عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيل العشيرة من «رابعة»

ليس أمام معتصمي رابعة العدوية من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي سوى الرحيل، مهما عملوا أو ارتكبوا من تجاوزات ومخالفات في حق الشعب لن يعود «مرسي» ولا جماعته إلى الحكم مرة أخرى، ولن يغفر المصريون أو ينسى الشعب التجاوزات والمخالفات التي ارتكبتها «الجماعة» في حقهم منذ الوصول الى سدة الحكم وبعد عزلهم في «30 يونية».. وسياسة الترويع والترهيب التي تتم حالياً لن تجدي بشىء، ولن تنفع الجماعة أو أذنابها أو اتباعها.. إذا كان المصريون قد اجمعوا على رفض «الجماعة» في الحكم، فليس أمامهم إلا أن ينخرطوا في المجتمع لإعادة  تجميل صورتهم مرة أخرى، واعتقد أن هذا يحتاج الى سنوات طويلة.

تجميل صورة «الجماعة» يحتاج منها الى أعمال شاقة لتغيير هذه الصورة القبيحة التي شوهت وجه مصر في الداخل والخارج.. ومن باب أولى يجب على الجماعة أن تبدأ فوراً في تغيير هذه الصورة من خلال الرحيل من أمام رابعة العدوية وأمام جامعة القاهرة، فاعتصامهم لا فائدة منه وعملية الاستقواء التي يركنون إليها فشنك، فالعالم كله أجمع على أنه ليس من حقهم العودة الى الحكم مرة ثانية، بعد هذا الفشل الذريع طوال عام كامل في ادارة شئون الدولة.. وعملية الاستقواء في حد ذاتها يجب أن تكون من المصريين لا من الخارج أياً كان.. ولذلك خسرت الجماعة الخارج قبل الداخل، وأصبحوا أشبه «بالجربى» الذين لا يطيقهم أحد.. فلماذا هذا العناد ولماذا هذا الاصرار العقيم الذي لن ينفع بل يضر بهم أولاً وبمصر ثانياً؟
لا يوجد على مر التاريخ والمصري خاصة أن حكمت «جماعة» شعباً بالقوة والارهاب، وإذا كانوا يتحدثون عن شرعية صندوق انتخابي، فإنها قد سقطت أمام الملايين من المصريين الذين احتشدوا في ميادين التحرير بالقاهرة والمحافظات، والشعب هو مانح الشرعية وسالبها، وهو الذي يقرر من يحكم أولاً وهذه هى أبجديات العمل الديمقراطي.. من هنا بات على «الجماعة» أن ترحل في هدوء وبلا مشاكل.. أما اتباع سياسة الأرض المحروقة وتشويه ثورة 30 يونية، وترويع الناس وارهابهم فلا تفيد بل تضر أكثر مما تنفع، تضر «الجماعة» نفسها أولاً قبل وقوع الضرر على الوطن والمواطن.
جيش مصر العظيم يتصرف حتى هذه اللحظة بحكمة بالغة وضبط نفس يحسد عليه، فلا توجد قوة في العالم لديها رباطة جأش في مثل هذه الأمور أكثر مما

يفعله جنود وضباط مصر العظماء أمام تصرفات الحماقة والغشم، ويفوتون فرصة أن الجيش يرفض أن يحتك بالمتظاهرين، في محاولة منهم لتشويه المؤسسة العسكرية الوطنية التي انتصرت لارادة الشعب ورغبته في تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، لا الدولة الدينية الثيوقراطية أو دولة ولاية الفقيه التي كانت تصر الجماعة وأذنابها على انشائها في مصر.
جيش مصر وجه رسالة الى معتصمي «رابعة» بالرحيل والدخول في الحياة المصرية الجديدة والانخراط في المجتمع بالعمل والعطاء والمشاركة السياسية، بدون اقصاء أو استثناء، لكن يبدو أن عقيدتهم المبنية على الغدر والاقصاء تجعلهم لا يؤمنون بنداء القوات المسلحة التي وعدت بأنه لا تعقب لهؤلاء.. وأيضاً يخطئ من يعتقد أو يظن أن المؤسسة العسكرية ستعود للحكم مرة أخرى، لكن المؤسسة العسكرية ستظل حارسة على شرعية الشعب حتى تتم عملية العبور بالبلاد الى بر الأمان. الحكم في مصر سيظل مدنياً ولن يعود العسكر الى الحكم مرة أخرى.. بل ستكون المؤسسة العسكرية هى الأمينة على ثورة هذا الشعب المصري العظيم.
دعوة الجيش لمعتصمي رابعة بمغادرة الميادين التي اتخذوها مأوى للانقضاض على الشعب، فيها رسائل كثيرة أولها هو أهمية مشاركتهم في الحياة العامة والسياسية ولا إقصاء لهم، ثم إن المؤسسة العسكرية تعهدت بعدم ملاحقة هؤلاء، ولن تتم على الاطلاق حملات اعتقال كما يردد أعضاء وقيادات الجماعة فليس من طبيعة الجيش الخيانة ولا الغدر.. الآن بات على «الجماعة» أن تنخرط في المجتمع وكفى تعطيلاً للحياة العامة.. والوطن الآن تتم إعادة بنائه من جديد والكل مدعو للمشاركة في البناء.
[email protected]