رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حيل مبتكرة للهروب من «غول» الأسعار

بوابة الوفد الإلكترونية

أثار مسلسل الارتفاع الجنونى للأسعار فى الأسواق المحلية غضب واستياء المواطنين. وخرجت دعوات تطالب بمقاطعة المحال التجارية؛ للحد من استغلال التجار وفرض سيطرتهم فى عمليات رفع الأسعار.

لجأ المواطنون إلى حيل جديدة للهروب من نار الأسعار، بداية من اللجوء للعطارين لشراء المركبات البديلة عن الأدوية بعد ارتفاع أسعارها واختفائها من الصيدليات، وآخرون عادوا إلى السيدات اللاتى يعملن فى الخياطة بالمنازل لعمل الملابس اللازمة بدلاً من المحال.

انتاب أصحاب المحال حالة من الخوف الشديد فور علمهم بحيل المواطنين؛ للهرب من ارتفاع الأسعار، ما دفع البعض للتنازل عن هامش من الربح الكبير، فيما لجأ آخرون إلى عروض تخفيضات وهمية.

اعتبره البعض حكيمًا، وآخرون الطبيب الروحى، ظل مصطفى عباس، العطار طيلة 30 عامًا يبحث فى علم الطب البديل، ليكون الأشهر بين العطارين فى شارع الأزهر، أحب المعرفة وعلم التركيبات العطارية بشكل جنونى.

ووسط العشرات من الأجولة التى تفوح منها روائح زكية، يجلس «عباس» ليشرح لأحد زبائنه وصفة علاج لمرض السخونة، قائلًا: «الناس دلوقتى علشان مش قادرة تشترى علاجها من الصيدليات بتيجى للعطارين أصحاب الخبرة، علشان يشتروا منهم التركيبات لعلاج أمراضهم».

وأضاف: «هذه الوصفات كلها بسيطة وثمنها رخيص، بس المهم إزاى تعرف تجيب مكونات التركيب».

 يشرح صاحب الأربعين عامًا بداية مشواره مع العطارة، مشيرًا إلى أنه تعلم العطارة من والده منذ نعومة أظافره.

وتابع: «الناس يأتون للعطارين لشراء مستلزماتهم من السلع الأساسية من السكر والزيت والأرز بأسعار منخفضة، بديلاً عن أسعار المحال المرتفعة، فالعطارة تشمل أشياء كثيرة سواء بديل الأدوية أو السلع الاستهلاكية».

وأشار «عباس» إلى أن المواطنين كثيراً ما يثقون بتركيبات العطارين أكثر من الأدوية المستوردة. مضيفًاً: «أصل دى أعشاب طبيعية مش بضر حد، بخلاف الأدوية اللى تبقى فيها مواد حال استخدامها بشكل خاطئ سيكون له المردود السلبى على صحة الإنسان».

وتابع: «أنا بيجيلى ناس من جميع المحافظات، لأن العطارين اللى عارفين التركيبات العطارية نادرين».

الأمر نفسه، أكده سامى عدل، عطار، قائلاً: «العطارة دى علم، ومش أى حد يعرف يعمل تركيبات عطارية للعلاج».

 مضيفاً: بعد غلاء الأسعار بشكل ملحوظ لعدد كبير من السلع لجأ المواطنون إلى العطارة لرخصها، وأشار إلى أن هناك كتباً خاصة بتركيبات العطارة الخاصة بعدد كبير من الأمراض، ومع الوقت يتعلم العطار كيفية تحضير هذه التركيبات، ومع تكرار وصفاته للمواطنين يصبح أكثر خبرةً فى اكتشاف الجديد فى عالم الطب البديل.

وعن مصدر هذه الكتب، فقال: «دى إحنا بنورثها عن آبائنا وأجدادنا، ومش أى حد معاه الكتب دى، دى بتيجى من بلاد برة، وبنتوارثها نحن العطارين».

وكشف أن مدة تعلم الوصفات العلاجية بالأعشاب الطبيعية تحتاج لعام كامل، مشيراً إلى أن كثرة ممارسة التركيبات العلاجية تجعل من العطار طبيباً.

ورصدت عدسة «الوفد»، توافد العشرات من المواطنين إلى محال العطارة لشراء السلع الأساسية، والبعض الآخر يقوم بشراء وصفة طبية لعلاج مرضه المزمن.

قال فريد عبدالعال، أحد المترددين على العلاج بالأعشاب: «أنا ليا 10 سنين بتعالج عن طريق وصفات الأعشاب الطبيعية لأن الأدوية فى الصيدليات تفقد البعض المناعة القوية». موضحاً هذا ما حدث له بعد تعرضه لمرض السكر منذ 15 عاماً، حيث تعاطى الكثير من الأدوية التى أشعرته بفقدانه المناعة، فبات يصاب بأمراض كثيرة بسرعة البرق.

وتابع: «والله ما فى أحسن من المركبات العطارية إذا لم تنفع لا تضر، وهذه أعشاب طبيعية، لا تحتوى على مواد كيميائية قد تضر بصحة الإنسان حال كثرة استخدامها».

 ويؤكد أنه بات يعالج أولاده بالأعشاب العطارية بعد ارتفاع أسعار كشف الأطباء، ومع الغلاء أصبح عاجزاً عن سد احتياجاتهم، الأمر الذى دفعه للجوء للمركبات العطارية.

فى السياق ذاته، قال ياسر شريف، موظف، إن المركبات العطارية أرخص بكثير من الأدوية فى الصيدليات، فضلاً عن عدم احتوائها على مواد كيمائية قد تضر بصحة المواطن، مشيراً إلى أنه مقيم

بمنطقة إمبابة، وكثير من سكان يقاطعون السلع فى المحال، والصيدليات ويلجأون إلى العطارة لرخص ثمنها.

12 عاماً هى مدة علاج غانم شريف، قهوجى، على يد العطارين، وقال: «أنا مش محتاج للأطباء، لأن اعتمادى على الله ثم على الأعشاب الطبيعية، وحملات المقاطعة دى لم تؤثر علىَّ بشىء لأننى لا أتعامل مع صيدليات أو محال، فزوجتى تتعامل دائماً مع الخياطة، وتشترى لها الأقمشة المطلوبة لتفصيل ما تشاء».

حيل المواطنين لم تتوقف على اللجوء لمحال العطارة فقط بل لجأت السيدات إلى الخياطة فى المنازل لتفصيل الملابس بأسعار منخفضة بديلاً عن ملابس المحال.

وقالت فوزية سلمان، موظفة، إنها وغيرها من العشرات من السيدات لجأن إلى الخياطة فى المنازل بعد شرائهن الأقمشة المطلوبة، وعمل الفساتين على حسب الموديل المطلوب، مشيرة إلى أنها توفر نصف قيمة ما كانت تدفعه فى محال الملابس الجاهزة.

وتابعت: «الناس كانت خلاص هتنسى قصة الخياطة فى المنازل، إلا أن الارتفاع الجنونى فى الأسعار أعادهم لها مرة ثانية».

وقالت شادية فتح الله، موظفة: «مش عيب إننا نلبس فساتين تفصيل علماً أنها تكون أفضل من الجاهز فى المحلات، وهذا هو الحل الوحيد علشان نهرب من غلاء الأسعار»، مؤكدة أن جميع التخفيضات فى المحال وهمية.

وتساءلت: أين الرقابة مما يحدث فى الأسواق.. الأسعار نار.. والأدوية فى الصيدليات فوق طاقة المرضى.

وتابعت: طقم الملابس الذى نشتريه من المحلات بـ700 جنيه يمكن تفصيله بـ500 جنيه فقط، وتوفير 200 جنيه، ما دفع الغالبية العظمى للجوء للخياطة.

وأكدت هدى حامد، خياطة، أنها تدعم حملات المقاطعة منذ أن شهدت الأسواق المحلية ارتفاعاً ملحوظًاً فى الأسعار سواء فى السلع الأساسية أو أسعار الملابس الجاهزة، مشيرة إلى أن نشاط الخياطة كان على وشك الانقراض، ولكن بعدما باتت المحال عبئاً على المواطنين لرفعها أسعار السلع بشكل ملحوظ عاد نشاط الخياطة مرة أخرى.

وتابعت: «أنا مش باخد أكتر من 100 جنيه على «الطقم» سواء أكان قطعة واحدة أو ثلاث قطع، ودى أعلى تكلفة للزبائن عندي، وده بالنسبة لهم ببلاش مقارنة بما يدفعونه للمحال، أما أنا فعندى أقمشة لعدد كبير من الموديلات، ولكن بعض الزبائن يفضلون شراء الأقمشة الخاصة بالأطقم والموديلات الخاصة بهم».

وأردفت: «الخياطة لازم تبقى على دراية بآخر الصيحات فى الأسواق لتستطيع جلب الزبائن، مشيرة إلى أنه فى حال استمرار الأزمة ستقوم بفتح محل خاص بها».

وكشفت «هدى»، أن كثيراً من الخياطين يخدعون المستهلكين بالأقمشة ذات الخامات الرديئة على أنها مستوردة، مطالبة المستهلكين بتحرى السؤال الجيد عن نوع الأقمشة لدى الخياطين.