عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الأمل» فى بكرة

لا أعتقد أبداً أن زمن الفهلوة يمكن أن يستمر كثيراً، ولا أعتقد أبداً أن أصحاب الأصوات الحنجورية من الممكن لهم أن يسود كثيراً، ولا أعتقد أيضاً أن الذين يعملون فى صمت دون ضجيج تضيع حقوقهم هدراً، ولدى قناعة كاملة أن أصحاب الإفك فى أى مكن لابد من زوالهم مهما طال وقتهم.. باختصار شديد لدى أمل فى بكرة كبير، طالما أن عقيدة المرء لا يزعزعها شك فى أن الذين يعملون وينتجون سيذكرهم الدهر حتى ولوبعد مماتهم وفراقهم هذه الدنيا الزائلة المملوءة بالزيف والخداع والرياء والنفاق.

كنت جالساً إلى صاحبى يحاسبنى وأحاسبه يشكو إلىَّ همومه، ويتحسر على ما قضاه من عمره فى عمل دؤوب وبإخلاص شديد وولاء كبير، ولا يجد إلا كل التجاهل، ومقابلة الاحترام بخلق سيئ، والعمل  والإنتاج بنكران، والحب بكره من الآخر، كان صاحبى يعبر عن حالة اكتئاب شديدة ألمت به مما يراه من حوله، الذين يتلونون وينفثون سمومهم، وشعارهم الفهلوة فوق كل اعتبار فهى شعارهم الذى يعتبرون به، ويجدون من حولهم من يصفقون لهم على جرائمهم اللاإنسانية.
وكنت على النقيض تماماً من صاحبى الذى أسلم ذاته ونفسه لمن يعبث بها حتى وصل الى هذه الحالة من الإحباط الشديد.. فأنا على خلافة لدى أمل كبير فى هذه الحياة حتى ولو بقى من عمرى يوم واحد، كلى رجاء فى أن يأتى اليوم الذى تتحسن فيه أمور كل شىء، ويأخذ المجد ثمار جده، وينتفع الآخرون بما لديه من رؤية.. لدى أمل فى أن تتغير الدنيا الى الأفضل والأحسن طالما أن هناك بشراً

لاتزال قلوبهم خالية من الغل والحقد.. الفهلوة لايمكن أن تصاحب صاحبها كثيراً ولا التلون من الممكن أن يلازم من يقوم به كثيراً، لأنه سيأتى اليوم الذى يصطدم به فى الواقع، ويعرف أن فهلوته وتلونه لاينفعانه أو يزيدانه شيئاً!.
قلت إن لدى أملاً كبيراً فى التغيير الى الأحسن والأفضل، وهل كان أحد يعتقد أن هذا الشعب العربى العظيم قادر على القيام بثورتين عظيمتين فى 25 يناير و30يونية فى مدة زمنية قليلة، وهل كان أحد يصدق أن تزول مملكة الإخوان فى 30يونية؟!.. وهل كان أحد يعتقد أن تتحرر إرادة المصريين بهذا الشكل الواسع.. فإلى كل المحيطين وكل المكتئبين ممن على شاكلة صاحبى، لا تيأسوا من روح الله، ولا يصيبكم اللائمة أو جلد الذات أكثر من ذلك.. فالأمل كان ولايزال هو المحرك للإنسان ما دام حياً على وجه الأرض.. اصبروا على تعبكم من الذين يمارسون الفهلوة، ولا تتركوا أنفسكم لحديث اليأس لأنه أشد ما يقتل المرء.. فلايأس مع الحياة.. ولا أمل فى مستقبل أفضل بدون جلد وتعب.
[email protected]