"العرابي" في حواره لـ الوفد: النظرة المصرية لحقوق الإنسان أوسع بكثير من باقي الدول
أتوقع أن يزور "المنفي" إيطاليا بعد مصر وتركيا
أطفال داعش قُنبلة موقوتة وبذرة لجماعات إرهابية مستقبلية
أثيوبيا دولة تستضيف مقر الاتحاد الإفريقي ولا تعمل بميثاقه
فمصر قادرة على حماية حدودها
هيومن رايتس اعتادت كتابة التقارير الزائفة ولها سمعة معروفة لدى العالم
وحدة الكلمة الفلسطيني هي نقطة البداية لحل القضية
سحب تركيا للمرتزقة من ليبيا جاء نتيجة ضغوط مصرية ودولية
إدارة بايدن لن تتورط في افتعال أزمات مع الشرق الأوسط
" تنظيم الإخوان سقط وأصبح هَش، سيكون هناك انسحاب رمزي للجماعات من ليبيا وليس كلي، الجماعة أصبحوا عبء أكثر منه أداة لتنفيذ المخططات، يجب على دول العالم التكاتف لإعادة تأهيل أطفال داعش لأنهم قنبلة موقوتة"، وغيرها من تفاصيل كشفها السفير محمد العرابي وزير خارجية مصر الأسبق، في حواره مع "الوفد"، وحدثنا سيادة السفير في عدد من الملفات الشائكة والتي تهم الرأي العام مثل ملف سد النهضة والشأن الليبي واللبناني، كما تطرقنا في الحديث إلى أسلوب إدارة بايدن، ومصير الإخوان بعد محاولة تقرب تركيا من مصر، وغيرها من موضوعات وإلى نص الحوار..
اقرأ أيضا : مرضى لـ الوفد: خضنا حروباً ضد الاضطراب الوجداني بحثاً عن الهوية
هل تركيا جادة في سحب المرتزقة السوريين من ليبيا ولماذا اختارت هذا التوقيت للتقرب لمصر؟
سحب تركيا للجماعات الإرهابية التي دفعت بها إلى ليبيا جاء نتيجة ضغوط مصرية ودولية، واعتقد الفترة القادمة سيكون هناك انسحاب رمزي للجماعات وليس كلي لتُظهر تركيا أنها تتماشى للمطالب الدولية والمصرية في هذا الشأن، ولكن في النهاية تركيا استطاعت أن تدعم وجودها في ليبيا واعتقد في الفترة المقبلة سيكون هناك تواجد اقتصادي أكثر منه عسكري، وستأخذ العلاقات الليبية التركية شكل آخر ولكن سيكون هناك ترقب وحرص في التحركات، وستكون المبررات التركية دائما أنها دولة تساعد في إعادة الأعمار والبناء في ليبيا ولكنها في حقيقة الأمر تدعم تواجدها هناك ولن تتخلى عنها بسهولة.
موقف أردوغان تجاه الإخوان وإعلامهم حالياً هل هو مؤقت لكسب الود المصري أم سيكون ثابت؟
أعتقد أن التأثير الإخواني سقط في مصر والخارج وأصبح تنظيم "هش"، ومن الممكن أن تكون هذه الجماعة عبء أكثر منه أداة لتنفيذ مخططات معينة، وهم في أسوأ أوضاعهم منذ نشأتهم وحتى الآن، وحاليا هم بمرحلة التفكير في العثور على ملاذ آمن آخر غير تركيا، وأعتقد دولة مثل كندا مرشحة لتكون ملاذاً لهم نظراً لتواجدهم الكبير هناك ليس الإخوان المصريين فقط ولكن الإخوان من دول وجنسيات مختلفة، ورغم ذلك لا اعتقد أن تركيا ستقوم بتسليم المحكوم عليهم من الإخوان بأحكام لمصر، وهناك بعد التصريحات صدرت من تركيا وهي أنهم ينظرون للإخوان كفصيل سياسي معارض وليس جماعات إرهابية، لذلك أعطوا الحق لأنفسهم في منحهم ملاذ آمن دون الطرد.
ما مصير الأطفال والنساء العائدون من داعش ؟
أطفال الدواعش قنبلة موقوتة وهناك مثال لذلك أن مراسلة صحفية زارت معسكر عائلات داعش ولكنهم قذفوها بالحجارة وقالوا لها أنها كافرة، وهذا يعطي إحساس أن بالفعل هذه الأطفال في حاجة لإعادة تأسيس، وفي نفس الوقت يُعد أمراً صعب نظراً لعدم وجود أماكن تأهيل مناسبة لهم وهم في المعسكرات وينتمون إلى جنسيات كثيرة، ويجب على دول العالم أن تتكاتف لإعادة تأهيل هذه الأطفال لأنهم بذرة لجماعات إرهابية.
هل تعتقد أن إثيوبيا لديها النية للوصول إلى اتفاق بخصوص السد أم هو مجرد تضيع وقت للملء؟
الـ 10 سنوات الماضية أثبتوا أن إثيوبيا تسعى لشراء الوقت وسط أحاديث عن ضرورة إجراء مفاوضات ولكن في النهاية لديهم موقف ثابت لن يحيدوا عنه، وأعتقد أنه أمر للأسف بالغ السوء ويثبت نيتهم حول التفاوض منذ البداية وليس لديهم أية إحساس للإبقاء على روح الصداقة والتعاون بين مصر والسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية أخرى، لذلك مصر منهجها الثابت وهو التزم الهدوء وهذا ما ستظل عليه، وفي النهاية وسيؤدي إلى وضع إثيوبيا في موقع حرج للغاية أمام المجتمع الدولي، ودولة مثل مصر بثقلها ووزنها مارست الصبر الطويل على إثيوبيا، وفي نفس الوقت مازالت الأخيرة مستمرة في توهمها بامتلاكها حقوق ليست ملكها، رغم كل الكلام العبثي الذي يتردد منهم أمام العالم.
مصر بسبب هذا التعنت الواضح وضعت إثيوبيا في جانب الدول المعتدية بأسلوب دبلوماسي وهادئ ولم نحاول أن نؤثر على حقها في التنمية، حيث أن المعادلة الأولي التي طرحتها مصر على لسان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي "الحق في الحياة مقابل الحق في التنمية"، ولكن إثيوبيا لم تلتفت إلى هذه المعادلة العادلة، والآن أصبحت المعادلة "أن النيل مسألة وجود بالنسبة لمصر"، وهذه في حد ذاتها معادلة صارمة تحمل الكثير في طياتها وللأسف فقدت إثيوبيا المجال الواسع للعمل في إطار المعادلة الأولى وهي الحق في الحياة مقابل الحق في التنمية.
من أين تستمد إثيوبيا قوتها ؟
من منطلق أنها تملك المنبع والجغرافيا اعتقدت أن لها الحق في التحدث على أساس أن المنبع يبدأ من عنده وهذا هو أساس مصدر القوة لهم، وأوحى لهم بحق التصرف كما يحلو لهم، وبدون أية اعتبار لمبادئ القانون الدولي أو مبادئ الصداقة والتعاون الذي يحس عليها الاتحاد الإفريقي والذي يستضيفوا مقره في أديس أبابا وهذا تنقض غريب جداً يجب أن تنظر أيه الدول الإفريقية بحزم، فأثيوبيا دولة تستضيف مقر الاتحاد الإفريقي ولا تعمل بميثاقه، وهذا تناقض يستدعي إعادة النظر في أشياء كثيرة بالنسبة لهذه الدولة.
أمريكا أعلنت استعدادها للعودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني بعد أن انسحبت منه عام 2018 وقالت إن "الكرة في ملعب إيران" ما المقصود بذلك؟
الملف النووي الإيراني أمر سيأخذ وقت طويل وسيظل في جدال دائم بين الطرفين، وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستصعب من سياستها الحالية ضد إيران، واعتقد أنها لا تملك حالة الفزع الذي كانت أمريكا تتوقعها في سياستها الجديدة تجاه إيران، وإيران تبذل مجهود كبير جدا حيال السياسة الأمريكية في هذا الملف، وهذا الملف سيستغرق وقت طويل جدا وتصريحات نارية متبادلة ولكن دون الوصول إلى حل.
وزير الطاقة الإسرائيلي "يوفال" قال إن بلاده لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي.. هل تمتلك إسرائيل القدرة على ذلك؟
هذا مجرد حديث وتصريحات صحفية ومن المؤكد أن إسرائيل ترصد الأماكن التي يتم فيها معالجة اليورانيوم ولديها معلومات كافية لهذه المواقع، ولكن اتخاذ إجراء عسكري ضد المواقع، اعتقد أن إسرائيل تعمل مئة حساب بخصوص اتخاذ هذه الإجراءات الخاص بالتصعيد وهذا أمر إسرائيل في غناء عنه.
هل تعتقد أن تنتهج إدارة بايدن نهج أوباما وكلينتون أم سيحاول أن يكسب الشرق الأوسط بعد وثائق ترامب خلال الانتخابات؟
أعتقد أن إدارة بايدن بُعدها الاستراتيجي الأساسي ناحية أسيا، وترى في منطقة الشرق الأوسط أنها في حاجة للاستقرار خلال الفترة القادمة، وليس هذا معناه أنها ستحل المشاكل المزمنة في المنطقة ولكنها لن تحاول أن تضيف إليها المزيد من التصعيد أو التوتر، فهي تعتقد أن الجبهة الرئيسية أمامها هي أسيا مثل الصين ومحاولة إعادة تشكيل تحالف جديد يضم الهند واستراليا واليابان والولايات المتحدة، أسلوب لمحاولة مواجهة التمدد الصيني سواء اقتصادي أو عسكري، ولا اعتقد أن أمريكا سكون لديها الرغبة أن تتورط أكثر في منطقة الشرق الأوسط للإبقاء على الجراح المفتوحة الموجودة حالياً بدون زيادة وفي نفس الوقت تخفيض حدة التوتر من الدول الأساسية في منطقة الشرق الأوسط.
رئيس المجلس الرئاسي الليبي سافر إلى فرنسا ثم جاء لزيارة مصر ومن المتوقع أن يتوجه لتركيا ما سر زيارات ؟
السلطة الجديدة في ليبيا تقرأ المشهد بقدر من التوازن والعقلانية السياسية وأكيد فرنسا لها تأثير وكذلك مصر وتركيا، وهذه هي الدول التي لها تأثير مباشر في المسألة الليبية ومن المتوقع أن تأتي إيطاليا بعدها، وبالتالي هو يتحرك بقدر من العقلانية السياسية، والأهم من ذلك خلال الفترة القادمة أن يُخرج المرتزقة والإرهابيين من ليبيا بشكل سريع، لأنهم يؤثرون الاستقرار داخل ليبيا وإذا تزعزع التوازن الداخلي في ليبيا هذا من المؤكد أنه سيجعل العملية السياسية تفشل، وبالتالي أنه يجب أن يضمن خروج القوى الغير منضبطة على الأراضي الليبية فوراً، قبل التعامل مع أية عمل سياسي.
متى باعتقادك تصبح حدودنا مع ليبيا آمنة؟
الحدود المصرية أمر لا يحتاج لنقاش، فمصر قادرة على حماية حدودها وما قبل حدودها أيضاً، ولا يوجد أية تردد في التأكيد على أن حدودنا مؤمنة وهو أمر محسوم على الجانب المصري.
لماذا تقارير منظمة هيومن رايتس دائما تستهدف مصر ؟
هذا أمر منذ القدم ومنهج يسيرون عليه وستظل على هذا المنوال، وبالتالي لا يجب أن نقلق كثيراً من تقارير هذه المنظمة، والجميع أصبح يعرف سمعتها على مستوى العالم، فموضوع حقوق الإنسان هو مطلب مصري ولا يحتاج لأحد أن يزايد فيه والنظرة المصرية لحقوق الإنسان أوسع بكثير من النظرة الضيقة لدول كثيرة في حقوق الإنسان.
لبنان عالقة وسط انهيار الاقتصادي وأزمة السياسية في اعتقادك كيف ستداوى جِراح لبنان؟
الأمور تأخذ منحنى هابط وفي تدهور مستمر رغم أن الشعب اللبناني لا يستحق هذا على الإطلاق، في الشرق الأوسط عندما يتواجد دولة بها فراغ أو أزمة نجد من ينقض عليها فوراً، وهذا ما نتخوف منه على لبنان فهناك تدخلات من دول إقليمية تشعر أن لها ملكية خاصة في لبنان وهذا يؤدي إلى تأزم أكثر للموقف، وهذا أمر هام خلال الفترة القادمة، هل ستستطيع حماية نفسها من أطماع الدول الإقليمية المتربصة بها ؟..هذا تساؤل هام جداً وأرى أن الدول العربية يجب أن تكون حريصة على الالتفاف حول لبنان حتى تمنع أية فرصة، لملء الفراغ الذي قد يتولد نتيجة المشاحنات الداخلية الموجودة على الأراضي اللبنانية.
كيف يتم مداواة الشعب الفلسطيني فيما يخص قضيتهم؟
وحدة الكلمة الفلسطيني هي نقطة البداية، ونتائج الانتخابات الإسرائيلية غير مُبشرة لأنه من الواضح أن بنيامين نتانياهو سيكون مسيطر على الحكومة القادمة وهذا يعطي انطباع بأن فرص إحياء عملية السلام تتضاءل في ظل وجود هذه الحكومة المتشددة، لذلك وحدة الكلمة الفلسطينية هي الأساس في الفترة القادمة وبالطبع الموقف المصري والأردني فيصل في أشياء كثيرة بالنسبة لكيفية التحرك وإحياء مسار السلام مرة أخرى وهو في الغالب سيصادف عقبات كثيرة خلال الفترة القادمة.
وجدى زين الدين يكتب: لماذا تحارب جماعة الإخوان الوفد؟!