عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القوى الناعمة أحد أهم الأسلحة السياسية لتحقيق أهداف الدول

بوابة الوفد الإلكترونية

ناهد عبدالحميد: القوى المصرية ساعدت على تماسك البنيان الإنسانى للشعوب العربية

صلاح فضل: التوازن بين الطاقات الإنسانية يمكننا من مواجهة التطرف

زين نصار: علينا الاهتمام بالنصوص الموسيقية وتوصيل تراثنا للأجيال المعاصرة

محمود مسلم: مازال لدينا الكثير لتفعيل دورٌ أكبر للقوى الناعمة

لوتس عبدالكريم: كنا نناقش ما يخص الفن والثقافة في منزل عبدالوهاب

 

عقد قطاع شئون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال، لقاءه الشهرى لملتقى الهناجر الثقافى، تحت عنوان «القوى الناعمة ودورها المجتمعى» مساء يوم الاثنين الماضى بمركز الهناجر للفنون، تحت إشراف الفنان محمد دسوقى، مدير المركز، تحدث فى الملتقى الدكتور صلاح فضل أستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس، الدكتور زين نصار، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، الدكتور أشرف عبدالرحمن الناقد الفنى والأستاذ بمعهد النقد الفني، الأديبة والروائية الدكتورة لوتس عبدالكريم، وأدار اللقاء الناقدة الدكتورة ناهد عبدالحميد، مدير ومؤسس الملتقى.

قالت الدكتورة ناهد عبدالحميد إن القوى الناعمة برغم حداثة هذا المفهوم نسبيًّا إلا أنه أصبح من المفاهيم الواسعة الانتشار والاستخدام، وأول من تحدث عن هذا المصطلح هو «جوزيف ناى» وهو ضابط متقاعد بالقوات الأمريكية، وكان يعتبر القوى الناعمة أحد أهم الأسلحة السياسية للدول، من خلالها تستطيع تحقيق أهدافها، وأضافت هذا من الجانب النظرى، ولكن من الجانب العملى، فالمصريون هم أول من استخدم هذه القوى الناعمة عمليًّا وتطبيقيًّا منذ عام 1725 قبل الميلاد، فالقوى الناعمة استخدمت على مرَّ التاريخ، وكانت حاضرة وفاعلة فى كل الأحداث الوطنية المصرية، اعتبارًا من طرد الهكسوس من البلاد مرورًا بثورة عرابى وثورة 1919 وثورة 1952 وانتصارات أكتوبر وغيرها، ولم تكن القوى الناعمة المصرية داعمة للأحداث الوطنية فى مصر فقط، بل لكل الشعوب العربية أيضًا، فمصر كانت وما زالت هى القلب النابض والعقل الواعى والقوة المعنوية الهائلة لكل الشعوب العربية، فقوة مصر الناعمة هى التى ساعدت على تماسك البنيان الإنسانى للشعوب العربية.

وقال الدكتور صلاح فضل إن الملتقى بشموله على مختلف الفنون هو مدخل ناعم للقوى الناعمة، وإن كان المسمى أطلق حديثاً لكننا كنا نستخدمه كثيراً بأشكال مختلفة فى ثقافتنا العربية، فدائماً كنا نميز بين المادة والروح، بين المحسوس والمجرد، والوضع المصرى الراهن يوصلنا إلى فكرة وضع خريطة بسيطة للطاقات الإنسانية، وهى تنقسم إلى ثلاثة أقسام روحية وعقلية علمية ونفسية روحية، والروحية هى أقدم وأهم الطاقات التى انبثقت من مصر، وتمثلت فى جانبى الأديان السماوية وغير السماوية مثل البوذية وغيرها، وتظل الطاقة روحية إلا أن تتحول عند بعض الشعوب أو فى مرحلة تاريخية إلى طاقة عنف وغضب، عندئذ تفقد طابعها الروحي المتميز، أما طاقة العقل فهى تولد العلم، والعلوم نوعان الأول إنسانى وهى تغطى الجانب الثقافى، والثانى هو العلوم الطبيعة، تولدت منها فى العصر الحديث الطاقة الذرية والطاقة الشمسية، أما الطاقة الثالثة فهى طاقة الآداب والفنون، هذه الطاقات الثلاث هى التى تتوازن بها شخصية الإنسان، فالميل لطاقة دون الاثنين الآخرين، يؤدى لاختلال توازن طاقة القوى الناعمة، فالقوى الناعمة تعتمد فى الدرجة الأولى على التوازن بين هذه الطاقات الثلاث، ويمكننا مواجهة التطرف بإحداث هذا التوازن.

وأشار الدكتور زين نصار إلى أن فى مصر نمتلك كنزًا كبيرًا من 150 سنة، هى الموسيقى المسجلة على الأسطوانات، فهناك شخصيات فنية صنعت الوجدان والتاريخ مثل سيد درويش الذى غير كثيراً فى مسار الفن، فالغناء سلاحٌ من أخطر ما يمكن، فمن السهل جدًّا أن يحفظ الناس أى لحن مهما كان مضمونه، ولهذا وجب علينا الاهتمام بالنصوص الموسيقية، ويجب أن يكون هناك وعيًّا كى نستطيع رفع وعى الناس وتوجيههم بشكل صحيح عن طريق الفن، كما يجب أن تحرص أجهزة الإعلام على اختيار النص، فما تغنت به أم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب من أغانٍ موسيقية كانت تشحن الهمم وتلهب القلوب، لافتًا إلى أهمية وجود الطابع العربى فى اختيار الموسيقى، ويمكن الاستعانة بأحد الأشكال الغربية، لكن لا يصح أن تكون هى الأساس، بل يجب

أن نحرص على توصيل هذا التراث للأجيال المعاصرة.

من جانبه أجاب الكاتب الصحفى محمود مسلم، ردًّا على سؤال من مدير الملتقى حول ما مرت به البلاد من عواصف وبراثن الإرهاب التى اتخذت من الدين ستارًا، ومن العقيدة شعارًا لبث الأفكار الظلامية، وكيف يرى المواجهة الفكرية والثقافية، وذلك الفكر المعادي للدولة؟قال محمود مسلم باختصار شديد إن تأثير القوى الناعمة توازى القوى العسكرية، وللأسف كانت هناك فترات لم نهتم بالقوى الناعمة فيها، فلم يعد الفن والرياضة موهبة فقط، ولكن أيضًا إدارة، فلكى نستطيع تنمية المواهب مازال لدينا الكثير لنبذله للعمل على تفعيل دور أكبر للقوى الناعمة لزيادة الوعى لدى المجتمع.

وتحدث الدكتور أشرف عبدالرحمن، وقال إنه ثبت علميًّا أن المخ يلتقط الموسيقى أسرع من الكلمات، محمد على باشا قام ببناء 5 مدارس لتعليم الموسيقى العسكرية، وجاء بمدرسين من إيطاليا وفرنسا، تلاه الخديو إسماعيل الذى قام بإنشاء دار الأوبرا المصرية، وكانت تمثل قوى ناعمة بمصر، وفى ذلك الوقت كانت مصر مركزًا للثقافة والفن على مستوى العالم، ثم أتت ثورة 1919، وكان سيد درويش بمثابة السوشيال ميديا بأيامنا هذه، حيث قام بمحاربة الفتن الطائفية عن طريق الفن، وأثناء النكسة لم يترك الفنانون فنهم، فتغنى عبدالحليم بـ«أحلف بسماها» وكان لمثل تلك الأغانى تأثيرًا كبيرًا على الوطن العربى، مشيراً إلى أن افتتاح أكبر دار أوبرا بالعاصمة الإدارية، وتكريم المخرج «خالد جلال» بمنتدى شباب العالم هو تكريم لكل المثقفين والفنانين، وأكد أن التاريخ يعيد نفسه، والاهتمام بالثقافة يعود من جديد، ولكنه سيتطلب بعض الوقت.

وعن مدينة الإسكندرية تحدثت الأديبة والروائية لوتس عبدالكريم، وقالت أنا اسكندرانية والإسكندرية كانت قلعة للفنون، كانت الناس تتحدث بلغة مختلفة عن الآن، كنا نجتمع فى منزل الموسيقار محمد عبدالوهاب، كان يعقد فيها جلسات شهرية وأسبوعية يتحدث عبدالوهاب فيها مع الكتاب الكبار، ويوجه لهم الخطاب للنهوض بمستوى الفن والثقافة، ونادى بوجود جمعية للرفق بالوجدان، ونادى بعمل مجلة ثقافية نضع بها الحوار الذى يدور فى هذه الجلسات، وقام الكاتب إحسان عبدالقدوس بترشيحى للقيام بهذه الخطوة، وولى عبدالوهاب الأستاذ أحمد بهاء الدين رئاسة تحرير هذه المجلة، وكان سعيدًا ومتحمسًا، بينما كنت خائفة من خطوة كهذه، واقترح عبدالوهاب تسمية المجلة (الصالون) فردَّ أحمد بهاء الدين بأنها كلمة إفرنجية، وقرروا تسميتها (شموع)، واستمرت المجلة قرابة 20 عامًا.

تخلل الملتقى باقة مميزة من الأغانى لكبار نجوم الطرب فى مصر، تغنى بها المطرب «مصطفى النجدى» بمصاحبة فرقة أوتار الغنائية، منها «أحلف بسماها وبترابها، مابيسألش على أبدا، ألف ليلة وليلة»، كما غنى المطرب «أشرف على» بفرقة الموسيقى العربية أغنية «أنا المصرى، ودارت الأيام».