عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المنصات الرقمية تسطر نهاية الشاشة الفضية أم تعيد النظر فى شكل الخريطة التلفزيونية

بوابة الوفد الإلكترونية

لم يعد سوق التنافس الدرامى الرمضانى يقتصر على القنوات الفضائية فحسب، بل امتد فى السنوات الأخيرة ليشمل منصات إلكترونية متنوعة، وذلك بعد إعلان منصة watch it عن مجموعة رائعة من الأعمال الدرامية الحصرية والبرامج التليفزيونية طوال شهر رمضان المقبل بدون الفواصل الإعلانية التى تفسد متعة المشاهدة على المشاهد، الذى لطالما عانى منها وربما يكون هو السبب وراء لجوء معظمهم لموقع الفيديو الشهير «اليوتيوب».  

الآن مع ظهور المنصات الرقمية المتعددة، مثل شاهد. نت، وجوى السعودية، ونتفليكس وغيرها من المنصات الأخرى التى غزت الأجهزة الذكية، وكذلك التلفزيون الذكى، والتى من خلالها يستطيع المستخدم مشاهدة ما يبتغيه فى أى زمان ومكان. هذه التطبيقات والقنوات الإلكترونية باتت تنافس التلفزيون بقوة لما توفره من خصوصية ومشاهدة ممتعة بدون فواصل إعلانية وحرية فى الطرح مع سرعة الوصول إليه أينما شاء، ما جعلها هدفاً استراتيجياً مهماً أمام مرمى أعين المشاهد. السؤال هنا هل تهدد التطبيقات والمنصات الرقمية الشاشة الفضية التى تنتظر شهر رمضان الفضيل تحديداً من كل عام لجذب المعلنين وتحقيق أعلى ربح مالى من وراء الإعلانات؟، خاصة بعد إعلان عدد من المنصات الرقمية عرض باقة متنوعة من الدراما العربية طوال الشهر الكريم، أم تعيد نظر صُناع القرار من رؤساء محطات تلفزيونية فى تجديد شكل الخريطة التلفزيونية. هذا ما سنعرفه فى السطور الآتية:

محمد فوزى: لا غنى عن التلفزيون

استنكر المنتج محمد فوزى، فكرة أن المنصات الرقمية من الممكن أن تخطف الأضواء وتسحب البساط من الشاشة الفضية، مؤكداً أنه لا غنى عن التلفزيون الذى سيظل المصدر الأول والأساسى للترفيه والمعلومات، الذى يجمع العائلة على مائدة واحدة.

ويرى «فوزى» أن المنصات الرقمية تعتبر وسيلة جديدة للعرض، جاءت لتنشيط الساحة الفنية، وتشجيع التلفزيون والمحطات الفضائية على التطوير وإنتاج مزيد من البرامج والمسلسلات.

وأضاف: كل وسيلة عرض لها جمهور، والأعمال التى تعرض على المنصات تختلف فى مضمونها ومحتواها عن الأعمال التى تعرض على الشاشة الفضية.

وعن التحديات التى تواجه التلفزيون قال: التحدى الحقيقى يكمن فى إمكانية إيصال المحتوى الدرامى أو الترفيهى أو الثقافى وخلافه للمشاهد، وهذا ما تفعله المنصات الرقمية التى تمنح المشاهد الحرية والخصوصية الكاملة فى متابعة ما يريد وقتما يريد.

وأشار إلى أنه رغم تحقيق المنصات الرقمية نجاحاً كبيراً والتى استطعت اجتذاب الجمهور ونجوم الصف الأول، ونجاحها فى الوصول بمحتواها الدرامى إلى المتلقى سواء أكانوا من متابعى التلفزيون أم سواهم، وذلك عبر تعدد المنصات وتنوعها من هواتف وشبكات تواصل اجتماعى ومنتديات وأجهزة محمولة ذكية، لكن ذلك لا يقلل من الدور الطليعى لشاشة التلفزيون وجاذبيتها العائلية وتعلق الجمهور بها.

طارق الشناوى: العلاقة بين التلفزيون والمنصات الرقمية ليست تنافرية.. والتنافس بينهما مشروع.

ومن جانبه، يقول الناقد الفنى طارق الشناوى، إن التلفزيون والمنصات الرقمية عالم واحد ليسا منفصلين والعلاقة بينهما ليست تنافرية، وبالتالى أصبح التنافس بينهما أمراً مشروعاً.

وأكد أن ظهور المنصات الرقمية خلق نوعاً من المنافسة النزيهة مع التلفزيون، وهذه المنافسة تعمل كحافز يدفع كليهما لبذل المزيد لتحقيق أداء أفضل. لافتاً إلى أنه فى المجتمعات الغربية، يُنظر للمنافسة على أنها قوة دفع إيجابية، تساعدنا على تحقيق إنتاجية أعلى من تلك التى نحققها عند العمل فى بيئات غير تنافسية.

ويرى «الشناوى» أنه على صُناع القرار من رؤساء محطات فضائية إعادة النظر فى المحتوى المُقدم للقدرة على منافسة المنصات الرقمية خاصة بعدما نجحت فى جذب شرائح كبيرة من نجوم الصف الأول الذين كانوا يبددون السينما على التلفزيون، وكذلك تقليص الفواصل الإعلانية التى تفسد المتعة على المشاهد التى جعلته فى الفترة الأخيرة البحث عن بدائل أخرى تمنحه مشاهدة ممتعة.

ويرفض الشناوى فكرة أن المنصات الرقمية من الممكن أن تعلن نهاية التلفزيون. مؤكداً أن زيادة منافذ العرض أكبر خدمة توجّه للمتلقى.

واستطرد قائلاً: عندما ظهر التلفزيون ولد الخوف لدى صُناع السينما، بأن الجمهور سيتركها ويذهب للتلفزيون، وهذا ما شجع السينما على التطوير لمنافسة التلفزيون.

وعن المنافسة بين المنصات الرقمية والتلفزيون على الكعكة الرمضانية قال: المنصات الرقمية لا تلغى التلفزيون والعكس، هناك دائماً خطط برامجية ودرامية لكل شاشة عرض تجذب المشاهد من مختلف الأعمار والأذواق، والمعروف أن التلفزيون تزداد نسب مشاهدته درامياً وبرامجياً فى أشهر سباق درامى وهو شهر رمضان، لأنه موسم المشاهدة التلفزيونية العائلية بامتياز، وذلك بسبب تغير نمط حياة الناس وأعمالهم فى هذا الشهر من كل عام، فضلاً عن اجتماع العائلات أمام أجهزة التلفزيون، بسبب ازدياد ساعات وجودهم داخل المنزل.

صادق الصباح: زيادة منافذ العرض إضافة لعالمنا الفنى والثقافى

ويتفق معه المنتج صادق الصباح، الذى أكد أن المنصات الرقمية إضافة لعالمنا الفنى، ولا تلغى منافذ العرض الأخرى المعتادة كالتلفزيون والسينما، وإنما ساعدت على خلق روح تنافسية بينهما على إنتاج مزيد من الأعمال الدرامية الهامة طوال العالم وليس فى موسم رمضان فقط. وأوضح أنه عندما ظهر التلفزيون لم يعلن انتهاء السينما، وعندما جاء الفيديو لم يستطع إلغاء التلفزيون. مؤكداً أن ظهور المنصات عمل على تنشيط السوق الفنى واحتدام المنافسة التى تصب فى النهاية لصالح المتلقى.

واستشهد بالمجتمعات الغربية كمثال يؤكد من خلاله أن التلفزيون باقٍ ولا يمكن للمشاهد الاستغناء عنه قائلاً: فى أمريكا والمجتمعات الغربية التى تستخدم المنصات الرقمية منذ عشرات السنين، لم يختف لديهم

التلفزيون، بالعكس ما زال حاضراً وبقوة.

وأضاف: نجاح المنصات الرقمية فى المجتمعات العربية يرجع إلى إتاحة المحتوى الفنى دون فواصل إعلانية مقارنة بالمسلسلات الدرامية التى تعرض على شاشة التلفزيون، وأعتقد أنه عامل جاذب ومميز.

أما بالنسبة لحيثية تقليص الإعلانات نزولاً عند رغبة الجمهور، خصوصاً أن هذا الأمر يعد من الأسباب الرئيسة لاتجاههم إلى «الأون لاين» التى تعتمد بث المسلسلات والبرامج من دون فواصل إعلانية، يوضح الصباح: لا بد للمشاهد التلفزيونى أن يدرك أهمية الإعلانات للمنتج فهى تساعده على تغطية تكاليف الإنتاج والبث والتطوير، وكذلك لرؤساء المحطات الفضائية التى بحاجة دائمة إلى التمويل الذى عادة ما يكون مصدره الأساسى هو العائدات الإعلانية، ومن هنا ظهر دور المنصات الرقمية والتطبيقات التلفزيونية الذكية التى توفر محتوى خالياً من الإعلانات مقابل اشتراكات شهرية - سنوية، غير باهظة بالنسبة للمتصفح الذى لا يرغب بوجود فواصل إعلانية خلال المشاهدة عبر الإنترنت، لذلك أقترح زيادة تكلفة الإعلان الواحد لتقليص أعدادها حتى يمكن للتلفزيون منافسة المنصات الرقمية.

وعن التحديات التى تواجه التلفزيون لمنافسة المنصات الرقمية قال: أعتقد أن الإعلانات من أبرز التحديات التى تواجه التلفزيون، خاصة فى شهر رمضان الذى تزداد فيه نسب الإعلانات والمعلنين، وكثرتها جعلت المشاهد يهرب منها ويذهب للبدائل الأخرى كالمنصات الرقمية.

ويرى الصباح أن هناك الكثير من الحلول التى تجعل التلفزيون يحافظ على صدارته وتواجده وسط زخم المنصات الرقمية التى دخلت فى غمار المنافسة معها مؤخراً على الكعكة الرمضانية. حيث يقول: أولاً يجب التركيز على المحتوى العالى الجودة القادر على مخاطبة كافة أفراد العائلة على اختلاف أذواقهم، ثانياً: الاهتمام بإنتاج برامج ثقافية ودينية وتعليمية وكذلك نشرة الأخبار، خاصة أن هذه الاقسام لا تتوافر لدى المنصات الرقمية التى تقتصر على تقديم المسلسلات والأفلام فقط، ثالثا: تقليص أعداد الإعلانات التى ترهق المشاهد وتفسد عليه متعة المشاهدة. رابعاً: الاهتمام ببرامج الأطفال فى رمضان من خلال تثقيفهم دينياً ومجتمعياً وثقافياً.

محمد حجازى: جودة العمل الفنى الفاصل الوحيد بين التلفزيون والمنصات الرقمية

عن مستقبل التلفزيون فى ظل منافسة المنصات الإلكترونية وتطبيقات التلفزيون الذكية يقول الناقد الفنى محمد حجازى: لا أعتقد أن المنصات الرقمية سوف تؤثر كثيراً على الفضائيات أو على الأعمال التى تنجز لشهر رمضان المبارك، بينما الفارق الوحيد هو خصوصية المادة التى تبث على المنصات الرقمية، مشيراً إلى أن المنصات الرقمية تصرف بشكل مُضاعف على الإنتاج لطرح مادة مميزة على شاشة عرضها مقابل الأعمال الفنية الأخرى التى تعرض على شاشة التلفزيون التى عادة ما يواجهها مشاكل إنتاجية كثيرة.

وأضاف: هناك تحديات تواجه التلفزيون للقدرة على المنافسة مع المنصات الرقمية، لكن هذا لا يعنى إلغاءه أو الاستغناء عنه، التلفزيون فى المجتمعات الغربية موجودة مقابل اشتراك شهرى – سنوى، مقابل فى عالمنا العربى لا يوجد مقابل لمشاهدة التلفزيون، فما زالت شاشتنا الفضائية والأرضية مجانية عكس ما يجرى فى الغرب.

وعن أبرز التحديات التى تواجه التلفزيون للحفاظ على صدارته قال: التحديات ليست كثيرة، التحدى الأول والأساسى الذى يواجه التلفزيون كما ذكرت سلفاً هو نوعية العمل المقدم، المنصات الرقمية تصرف أموالاً باهظة على الإنتاج للخروج بمحتوى جيد ومثالى ونخبوى يناسب جميع الفئات والأعمار على اختلاف مشاربهم وأذواقهم، أما الفضائيات المادة تكون تجارية أكثر من كونها نخبوية هادفة، لذا يجب على الفضائيات الاهتمام بالجودة الإنتاجية والفنية ونفس المزايا التفاضلية الموجودة فى الأعمال المُقدمة على المنصات الرقمية الأخرى الموازية، والذهاب للإنتاجات الدرامية الضخمة والاهتمام بالمحتوى المُقدم واحترام عقول المشاهدين.