من ذكريات حرب أكتوبر 73
لعل مقولة عيزرا وايزمان رئيس عمليات الجيش الإسرائيلى ورئيس إسرائيل فيما بعد تجسد غرور إسرائيل فقد قال:
من يملك السماء.. يملك الأرض.. ونحن نملك السماء بواسطة قواتنا الجوية ولابد من توجيه ضربة موجعة للمصريين.. وجاء العبء الأكبر على عائق الدفاع الجوى المصرى بالتعاون مع قواتنا الجوية وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تعلم جيداً أثناء التخطيط لحرب أكتوبر استحالة اقتحام قناة السويس فى حرب شاملة دون غطاء جوى من عناصر الدفاع الجوى وقد تجلت عظمة وجرأة المصريين جيشاً وشعباً فى بناء مواقع الصواريخ المحصنة، حيث ثبت أن إنشاء هذه المواقع هو مسألة يتوقف عليها نجاح أو فشل اقتحام قناة السويس وعبور القوات المسلحة بمعنى أنه لا حرب ولا اقتحام لقناة السويس دون حماية من قوات الدفاع الجوى بعناصره المختلفة (صواريخ – مدفعية...) وعندما بدأت حرب الاستنزاف فى سيناء ركزت إسرائيل على مواقع الدفاع الجوى، مما دعا القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية إلى إصدار قرار جمهورى فى شهر فبراير عام 1968 بتشكيل قوات الدفاع الجوى كفرع رئيسى من القوات المسلحة وأطلق عليها القوة الرابعة تحت قيادة اللواء محمد على فهمى (أول قائد لقوات الدفاع الجوى) وبعدها بدأت سلسلة من الاجتماعات لرئيس الجمهورية (جمال عبدالناصر) مع كبار قادة القوات المسلحة وقوات الدفاع الجوى ومجموعة من قادة كتائب صواريخ الدفاع الجوى (رتبة مقدم - رائد) لدراسة أسلوب وإمكانيات إنشاء حائط للصواريخ للتصدى لأعمال القوات الجوية الإسرائيلية وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال تجميع كتائب الصواريخ بعدد 24 طائرة تم تدمير خمس طائرات فانتوم وهى آخر ما ابتكرت الولايات المتحدة فى ذلك الوقت وعدد خمس طائرات أخرى من طراز سكاى هوك وعدد من الطيارين الأسرى.
قبل وقف إطلاق النيران يوم 8 أغسطس 1970 تقدمت قوات الدفاع الجوى بحائط الصواريخ 30 كيلومتر فى اتجاه قناة السويس وبذلك أصبحت قناة سماء السويس مؤمنة بصواريخ وعناصر الدفاع الجوى المصرى والذى كان أحد الأسباب الرئيسية فى تحييت القوات الجوية الإسرائيلية فى حرب 73.
وكان ذلك من الأسباب الرئيسية لاقتحام خط بارليف وعبور قناة السويس وإقامة رؤوس الكبارى على الضفة الشرقية لقناة السويس ولا ننسى مقولة موسى ديان يوم 28 أكتوبر 1973 بعد بداية الحرب قال إن البذرة الشريرة لهذه الحرب اللعينة قد وضعت فى منتصف عام 70 (بداية إنشاء حائط الصواريخ).
إن بناء حائط الصواريخ لقوات الدفاع الجوى استهلك آلاف الأطنان من مواد البناء والرمال والخرسانات وحديد التسليح، بالإضافة إلى آلاف من البشر من العمال والمهندسين المدنيين وشركات المقاولات ونجحنا فى بناء الدشم المحصنة لحماية وحدات الصواريخ على الضفة الغربية لقناة السويس وكان يمثل جداراً منيعاً متعدد الأنساق على مسافة 10 كم غرب القناة وتمتد إمكانياته إلى مسافة تتراوح من 15-20 كم شرق