عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بر الوالدين بعد وفاتهما في الإسلام

برالوالدين
برالوالدين

 يحتفل الأبناء بعيد الأم من كل عام يوم 21مارس، ويقدم البعض الهدايا والتهاني للأمهات، لما لها فضل ومكانة كبيرة.

 

استمرار البر

 

لم يوقف الله البر على حياة الوالدين، ولم يقطعه بموتهما، بل أبقى حقوق البر على الابن بعد موت والديه لمن أراد الخير، وليفتح أبواب النفع أمام الحي والميت جميعًا.

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنه سأله سائل: هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما» رواه الطبراني وحسنه الألباني.

 

ونتسارع جميعًا في بِرِّ الوالدين في حياتهما لننال بركة دعواتهما ونفوز برضا الله تعالى نظير هذا البر بالوالدين، وإذا كان بر الوالدين في حياتهما قد جمع من الخير أكمله، ومن الإحسان أجمله، وحاز من المعروف أنفعه، وحوى من الفضل أرفعه.. فإن الاستمرار على ذلك بعد وفاتهما أكمل وأجمل وأنفع وأرفع، فحاجتهما إلى هذا البر أكبر ونفعه لهما أعظم.

صور البر بعد الوفاة

الدعاء للوالدين بالرحمة والمغفرة؛ يقول الله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24]

فهذا الدعاء للوالدين بعد وفاتهما من أعظم الحقوق للآباء على الأبناء بعد وفاتهم، وهذا ما أكدته ووضحته السنة النبوية في مواضع كثيرة؛ فقد دخل رجلٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يَا رَسُولَ اللّهِ، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ شَيْءٍ لِوَالِدَيَّ أَبِرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِمَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "نَعَمْ، الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا" [أخرجه أبو داود].

فالدعاء للوالدين بعد الممات يرفع درجاتهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَنَّى لِي هَذِهِ؟! فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ" [صحيح رواه أحمد.

الولد الصالح

ويظهر بعد وفاة الوالدين دور الولد الصالح بشكل

أكبر من حياتهما، فهو يتذكر والديه ويدعو لهما باستمرار بعد وفاتهما ويحرص على ذلك مع غيابهما عن الدنيا فهذا من أفضل البر بالوالدين على الحقيقة، فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف هذا الولد سواء كان ابنًا أو ابنة بالولد الصالح؛ روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ.

دعاء الأنبياء

بعد وفاة الوالدين يكون الولد الصالح امتدادًا لعملهما ورفعةً لدرجاتهما في الآخرة، والدعاء للوالدين بعد الممات دأب الأنبياء والصالحين؛ فقد جاء في القرآن الكريم دعاء نوح عليه السلام لوالديه، حيث قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.

وقال إبراهيم عليه السلام: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}. فلنحرص على بِرِّ الوالدين بعد الممات بالدعاء تأسِّيًا بالأنبياء والصالحين.أن تكثر الدعاء لهما بكل خير ممكن حصوله لهما وينفعهما دار الآخرة، أن يوسع الله قبورهما، وأن يجعلها روضة من رياض الجنة، وأن يرزقهما النعيم فيها، وأن يرفع الله درجاتهما، ويتقبل أعمالهما، ويجعلهما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعلهما في رفقة النبي عليه الصلاة والسلام في أعلى عليين في الفردوس الأعلى.