رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصطفى شردى الثائر.. قبل الثورة

مر على رحيله حتى الآن خمسة وعشرون عاماً ولم تفارق صورته الأذهان ولا أفكاره العقول ولا مبادئه القلوب والنفوس.. يرحم الله الفارس المغوار مصطفى شردى مؤسس جريدة الوفد وأول رئيس تحرير لها. اليوم 30 «يونية» يوم الثورة العظيمة التى قام بها المصريون، هو يوم رحيل الفارس شردى عام 1989. لقد كان «شردى» بطلاً على كافة الأصعدة، جعل من جريدة «الوفد» قنبلة يومية تنفجر فى وجه الفساد على كافة الأصعدة..

فى ذكرى رحيل المؤسس الأول لصحيفة الوفد لايمكن أن تبرح الأذهان عقيدة هذا الرجل فى الحرب على الطغاة والظالمين وقيادته فى بداية عمر الصحيفة لمجموعة من الشباب للخوض بهم أعنف المعارك مع نظام حسنى مبارك الذى فوجئ بحزب الوفد وصحيفته يطالب بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فى وقت لم يكن هناك من يجرؤ على الحديث فى هذا الشأن.
لقد قاد مصطفى شردى بقدرته الفائقة صحيفة الوفد لأن تكون لسان حال السياسيين والاقتصاديين ورجل الشارع البسيط ووقف إلى جوار المظلومين المقهورين يتبنى مشاكلهم ومحاولة إيجاد حلول لها.. ولا يمكن أن ينسى المرء أبداً أنه كانت «فرائص» النظام ترتعد يومياً من مقال «شردى» الذى كان بمثابة قذائف تنهال على الفساد وأصحابه والذين غرتهم السلطة وراحوا يفسدون فى الأرض.. لقد كان شردى يحلم بثورة المصريين وعمل على تنفيذها طوال فترة طويلة، لكنه لم يشهدها، لأن المنية كانت سباقة فِى خطف روحه الطاهرة إلى بارئها.
لا ثورة تأتى من فراغ أو فجأة، بل لابد أن يكون لها إرهاصات ومقدمات ووسائل تنفيذ تسبقها، ولا نكون مبالغين فى القول إن «شردى» كان سباقاً فى هذا الشأن بكل القذائف التى كان يطلقها على فساد الحزب الوطنى.. ومهما عددنا مواقفه المسجلة فى التاريخ بحروف من نور لن نوفيها حقها، فما فعله الرجل فى أثناء توليه رئاسة تحرير الصحيفة كان بالفعل هو المقدمات الحقيقية لثورة المصريين فى 25 يناير أو 30 يونية.
لقد شارك «شردى» فى خلق وعى سياسى فى

فترة لم تكن فيها حرية التعبير والحديث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان موجودة أصلاً... وأذكر فى هذا الصدد معارك شردى ضد افتراءات اللواء زكى بدر وزير الداخلية وفوزى معاذ محافظ الإسكندرية وجرائم الصرف فى البحر، وقضايا الفساد التى تمت على يد آل المحجوب وخلافها من القضايا التى كان محرماً على أحد الاقتراب منها سوى شردى وصحيفة الوفد.
الإرهاصات والمقدمات التى لعبها «شردى» من سنوات طويلة كانت هى بالفعل البدايات الحقيقية لثورة المصريين، وشكلت فى وجدان المصريين معالم واضحة وأفكاراً ثابتة لا تحيد عن الحق وتنفيذ أفكاره وكم كنت والذين عاصروا «شردى» يحلمون أن يكون هذا الرجل بيننا الآن وهو يرى مصر تبدأ خطوات تحقيق الحلم فى الدولة العصرية الديمقراطية.. وكم كنت أتمنى أن يرى «شردى» أبناءه وتلاميذه فى صحيفة الوفد، وهم يسطرون مانشيات الصحيفة حول تهاوى الحزب الوطنى وأذنابه والإخوان وأشياعهم وأتباعهم.
وطنية مصطفى شردى يطول الحديث فيها وإخلاصه لمصر منذ كان طفلاً صغيراً فى بورسعيد يطول شرحه والحديث بشأنه.. يرحم الله الفارس النبيل المغوار على ما قام به فى نصرة هذا الوطن والدفاع عن المواطن.. يرحم الله أستاذى ومعلمى وأبى مصطفى شردى الذى أتحمل وزملائى من تلاميذه المسئولية من بعده، فنسير على الدرب لا نبرحه ونقتدى بفكره ليكون هادياً رشيداً لنا.