عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما لا يحكم الرئيس!

الحوار مع رئاسة الجمهورية ليس مهدداً بالفشل فحسب، بل إنه من المؤكد قد فشل قبل أن يبدأ، هذا الانطباع وارد من تصريحات «جماعة الإخوان» التى أعلنت صراحة

أنها لا توافق على وثيقة الأزهر التى التف حولها كل الفرقاء السياسيين، بمن فيهم رئاسة الجمهورية نفسها، خاصة بعد إعلان الرئيس محمد مرسى ترحيبه بالوثيقة، ثم جاءت تصريحات الجماعة لتضرب «كرسى فى الكلوب» طبقاً لما يقوله أولاد البلد فى مثل هذه الأمور.. يبقى السؤال المهم من يحكم مصر الرئيس أم «الجماعة»؟!... فى الحقيقة أن الرئيس يحكم شكلاً، والجماعة تحكم شكلاً وموضوعاً.. وإلا ما تفسير ترحيب الرئيس بوثيقة الأزهر ولا يستطيع أن يأخذ خطوة واحدة فى سبيل تفعيل الحوار طبقاً لما انتهت إليه وثيقة الأزهر، فى حين أن «الجماعة» وأذنابها من بعض التيارات الدينية التى تدعى الإسلام زوراً وبهتاناً تعرقل مسيرة تفعيل الحوار؟!!.
لقد رأى الرئيس أن هناك إجماعاً على الوثيقة، ودفعه ضميره إلى الإعلان عن الترحيب بها، دون أن يستشير رأى الجماعة والذى جاء مخالفاً لرأيه، ما أوقعه فى«حيص بيص»، ولذلك بات الحوار معرضاً للفشل، والذين يحسنون الظن بالجماعة وتصرفاتها واهمون، فهم يقولون كلاماً ولا ينفذون منه حرفاً، إنهم يقولون مالا يفعلون، ويفعلون مالا يتوافق مع مصلحة هذا الشعب ولا الوطن.. ومحركهم الرئيسى الأول والأخير هو مصلحتهم.. ففى الوقت الذى انتهى فيه اجتماع القوى السياسية والوطنية مع شيخ الأزهر الشريف إلى تشكيل لجنة مصغرة تضم اثنى عشرة شخصية، منهم خمس من جبهة الإنقاذ الوطنى وخمس ممن شاركوا فى حوارات الرئاسة الوهمية السابقة وإثنان من ممثلى الثورة والشباب، كان هناك إجماع على تشكيل هذه اللجنة، وذلك لأنها ستضع أسس ومعايير الحوار وضمان نجاحه.. ولما شعرت «الجماعة» أنها بذلك سينكشف أمرها ضربت «الكرسى فى الكلوب»، لتفويت الفرصة على نجاح الحوار الذى طال انتظاره، هم يريدون حواراً بشكل آخر وبطريقة أخرى تعتمد على سياسة الإقصاء والاستحواذ.. هم يريدون الغلبة أن تكون لهم فى الحوار!!
«الجماعة» تريد حواراً بشكل آخر فهى تريد حواراً شكلياً يضم أعضاءهم وأتباعهم وأذنابهم ومن يواليهم ويوافق على تصرفاتهم غير الطبيعية، وأرى فى ذلك أنهم أوقعوا الرئيس فى «ورطة».. الحقيقة أن انتماء الرئيس للجماعة وولاءه لهم جعله لا يتصرف إلا بما يرضيهم ويرضى رغباتهم على حساب هذا الوطنوهذا الشعب..وإلا لماذا لم يبدأ الرئيس على الفور تفعيل وثيقة الأزهر وبدء الحوار وتفعيل دور اللجنة المصغرة التى اتفقت عليها القوى السياسية مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبإجماع من القوى الوطنية

وكنائس مصر الثلاث؟!.. لا أرى عقبة فى سبيل تفعيل الحوار الآن إلا جماعة الإخوان المسلمين، التى لا يستطيع الرئيس أن يفرض رأيه عليها، فهو طبقاً لمنظومة الجماعة يأتى فى المرتبة الثالثة أو الرابعة فهو مسئول شئون الرئاسة، وهناك فى فكر الجماعة المرشد أولاً ومكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة ثانياً وثالثاً وبعد ذلك يأتى دور الرئاسة!!!
ولذلك لا أتوقع بدء حوار  حقيقى ينهى الأزمة الخطيرة التى يتعرض لها الوطن بدون أن تتراجع «الجماعة» عن هذه المواقف الغريبة والعجيبة.. وليس أمام الرئيس سوى طريق واحد هو أن يتخلى عن «الجماعة» وهذا شبه مستحيل،وأن يكون رئيساً لكل المصريين وهذا لن يكون أيضاً طالما أن «الجماعة» تهيمن على كل شىء.. لقد كنا نعيب على الرئيس السابق حسنى مبارك أنه  رئيس للحزب الوطنى المنحل، وكنا نطالبه بالتخلى عن رئاسة هذا الحزب ويظل رئيساً لكل المصريين.. فما أشبه الليلة بالبارحة، فلا فرق إذن بين انتماء «مرسى» للجماعة ورئاسة مبارك للحرب الوطنى.. الفرق الوحيد هو شكلى والمضمون واحد.. من هنا لم يعد هناك أمل فى القريب لإصلاح هذه الأحوال المايلة، طالما أن المواقف هى ولم تتغير.. وكل ما حدث منذ اندلاع الثورة العظيمة وحتى الآن هو تغيير رأس النظام فحسب،ذهب الحزب الوطنى وجاءت جماعة سرية تحكم البلاد، وتصر على أن  تتعامل وكأنها لا تزال محظورة!!
المئات يسقطون شهداء ومصابين فى فترة زمنية قصيرة منذ وصول الجماعة إلى سدة الحكم والدماء المصرية باتت رخيصة لدرجة بشعة فهل هذا يرضى به الدين أو الأخلاق، والانهيار الاقتصادى يفتك بالبلد، وسيناء معرضة لمطامع خارجية وداخلية.. والجماعة الحاكمة مازالت مُصرة على السير قدماً فى طريق الخراب!!!

[email protected]