رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السعي وراء السلطة

دعوت الله يومًا أن يولى مصر أخيرنا (أى رجل صالح) يتولى شئون مصر وكان الأمل بعيد المنال فى تحقيقه، لكن تغير الحال وتحقق الحلم بإرادة من الله، ثم إرادة الشعب ولم يتبق إلا أن يأتى الشخص المناسب فى المكان المناسب

ويتولى شئون مصر الحبيبة برعاية من الله، وأنا فى تصورى أن الشخص المناسب لن يسعى وراء السلطة لكن السلطة هى التى سوف تسعى إليه وتطلبه لأنه أهل لها، وإنى أتعجب عمن يجرون ويلهثون وراءها لتحقيق رغباتهم وآمالهم والحصول على مبتغاهم من وراء السلطة ومن غير أن يكونوا أكفاء لها، فكيف لم يفكروا فى عواقب ذلك، على الأمة العربية والإسلامية كلها، فلابد أن تكون هناك صفات عديدة لمن سوف ينتخب رئيسا لأكبر دولة عربية مثل مصر.

فيجب أن يكون عادلا صالحا وقورا صاحب قرار، نقيا وتقيا وطاهرا وجريئا فى الحق وشريفا وذا نظرة مستقبلية فى الحياة وتقدمها، وأن يكون قدوته (رسول الله) صلى الله عليه وسلم وألا تكون لديه أى مطامع شخصية من وراء المنصب نفسه، فقد كان الكثير من الناس الشرفاء يهربون من المناصب الكبيرة، وأعرف أشخاصا رفضوا أن يعينوا فى مناصب كبيرة قد تضطرهم إلى منافقة الحكام والموافقة على إصدار فتاوى دينية أو قانونية تساعدهم على تثبيت أركان حكمهم ضد مصلحة الشعب والوطن، أو اتخاذ أى قرارات غير صائبة يتخذونها، وذلك لعلمهم بالمسئولية الكبرى التى تقع على عاتقهم، فهم سوف يحاسبهم الله على كل كبيرة وصغيرة يرتكبونها، وبالتالى كانوا يرفضون تحمل هذه المسئولية

ويتركونها لمن يستطيع أن يتحمل مسئوليتها وأوزارها وحده، وليعينه الله عليها وعلى تحملها.

فجهاد النفس من أصعب أنواع الجهاد على نفس الإنسان، فإن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى، ومقاومة إغراء المال لا يقدر عليها إلا رجل تقى يعرف معنى التقوى والعدل وعدم الظلم للغير، وكان سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، أكبر مثال لنا عن العدل، والمقولة المشهورة عنه حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر، فالعدالة فى كل شىء سواء أكانت فى التوزيع للثروات أو فى الحكم والقضاء بين الناس وما يختلفون فيه مما جعل الناس فى عصره يشعرون بعدم الظلم والاطمئنان النفسى وهذا ما جعل سيدنا عمر ينام فى الخلاء بدون حرس، فإن الله هو حارسه.

فهل يا ترى سنحظى بمثل هذه الشخصية فى عصرنا الحالى، يختاره الناس ويجتمعون عليه ويؤيده الجميع وينصره الله، أرجو ذلك إن شاء الله.

فإن مصر قادرة على العطاء وعلى أن تنجب أبطالا وقادة يقومون برفع شأن مصرنا الحبيبة والمصريين جميعا داخليا وخارجيا.