حق تركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بشكل يوافق ما جاء في سند الوقف (الوقفية)، وعرض سند وقفية السلطان محمد الفاتح، مؤكدا أن كل ما تضمه هذه الوقفية أساس لنا، ولفت النظر إلى أن هناك أكثر من 453 كنيسة في تركيا.

 

واعتبر الرئيس التركي فتح إسطنبول وتحويل آيا صوفيا إلى مسجد من بين أنصع صفحات التاريخ التركي، كما اعتبره أمانة تركها السلطان الفاتح، وتحولها إلى مسجد بعد 86 عاما، ما هو إلا انتفاضة جديدة متأخرة”، مؤكدا أن المشهد الجديد لهذا المعلم التاريخي والديني بمثابة أجمل رد على الاعتداءات والهجمات الوقحة التي تستهدف قيمنا الرمزية في كافة أنحاء العالم الإسلامي”.

 

وتابع: قرار المحكمة التركية بإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، الذي قضى بتحويل آيا صوفيا في مدينة إسطنبول من مسجد إلى متحف، يعني إعادة "آيا صوفيا" مجددا إلى مسجد، ونقل تبعيته من وزارة الثقافة والسياحة إلى رئاسة الشؤون الدينية، وتحويلها للعبادة.

 

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news