عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خيانة الثورة

ليته ما تحدث وأصدر هذا البيان الهزيل الذي أشعل به الثورة، فالذي فعله الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، أشبه بسكب البنزين علي النار وما أشبه الليلة بالبارحة، الطريقة ورد الفعل الذي تعاملت به الحكومة مع الثورة لا يختلف كثيراً عما كان يفعله الرئيس المخلوع حسني مبارك.. سكتت الحكومة برئاسة شرف كثيراً علي الهراء الذي يحدث، ونطقت كفراً في حق الثورة والثوار.. جاءت الحكومة متأخراً بعد فوات الأوان، ببيان لا يشفي الغليل ويصيب بالاحباط ويشعر بالأسي والحزن..

خاب ظن الجماهير في الدكتور عصام شرف الذي تم حمله علي الأعناق في ميدان التحرير، لقد حسب المواطنون أن رئيس الوزراء هو المعبر عنهم وهو الذي يحمل مطالبهم ويسعي الي تنفيذها وتحقيقها علي أرض الواقع.. لكن ما يحدث الآن بخلاف التوقعات والظنون والآمال المنشودة التي كانوا يحلمون بها..  «ابن التحرير» الذي ظن الثوار انه واحد منهم، لا يختلف أداؤه عن رؤساء الوزراء السابقين الذين تولوا الحكومة في ايام النظام السابق البائد.. لا جديد شعر به المواطن، ولا إصلاح طال الجهاز الاداري بالدولة، والمصائب تزداد علي كاهل الناس أكثر وأكثر..

العقلية القديمة في النظام السابق لا تزال موجودة وبتوحش أكثر مما كان والأمور في البلاد تزداد تعقيداً، والحكومة تتعامل بنفس المنطق القديم ويزيد من الطين بلة، أن حكومة الثورة المنوط بها تحقيق أهداف الثورة غابت عن الثورة نفسها.. فهناك تباطؤ شديد في محاكمة الفاسدين القابعين خلف القضبان الذين أوصلوا البلاد إلي حالة الفساد الكبري وهناك قتلة مطلقو السراح، وبلطجة في الشوارع وخوف يملأ الجماهير وفوضي عارمة.. أين الحكومة من كل ذلك؟!.. ولما تندلع مظاهرات الغضب العارمة في أنحاء مصر، يخرج رئيس الوزراء

ببيان تافه وكأننا لم نقم بثورة وكأن شيئاً لم يحدث..

لماذا الدولة لديها إصرار علي أن الشعب المصري سينسي.. وكيف ينسي وهناك آلاف الشهداء والجرحي من كل الأسر المصرية؟!.. ولو كان نسي طيلة خمسين عاماً من القهر ما قامت الثورة أصلاً؟! الذين يراهنون علي أن المصريين طيبون وينسون حقوقهم المهدرة واهمون ولا أعتقد أيداً أن شرف نفسه لديه قناعة بأن المصريين يمكن أن يفرطوا في حق من حقوقهم المهدرة.. لماذا تصر الحكومة علي أن تفرغ الثورة من مضمونها ولصالح من ؟!.. ومن المستفيد من ذلك ؟!

وغير مقبول علي الإطلاق من يدعي أن هناك ضغوطاً مفروضة علي رئيس الوزراء، ثم من يفرض هذه الضغوط؟! .. ولو صدقنا هذا لماذا لا يخرج رئيس الوزراء في ميدان التحرير مثلاً أو في ساحة القائد إبراهيم بالإسكندرية أو أي ساحة بأية محافظة، ويعلن أمام الجماهير استقالته من الحكومة، ويبرئ نفسه من تهمة خيانة الثورة، بدلاً من إصداره هذا البيان الذي «ولع» به مصر.. كنا نأمل أن يربأ «شرف» بنفسه من أن يسير علي نهج «المخلوع»، بدلاً من هذا الموقف المخجل!.