عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشياطين الثلاثة

بوابة الوفد الإلكترونية

عام ونصف العام مر على اختفاء الزوج، والتى كان وراءها جريمة بشعة بدأت بالخيانة لزوجة وعشيق وانتهت بالقتل ودفن الجثمان ومفاجآت مذهلة، تكشفها خيوط الجريمة والتى شهدت أحداثها إحدى قرى مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية.

بدأت القصة بعد شعور شقيق القتيل «محمد»، بالشوق لرؤية شقيقه السيد عباس عبدالحميد، ورغبته فى التصافى معه مبدياً أمله فى حل كل المشاكل المعلقة بينهما وخاصة أنه الشقيق الوحيد له، وحينما اقترب من منزل شقيقه، إلا أنه فوجئ من الجيران بأنهم تركوا المنزل، وعلم منهم أنهم انتقلوا إلى منزل آخر بقرية أخرى، ولإصراره على رؤية شقيقه ورغبة والدتهما الكفيفة فى الاطمئنان عليه ذهب إلى العنوان الجديد.

وحينما اقترب من منزل شقيقه كانت المفاجأة، وجد غريبا يفتح له الباب يدعى عماد عبدالجواد سلاطين صاحب مزرعة دواجن، فى صالة المنزل الرئيسية يتصرف ويتحرك بأريحية وثقة كأنه رب البيت، فدخل عليه وسأله عن اسمه وصفته، وماذا يفعل فى هذا المكان؟، فأجابه الرجل بأنه زوج سامية شعبان السيد زوجة شقيقه والتى تعيش معه فى المنزل، ثم استدرجه فى الكلام بعد أن نبهته هذه السيدة بسرعة والتى خرجت من الغرفة بإيماءة من حواجبها، وقال إنه عامل يقوم بالصيانة فى المنزل، وخرج محمد «شقيق القتيل» والشك يساوره فيما جرى ولم تقنعه إجابة الرجل الغريب فى منزل أخيه فما كان منه إلا أن سارع إلى قسم شرطة مركز المنصورة، وقدم بلاغاً عن اختفاء أخيه وطلب المساعدة فى كشف اللغز.

وفور تلقى البلاغ قام العقيد سيد خشبة مفتش المباحث والرائد رامى الطنطاوى رئيس مباحث مركز المنصورة ومعاونيه النقباء «أحمد فتح الله، وأحمد عوض» بوضع خطة بحث وتتبع كافة الخيوط وصولاً لكشف حقيقة لغز اختفاء «السيد عباس»، والذى اختفى منذ عام ونصف العام، وكان الجيران وأهالى القرية يعتقدون أنه يعمل فى القاهرة مع أحد المقاولين حسب رواية الزوجة ولأنه منقطع فى علاقته مع أهله وله شقيق واحد وبينهما مشاكل وخلافات أسرية عديدة فلم يكترث أحد كثيراً لغيابه.

وجاءت قوة البحث الجنائى بمركز المنصورة، لتكشف خيوط الجريمة الوحشية وكشف لغز اختفاء الزوج، والتى كانت صادمة فقد كشفت التحريات عن وجود علاقة آثمة بين الزوجة وعشيقها وأنجبت طفلة سفاحاً عمرها شهران.

وروى الرائد رامى الطنطاوى، رئيس المباحث، وقائع الجريمة قائلاً: تزوج السيد عباس من هذه الزوجة الخائنة «سامية» وأنجبا ثلاثة أبناء «كريم»، و«ياسمين»، و«محمد»، وكما تعيش كل أسرة من ضيق وفرج فكان دخل الأسرة ومشاكل الزوج مع أسرته متكررة وتجعله شديد العصبية أحيانا كما أن ضعف الدخل لا يعطيه فرصة لإعطاء أبنائه المصروف بل كان متشدداً مع (كريم).

تم إلقاء القبض على المتهمين «الزوجة سامية شعبان، والعشيق عماد عبدالجواد» واللذين ظلا فى البداية فى حالة إنكار، إلا أن المفاجأة بمناقشة «كريم» ابن القتيل والذى فك رموز القضية فى اعترافاته بمشاركته لهم فى الجريمة، ولتكتمل المؤامرة لزوجة خائنة وعشيقها تجردا من كل معانى الإنسانية والمروءة، وإقامة علاقة محرمة مستغلين رجلا مكافحا بسيطا يحاول تأمين لقمة العيش لأسرته، بل ودبرا له مكيدة للتخلص من حياته وإزهاق روحه

دونما ضمير. لكن إرادة الله شاءت أن يفضح فعلتهما المنكرة وجريمتهما الشنعاء على الملأ، وأن تظهر ملامح وفصول الخيانة.

وتوالت الاعترافات من المتهمين، وسقط القناع ليكشف خيوط الجريمة والتى بدأت بدخول «عماد» العشيق للأسرة عن طريق عمل ابن الضحية «كريم» معه بالمزرعة، وقيام الزوجة بالذهاب المتكرر له بالمزرعة بحجة الاطمئنان على ابنها ومعاشرتها جنسيا، فى غياب الزوج بعمله، فى المقابل كان العشيق ينفق ببذخ على ابن الضحية مستغلاً ظروف الأسرة، وحتى يظل كاتما للسر ومطيعا لأوامره.

وقرر العشيقان خطة التخلص من الزوج، حيث استغلا فيها وجود الابن الأكبر فى عمله بالمزرعة، ووجود الابنة فى المدرسة، وكذا الابن الأصغر فى خارج المنزل، لتفتح له باب الشقة ولينقضا عليه أثناء نومه وعلى سرير الزوجية تمسك الزوجة الخائنة قدم زوجها الضحية، ويقوم العشيق بخنقه حتى فارق الحياة، ثم قاما بلفه فى سجادة تمهيدا لنقله خارج المنزل.

وإمعاناً فى القسوة قام العشيق باستدعاء «كريم» نجل الضحية، والذى كان يعلم بالعلاقة الآثمة بين والدته وبين عشيقها، فقد شارك كريم مرغما فى حمل جثة أبيه وإخفاء الخبر عن إخوته بعد أن هدده العشيق بأنه سيلحق بأبيه إن تفوه بكلمة واحدة فخضع له خاصة وهو يعمل معه، وقد أظهرت التحريات أن الزوج قُتل مخنوقاً وهشم رأسه ونقلوه عن طريق «توك توك» إلى المزرعة الخاصة بالعشيق، ليتم وضع الجثة فى حجرة حتى دخول الليل ثم قاموا بدفنه أمام مزرعة دواجن، وعاش العشيقان وابن الزوجة فى اطمئنان ظنا منهم بأن صفحات الجريمة قد طويت لكن إرادة الله أبت أن يضيع الحق ويفلت القتلة بجريمتهم.

وتم العثور على الجثمان وتبين أن الجسد عبارة عن هيكل عظمى.

وظلت جريمة الزنا مستمرة بين العشيق والزوجة الآثمة لتنتهى بجريمة أخرى وإنجاب طفلة تدعى «سما» عمرها شهران ونصف الشهر فقط لتشارك هذه الطفلة مع والدتها محبسها ولتواجه مع أشقائها من الزوج الضحية مأساة البحث عن مأوى ومسكن للعيش فى هذه الحياة، بعد ان رفضت أسرة الزوجة حضانتهم، كما رفضت أسرة الزوج القتيل أيضا كفالتهم.