عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وجدى زين الدين يكتب : مصطفى شردى الأسطورة الصحفية

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

اليوم ذكرى رحيل الفارس العظيم الكاتب الصحفى الكبير مصطفى شردى، مؤسس صحيفة «الوفد».. كانت تربطنى بهذا الأستاذ المعلم علاقة عشق ومودة، ليس لأننى تعلمت مهنة الصحافة على يديه فحسب، أو أننى كنت محرراً مطيعاً فقط، وإنما لأن هذا الرجل كان أباً حنوناً بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى.. ولا أكون مبالغاً أبداً إذا قلت إن صورة هذا العظيم لا تبرح مخيلتى أبداً، رغم مرور الكثير من السنوات على رحيله عن عالم الدنيا.. لقد كان مصطفى شردى أسطورة صحفية فى عالم صاحبة الجلالة، تعلمت منه الكثير وما زلت حتى كتابة هذه السطور أسترجع مواقف كثيرة له وآخذ بآرائه فى حل الكثير من المشكلات التى تواجهنى الآن وأنا أجلس على كرسيه، وكأن هذا الرجل قد سبق عصره بما يزيد على الخمسين عاماً، وما أقوله ليس مبالغة أو لأننى كنت متعلقاً به وبفكره الوطنى.. «شردى» لم يكن صحفياً عادياً بالمعنى المعروف الآن، بل كان أسطورة وطنية منذ كان تلميذاً صغيراً فى بورسعيد، وقيامه بتغطية العدوان الثلاثى عام 1956، ومن حسن قدرى وحظى أننى ألتقى به فى العاصمة الأردنية عمان من عام 1986، ويطلب منى العمل فى صحيفة الوفد التى صدرت عام 1984.

لقد فاجأ مصطفى شردى الأوساط الصحفية فى مصر عندما كان رئيساً لتحرير الوفد، وأن يصل بتوزيع الصحيفة الى  المليون نسخة، وأن يحولها إلى منارة وطنية تدعم الدولة المصرية، وتحارب الفساد وتتقصى أصحابه فى كل المناحى، ويدعو إلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والحياة الكريمة للمواطن المصرى، فالرجل العظيم كان ناطقاً حصيفاً لمبادئ حزب الوفد التى لا يحيد عنها، وستظل النبراس الذى يهتدى به الجميع فى مؤسسة الوفد الصحفية حالياً وآجلاً إلى أن تقوم الساعة.

وسيظل يذكر التاريخ لمصطفى شردى والباشا فؤاد سراج الدين، أنهما أسسا منبراً إعلامياً وطنياً، لن يسكت أبداً فى سبيل إعلاء كلمة الحق وتحقيق الحياة الكريمة للمواطن المصرى، وقد حمل الراية من بعدهما أجيال مختلفة حافظت كلها على هذا النهج الوطنى، رغم الظروف القاسية والصعبة التى تتعرض لها الصحيفة حالياً الآن، وفى هذا الصدد لابد أن أذكر للمستشار الجليل بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس إدارة الصحيفة قوله أنه مهما بلغت الظروف من قسوة، ستظل صحيفة الوفد منبراً إعلامياً وطنياً معبراً عن الأمة المصرية وداعماً للدولة الوطنية المصرية، كما أذكر لـ«أبوشقة» إعلانه الصريح فى آخر اجتماع للهيئة العليا لحزب الوفد، أن

مؤسسة الوفد الاعلامية ستبقى منبراً وطنياً شامخاً، باعتبارها لسان حال الأمة المصرية والمعبرة عن آلامها وآمالها، مع الوعد من جميع الوفديين على إعادة تطويرها وتغييرها إلى الأفضل والأحسن.

وفى ذكرى رحيل الفارس العظيم المؤسس مصطفى شردى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم «30 يونيو 1989»، أتعهد أن يكون هناك تطوير شامل للصحيفة والموقع الإلكترونى وهو ما يتم حالياً، وسيتم الانتهاء من كل ذلك خلال الأسابيع القليلة القادمة، وسيتم خلال أيام تحديد موعد الإصدار الجديد للصحيفة فى ثوبها الجديد الذى يلبى طموحات المصريين جميعاً، شكلاً ومضموناً من خلال كتيبة الوفد الصحفية من تلاميذ «شردى» وجمال بدوى وسعيد عبد الخالق رحمهم الله جميعاً، وأطال الله فى عمر أستاذنا عباس الطرابيلى أحد رؤساء التحرير السابقين الذين تولوا المسئولية ومازلنا نتعلم منه حتى الآن.

فى ذ كرى رحيل «شردى» الأسطورة الصحفية، ومؤسس منبر الوفد الإعلامى أتعهد للمصريين جميعاً أن تكون الصحيفة خطة الدفاع عن قضايا الحريات العامة والديمقراطية وحقوق الانسان والسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للشعب المصرى، ومناصرة الدولة الوطنية المصرية والتعبير عن الأمة المصرية وكل قضاياها تنفيذاً لسياسة حزب الوفد على اعتبار أن الصحيفة هى الناطقة بلسان الحزب وأداته الإعلامية.. كما أتعهد وزملائى الصحفيون الأشداء فى الحق ألا نحيد عن نصرة الدولة الوطنية والتعبير عن الجماهير العظيمة والدفاع عن كل آمالهم وأحلامهم وآلامهم ونكون حال لسانهم فى ضرورة الحياة الكريمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

يرحم الله أستاذى ووالدى مصطفى شردى الذى نكن له كل حب وإعزاز وتقدير، وليعلم أننا على دربه سائرون وبأفكاره ورؤيته الوطنية مهتدون، وبرؤاه الصحفية مقتدون.

[email protected]