رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

د. عبدالمقصود أبوباشا: الأزهر الشريف منارة التدين الصحيح والجهل أخطر أسباب التطرف

د. عبدالمقصود أبوباشا
د. عبدالمقصود أبوباشا

الأزهر الشريف هو منارة الاعتدال الصحيح، وصرح شامخ للعلم والمعرفة، ومنهجه دائماً يقوم على نبذ العنف والتطرف، والأفكار الهدامة، وهو الحصن الحصين للإسلام، واعتبر «أبوباشا» أن الجماعات التكفيرية الضالة هى نتاج لفكر مغلوط وتمويل يهدف لضرب ولزعزعة منطقتنا. وهذه الجماعات والتنظيمات ما هى إلا أورام سرطانية نبتت فى الجسد الإسلامى ويجب استئصالها ومواجهتها. هذا رأى الدكتور عبدالمقصود أبوباشا رئيس قسم التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. ودعا الى أن يلعب العلماء والمؤسسات الدينية دوراً فى مواجهة الغلو والتطرف، وضرورة ضبط المنابر بحيث لا يعتليها الا من تحصل على أهلية علمية من مشارب صافية وألا يقوم بالتدريس فى المساجد وإلقاء المحاضرات إلا من وجدت فيه الأهلية المذكورة.. التقيناه وكان هذا الحوار:

< فى="" البداية="" باعتبارك="" علماً="" من="" أعلام="" الأزهر="" كيف="" ترى="" دور="" الأزهر="" الشريف="" فى="" التصدى="" لموجة="" الإرهاب="" والعنف="" الفكرى="" فى="" العالم="">

- دائماً.. الأزهر الشريف هو منارة الاعتدال الصحيح، وهو صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومنهجه دائماً يقوم على نبذ العنف والتطرف، وأئمته وعلماؤه يركزون دوماً على هذه المبادئ والبعد عن التطرف والأفكار الهدامة ويدرسون المناهج المتعددة فى العلم حتى يستقى من يريد الآراء والأفكار، ويرى الاختلاف بينهم كل حسب مذهبه بعيداً عن الشطط والغلو، وهذا ما جعل الأزهر يستمر أكثر من «1050» عاماً يحارب كل من يريد تشويه سماحته ولين الدين الإسلامى الصحيح، ولكن من الطبيعى أن يظهر كل فترة من يحاولون تعكير الصف وتفتيتها خدمة لأعداء الدين فى الوقت الذى نريد فيه التكاتف والوقوف صفاً واحداً، وهيهات فكم من فتنة تحطمت على أيدى علماء الأزهر ووقفوا لها حائط صد، والتاريخ خير شاهد على ذلك ومسجل أحداثها، وهذا دورهم الذى يأمله المسلمون فى شتى بقاع الأرض ولعلمائه وشيوخه الأجلاء مواقف مشهودة والتى دحرت الاستعمار ووقفت ضد الطغاة والغازين ووحد فكر الأمة وكان  حائط الصد الأول فى الدفاع عن منهج الإسلام الصحيح واعتداله، فكان الأزهر دوماً قلعة الشموخ على مر الأيام والعصور راسخاً فى قلوب المسلمين.

< لكن="" البعض="" يحمل="" الأزهر="" مسئولية="" انتشار="" التطرف="" فماذا="">

- هذا خطأ فادح فى حق الأزهر، فالأزهر كما عهدناه منذ أكثر من ألف ومائة وخمسين عاماً هو الحصن الحصين للإسلام وليس كما يشيع البعض أنه يتبنى الفكر الوسطى، وإنما الأزهر يتبنى الإسلام الصحيح، لأن الإسلام الوسطى مصطلح خاطئ، لأنه لو كان هناك إسلام وسطى فهذا يعنى أن هناك إسلاماً يمينياً وإسلاماً يسارياً، وهذا غير صحيح بالطبع، فالإسلام ليس فيه تطرف، ولهذا فإن من خرج بغير منهج الأزهر، فهو خارج عن منهجية الدين فإذا كانت الدولة منذ عام 1952 قد همشت الأزهر ورجاله والقيادات الدينية حتى تفوه أحد رؤساء مصر وهو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قائلاً: إن شيخ الأزهر يفتى من أجل الفتة، فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص، فإذا كان جمال عبدالناصر قد قال ذلك فماذا سيقول من حوله ممن كانوا ينافقونه، وبالطبع هذا كله أدى الى تشويه الأزهر وهمش دور علمائه فى مواجهة الكثير من الظواهر الاجتماعية السيئة، وعلى رأسها ظاهرة الإرهاب والتطرف الذى تعانى منه الأمة الإسلامية كلها اليوم.

< إذن="" صاحب="" الفضيلة..كيف="" نحصن="" شبابنا="" من="" الفكر="" المتطرف="" فى="" ظل="" شيوع="" الفكر="" التكفيرى="" عبر="" مواقع="" التواصل="" الاجتماعى="">

- لابد أن يلعب العلماء والمؤسسات الدينية دوراً فى مواجهة الغلو والتطرف، وأرى أن من أهم أسباب انتشار التطرف والغلو، هو الجهل وعدم تحصيل آلات العلم التى يستطاع  من خلالها فهم النصوص، بالإضافة الى التشبث بظواهر النصوص والركون إلى ما يسمى بالشيوخ، فمن لم يعهد منه مجالسة العلماء والأخذ عنهم، فضلاً عن غياب مناهج أهل التربية والسلوك لتصفية المناهج المعكرة، وتقاعس العلماء عن أداء دورهم فى توعية الجيل الجديد، ونقل المناهج الوسطية التى تلقوها كابراً عن  كابر ولمواجهة الغلو والتطرف لابد من ضبط المنابر بحيث لا يعتليها الا من تحصل على أهلية علمية من مشارب صافية وألا يقوم بالتدريس فى المساجد وإلقاء المحاضرات إلا من وجدت فيه الأهلية المذكورة، لابد من تأهيل علماء وطلاب العلم للرد على المناهج المشبوهة وحصر شبهات أهل الغلو والتطرف والرد عليها رداً يبدد ظلامها، فضلاً عن تسمية المناهج المارقة والضالة ليعلمها الناس ولابد أيضاً من محاصرة شيوخ الفتنة الذين يروجون مثل هذه الأراجيف وإعداد منهج متكامل للتصدى للإرهاب وتدريسه فى الجامعات والمدارس مع إتاحة دروس التوعية المكثفة فى

وسائل الإعلام للتحذير من الغلو والتطرف وملاحقة الشبهات المبثوثة على الشبكة العنكبوتية والقيام بتفنيدها.

< إذن="" هل="" من="" الممكن="" أن="" نعتبر="" الجماعات="" الضالة="" والتكفيرية="" وعلى="" رأسها="" «داعش»="" خوارج="">

- نعم.. فهذه الجماعات خرجت عن الصحيح الدين، و«داعش» أكبر مثال لذلك فهى نتاج لفكر مغلوط وتمويل يهدف لضرب وزعزعة منطقتنا،ولهذا فهناك أمر فى غاية الأهمية وهو أننا نروج لمصطلحات غربية مثل استخدام مصطلح الشرق الأوسط، فالواقع يؤكد أن التاريخ الإسلامى بل والإنسانى لم يعرف منطقة اسمها الشرق الأوسط إلا الشرق الأدنى ولا الأقصى، وهذه كلها مسميات أطلقتها إنجلترا وفرنسا من أجل أن تبين الأقرب لها من الأوسط والأبعد، وهذه المصطلحات تكشف لنا بشكل أو بآخر من الذى يمول «داعش» وغيرها من التنظيمات الضالة والتكفيرية، فهم يريدون بأوطاننا السوء ولن يحدث ذلك والحل انه لابد ان تعتبر مثل هذه التنظيمات أوراماً سرطانية فى الجسد الإسلامى يجب استئصالها.

< تجديد="" الخطاب="" الدينى..="" ما="" مفهومه="" من="" وجهة="">

- المراد بالتجديد ليس إلغاء الثوابت ولا انفصال الأمة عن هويتها ومصدر عزها ودينها، وانما التجديد أن نجعل من مفهومنا لمراد الله من  خلق الله فى كل زمان ومكان إعماراً للأرض يسع كل مناحى الحياة تجديداً وتطويراً وابداعاً وتحقيقاً لسعادة الإنسان أياً كان هذا الانسان وعبادة الله الواحد القهار من أن نحسم الفهم عن الله ثم نبلغ مراد الله من خلقه حسبما أراده الله عز وجل دون تزيد منا أو دون تنقيص وهذا لا يكون إلا إذا أوجدنا عالماً ربانياً«موسوعة علمية» حاوياً لمقاصد الشريعة وغاياتها المتجددة على معرفة بأسرار القرآن واللغة العربية التى اختارها الله لتكون لساننا فإذا فهمنا مراد الله من خلق الله، كان خطابنا واقعياً وشمولياً وخالداً يسع كل حركة الحياة تصويباً وترشيداً أو تجديداً وإعماراً.

< أخيراً..="" إذن="" من="" المنوط="" به="" إصلاح="" الخطاب="">

- الأزهر الشريف هو المنوط به هذه المهمة ولابد للدولة كلها أن تساعده بما أتيح لها من إمكانيات ليقوم بمهمته وواجبه، وينهض برسالته تفنيداً لشبه المارقين والمتآمرين وكشف لعوارهم ووقفاً لمدهم المشئوم، وتحصيناً للمجتمع من آثارهم المدمرة نشراً لصحيح الدين الوسطى السمح الذى جعله الله  رحمة للعالمين، وهنا يحتاج لتطوير فهم المراد من النصوص ومن الثوابت فهماً يتجدد مع متطلبات الزمان والمكان، ليس تركاً لتراث الأمة المجيد الذي تتلمذ عليه وتخرج من خلاله العلماء، والفقهاءء والقادة والمجددون والعباقرة اكثر من ألف سنة، ولكن نريد فهماً وسطياً سمحاً يحقق طموحاتنا المرجوة فى هذه الفترة العصيبة بأن ننأى بخطابنا الدينى عن الحزبية والمذهبية الواقفة الجامدة والعنصرية المشئومة، فيقول النبى صلى الله عليه وسلم «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية» وحتى يكون الخطاب الدينى هكذا لابد أن ننظر فى فنون هذا الخطاب بتحديث آلياته ووسائله لتوائم متطلبات هذا العصر الحديث تجديداً وتطويراً ويتحقق ذلك بمساعدة كل المؤسسات للأزهر الشريف لا بالهجوم عليه والتنقيص من شأن رموز الأمة وعلمائها الكرام.