رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صلاح دياب.. وتوريث جمال مبارك

عندما قامت ثورة «25 يناير» وخرج شباب مصر العظيم إلى الميادين والشوارع بالقاهرة والمحافظات لم تكن فقط ضد حسنى مبارك وحاشيته ولكن كانت ضد نظام بأكمله اتخذ الفساد طريقه فى الحياة، وجار على حق الناس فى الحياة الكريمة ولذلك كان شعار الثورة «عيش ـ حرية ـ كرامة إنسانية ـ ديمقراطية»

وعندما تم تقديم رجال هذا النظام إلى المحاكمات وإعمال القانون فيهم، كان بدون أدلة أو قرائن قوية، فرأينا أن الجميع خرج من المحاكمات، كما تخرج الشعرة من العجين.. هؤلاء الذين وضعوا قوانين فى فترة النظام السابق، كانت قوانين عرجاء وهى التى تمت محاكمتهم بموجبها.. فكل قوانين التصالح مالياً هى التى نجّت أهل الفساد من العقاب الرادع، ولم يسأل أحد عن الأموال التى آلت إليهم، وليست أموالاً بسيطة أو مبالغ تافهة.. إنما هى مليارات وملايين.
فمثلاً نجد شخصية مثل صلاح دياب الذى كان تابعاً لابن الرئيس الأسبق جمال مبارك، كان يؤيد توريث الحكم إلى جمال، ليس حباً فيه ولا من أجل سواد عيونه وإنما من أجل الحفاظ على المنافع الكبرى التى حصل عليها من النظام السابق، وكان صلاح دياب أكبر فلول الحزب الوطنى ينادى بالتوريث للسجين جمال مبارك، وفى هذا التوقيت بالذات كان حزب الوفد يرفض تماماً موقف الرئاسة الداعم لنقل السلطة الى «جمال»، وعقدت الهيئة العليا للحزب والمكتب التنفيذى اجتماعات مكثفة لمناقشة مواجهة هذا الأمر، وكذلك الشأن تبنت جريدة «الوفد» موقفاً بالغ الوطنية يرفض أمر التوريث تماماً.. ولما اصطدم الوفد مع صلاح دياب الذى كان عين الحزب الوطنى بالوفد أعلن دياب ورجال الوطنى الحرب على الوفد، وتبرع «دياب» بتأسيس جريدة المصرى اليوم لتكون لسان حال الحزب الوطنى، لكن بطريقة ارتداء الثعالب ثوب الواعظين.. وتم عمل حملة إعلامية واسعة تم صرف الملايين لها لتقديم «المصرى اليوم» إلى القارئ.. ولأن شعبنا طيب ومسالم بلع هذا الطعم، والتف الحزب الوطنى على جريدته الجديدة بقيادة الفل الكبير صلاح دياب، لدرجة أن هناك جانباً من الإعلاميين فى بداية الأمر ظنوا أن هذه الصحيفة  مدعومة من جماعة الإخوان التى كانت تعمل تحت الأرض ـ كما هو حالها الآن ـ بعد خروجها من السلطة طريدة شر طردة.
واقعة استيلاء صلاح دياب على هذا الكم الهائل من الأراضى الزراعية فى بر مصر، كان الأجدى بثورة «25 يناير» أن تحاكمه  بتهمة من أين وكيف حصل على هذه الأراضى، وقد شرحت فى مقال أمس المطول كيف آلت هذه المساحات إلى فل الوطنى.. هو قبض ثمن دعمه لتوريث جمال مبارك الحكم، ورغم ذلك لم تنله المحاكمات التى أجريت للنظام السابق، فمثلاً وجدنا صفوت الشريف وزكريا عزمى، وزهير جرانة ومحمد إبراهيم سليمان وفتحى سرور وآخرين تمت محاكمتهم بحكم مواقعهم الوظيفية بالدولة، أما صلاح دياب وأمثاله ممن لم يتولوا مناصب بالدولة

فلم تطلهم يد العدالة.. ولو كانت هناك محاكم ثورة حقيقية بعد «25 يناير»، لكان هؤلاء المفسدون الذين تحولوا إلى إقطاعيين كبار خلف القضبان الآن.
لقد فلت صلاح دياب من المساءلة والمحاكمة لسببين الأول هو أنه لم يتم تشكيل محكمة ثورية ـ كما قلت آنفاً، وثانياً:لأنه رجل يجيد الألاعيب للوصول إلى السلطة، وتم إجراء مصالحة شهيرة.. سنكشف عنها لاحقاً ـ مع نظام جماعة الإخوان التى وصلت إلى السلطة، وتغاضت الجماعة عن آل دياب جميعاً، ثم إن دياب والجماعة لهم مواقف أكثر من رائعة مع إسرائيل فكان هذا هو السبب الثالث الذى منع محاكمة صلاح دياب!!
فمزارع التحرير التى يعمل بها اليهود ويقدم انتاجها إلى العدو الصهيونى، كفيلة بأن يكون هناك اتفاق بين «الجماعة» ودياب على ألا تطوله المحاكمات.
وقد سألنى أحد الأصدقاء من زملائى الصحفيين لماذا الآن الهجوم بهذا الشكل على هذا الرجل ولماذا هذا التوقيت بالذات؟!.. قلت له إن هناك مؤامرة كبرى لفلول الحزب الوطنى يتزعمها، صلاح دياب وآخرون للقفز على السلطة، وقد شرحت ذلك فى الأيام الماضية، لكن هناك أسباباً أخرى تعد مصيبة فى حد ذاتها، إنه وفلول الحزب الوطنى، لم يكتفوا بالمؤامرات فقط، وإنما راحوا يتطاولون على كل من هو وطنى فى هذا البلد.. فهل وجدنا أحداً يهاجم شباب الثورة إلا هذ الرجل؟!.. لم نجد مخلوقاً على أرض مصر يسخر مما قام به الشباب سوى صلاح دياب، حتى الدور الذى اتخذه لنفسه دور غريب، أما الهجوم على الوفد بيت الوطنية، فإن للوفد أنياباً ويبدوأن صلاح دياب نسىأنه لايزال على قيد الحياة تلاميذ للراحل الكريم مصطفى شردى الذى كان يهب شاهراً قلمه ضد كل فاسد يتطاول على الوفد وتاريخه.. هؤلاء التلاميد ويشرفنى أن أكون واحداً منهم لا يزالون على درب «شردى» سائرين يرفعون راية الدفاع عن بيت الوطنية ضد كل فاسد ومفسد.
«وللحديث بقية»
[email protected]