رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قالوا: إنهم يعشقون مصر

 

صدرت حركة المحافظين الجدد لكنها سرعان ما تسببت في حدوث موجة كبيرة من الغضب الشعبي في بعض المحافظات مثل: قنا والمنيا، والغريب في الأمر أن الاعتراضات جاءت فور إعلان الأسماء مباشرة، دون انتظار لأي عمل علي أرض الواقع، ووصل الأمر لحد التجمهر وقطع الطرق والكهرباء ومنع القطارات من السير وليس بعيدا أن نصل إلي مرحلة العصيان المدني التام.

ومن هنا برزت المطالبة بأن يكون اختيار المحافظين بالانتخاب، كما يتم في أمريكا لأن المحافظ يمكن أن يكون رئيسا للجمهورية بعد ذلك لكن الأمر يصعب تحقيقه في مجتمعنا بين ليلة وضحاها، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وأظن أن فكرة الانتخاب قد تأتي بالأسوأ أحيانا لكنها الديمقراطية يا اخواني.

إن الاتهامات الموجهة لمحافظ قنا الجديد تتقلب ذات اليمين وذات اليسار، فالبعض يقول: إنه قبطي، والبعض الآخر يري أنه من بقايا النظام الفاسد، وهناك فريق ثالث يذهب الي أنه لواء شرطة ومن المحتمل أن تكون يداه قد تلوثتا بدماء الشهداء، وأظن أن أهلي في قنا معهم كل الحق في المطالبة بعزل المحافظ بل ومحاكمته إذا ثبتت عليه التهمة الأخيرة، وهو ما أكده مرارا وتكرارا وزير الحكم المحلي اللواء محسن النعماني، أما إذا كان الاعتراض علي أنه مسيحي فهذا مرفوض تماما، لأن الدين لله والوطن للجميع.

لقد آذاني كثيرا تلك التجاوزات هنا وهناك، فقد رأيت مواطنا يقطع الطريق، وشيخا يدعو للعصيان، وإعلاميين يشعلون فتيل الأزمة، حتي الساسة أنفسهم يريدونها ساحة للقتال وتصفية للحسابات وها هو ذا طلعت السادات يخرج علينا متهما مصطفي بكري بالوقوف وراء هذه الأحداث، وها هي ذي قنوات مشبوهة تتهمنا بالطائفية والعنصرية والتفرقة بين الأديان.

من هنا يا إخواني لابد أن نحكم صوت العقل بيننا، فإلي كل مواطن وإلي كل صحفي وإلي كل سياسي، الي المزارع في أرضه، والتاجر في تجارته، والبحار

في سفينته، والشيخ في مسجده، والقسيس في كنيسته، إلي كل من قالوا إنهم يعشقون مصر، ها هي ذي مصر تناديكم، تئن في شكواها فهل من مجيب!

أدعوكم يااخواني للمحافظة علي الثورة البيضاء دون أن تلطخوا ثوبها الطاهر، ولتفكروا جيدا أين كنا بالأمس وأين أصبحنا اليوم، ستجدون تغيرات عظيمة حدثت في بضعة أسابيع، كنا ننتظرها منذ عشرات السنين.

يا أهل مصر لقد أنجزتم الثورة علي الفساد والطغيان، والتحمتم مسلمين وأقباطا للقضاء علي الذل والانكسار، فهل تنتبهوا الي ما يحاك ضد ثورتنا، وتحتكموا الي عقولهم، كي نرتقي سويا للخروج بمصرنا الغالية الي بر الأمان والاستقرار، فنحن نحتاج ربما اليوم قبل الغد أن نقلب الصفحة بكل ما فيها لنفتح صفحة جديدة ناصعة البياض، لا نلقي فيها بالتهم جزافا، ولا نتعجل فيها بإصدار الأحكام، ولا نستمع فيها إلي الشائعات.

من هنا أقول لأهلي في قنا: لقد قامت الثورة شابة عفية، بالصمود والإصرار وفرضت إرادتها، فأسقطت نظاما مستبدا وقدمت رئيسه ورموزه للمحاكمة،ثم شرعت تزلزل بقية أركانه ودعائمه، فهل تتركون لها الفرصة في استكمال طريقها، وتصبروا قليلا ثم تقدموا حسن النية فيمن أختير لقيادتكم حيث يثبت العكس، فإن ثبت سأكون يومها أول من يخرج معكم لإقالة المحافظ والحكومة كلها.