رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في انتظار اليوم المشهود

موجة التوقيعات لحركة «تمرد» التي تغزو محافظات مصر كفيلة بأن تسقط أعتي النظم الديكتاتورية، والدعم الشعبي الواسع الذي تتلقاه الحركة دليل قاطع علي أن المصريين اتخذوا قراراً لا رجعة فيه، بإسقاط جماعة الإخوان الحاكمة، ورحيل الرئيس محمد مرسي، الذي ساءت أحوال البلاد والعباد علي يديه بشكل يدعو إلي الأسي والحسرة، وأصاب الجميع كبيراً وصغيراً بالإحباط، وتبخر الأمل في حياة أفضل، بعدما حل الخراب بهذا الشكل المزري.

الشعب المصري في الكفور والنجوع والمدن علي مستوي الجمهورية، أعلن قيامه بالثورة، وضرورة إسقاط حكم «الجماعة» ورحيل الرئيس الذي يتمسك بشرعية ضاعت وسقطت بسبب تصرفاته التي أوصلت البلاد إلي هذه الفوضي العارمة، حتي أصبحت مصر أضحوكة بين الأمم.. هذا الإجماع الشعبي كفيل بإسقاط أي حكم حتي ولو كان شرعياً، لكن الأغرب في هذه المسألة هو إصرار الجماعة ومندوبها في القصر الجمهوري علي تحدي جموع المصريين، وتأكيدهم علي الاستمرار في خيبة الأمل، وكأن الشعب الذي يحكموه «نعاج» يجب أن تُساق تحت إمرة هؤلاء الظلمة الفاشيين الجدد الذين ابتلي الله بهم مصر!!!
ماذا يعني تحدي الرئيس وجماعته للرغبة الشعبية العارمة من خلال توقيعات «تمرد»، ومن خلال الحركات الثورية ورأي الأحزاب السياسية الوطنية ورجال الفِكر، وعامة الناس؟! .. إن هذا التحدي يعني تمسك الرئيس وجماعته بالحكم ليس لصالح المصريين، ولا لصالح الوطن المكبل بأغلال الجماعة، إنما لتحقيق وممارسة جبروتهم وتسلطهم وشغفهم بالسلطة.. إنهم «جماعة» واهمة تتاجر بالدين وخدعت المصريين البسطاء لفترة طويلة، وشرب المصريون هذا «الطُعم» الإخواني، حتي فازوا ظلماً وعدواناً ووصلوا إلي «سدة» الحكم، ومارسوا كل التصرفات «المعوجة» ضد العباد والبلاد.
دعم الشعب للثوار وكل الحركات الاحتجاجية بمثابة توكيل، لكل الوطنيين بالبلاد لإسقاط حكم الجماعة ورحيل الرئيس.. والشيء المؤسف أن «الجماعة» بدلاً من الاستجابة ومغادرة الحكم بدأت تحشد اتباعها وأنصارها لحرب ضد المصريين الرافضين للجماعة وحكمها، وعمليات الحشد ليست وحدها

وإنما وصلت إلي الخطف والاعتقال والتعذيب، فعدد الثوار الذين تم القبض عليهم في عصر الإخوان فاق بكثير ما حدث في ثلاثين عاماً بيد النظام السابق، وملاحقة الوطنيين وأصحاب الرأي الحر باتت يومية، وتشويه خلق الله المدافعين عن حقوق الوطن والمصريين أصبح ظاهرة مستمرة، والنيل من الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الرأي الحر والقضاة والمؤسسة العسكرية أصبح عقيدة «الجماعة» وأذنابها ممن يتاجرون بالدين وهو منهم ومن تصرفاتهم براء!!
الشعب الذي وقَّع علي استمارات «تمرد» لن يمنعه أحد من النزول إلي الشوارع والميادين يوم «30 يونية»، ومهما فعلت الجماعة من عمليات ترهيب وترويع فلن تجدي.. فقد طفح الكيل وزاد، والباقي أيام قليلة وتغادر الجماعة ومندوبها في الرئاسة إلي غير رجعة.. يوم 30 «يونية» هو يوم رحيل «الجماعة».. نتمني أن تفيق «الجماعة» من تسلطها حتي لا تتحول البلاد في هذا اليوم إلي حرب أهلية.. وكفي من راحوا شهداء منذ تولي «الجماعة» الحكم والذين زاد عددهم الشهداء في أيام الثورة.
30 «يونية» هو اليوم الذي ينتظره الشعب بفارغ الصبر، حتي تنهض البلاد من كبوتها وتعود مصر إلي ريادتها وتعبر إلي بر الأمان من خلال الدولة المدنية التي نحلم بها جميعاً بعيداً عن المتاجرة بالدين، والدولة الثيوقراطية التي يرفضها أهل مصر.
[email protected]