عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا نخاف من إيران؟!

الخوف العربى من إيران ليس فى محله، وليس بصحيح أن نعرة بلاد فارس القديمة لها تأثير حديث على الأمة العربية، لأن دخول بلاد فارس فى الإسلام أذاب تماماً هذا الخلاف، وقرب الفوارق بين حضارتى العرب وبلاد الفرس،

والذين أثاروا هذه النعرة فى العصر الحديث هم أعداء الأمة العربية والإسلامية، وليس هناك عدو حقيقى لهما سوى أمريكا والكيان الصهيونى، وهذا ما يحدث الآن على أرض الواقع.. فواشنطن تثير العرب على طهران،وتصور لهم أن إيران هى العدو الحقيقى للأمة العربية، وتحاول جاهدة أن تنشر أن «بعبع» إيران هو المهدد الرئيسى للكيان العربى، وانخدعت الدول العربية بالفخ الأمريكى وارتمت فى حضن واشنطن التى سلبت كل خيرات الأمة العربية، وتمركزت قواتها فى الخليج العربى لمواجهة إيران!
وراحت واشنطن وحلفاؤها الغربيون ومن ورائهم إسرائيل، تمارس اللعبة الحقيرة بتخويف العرب من المد الشيعى، وأوهمت الدول العربية أن الخطر الحقيقى عليهم هو هذا المد الشيعى، وتم استغلال ذلك فى مواجهة السنة المسلمين، وهكذا عاشت الأمة العربية ولاتزال فى الفخ الأمريكى الصهيونى، بأن الخطر الحقيقى عليهم هو من الخطر الشيعى، فى حين أن الخطر الحقيقى على الأمة العربية من واشنطن وتل أبيب وكل العواصم الغربية، وارتماء العرب فى أحضان أمريكا تصور بأن ذلك يحقق مصالحهم، فى حين أن المصلحة الحقيقية للأمة العربية ليست مع الغرب أو أمريكا.
ويتبادر إلي الذهن فوراً السؤال التقليدى ما الذى يخشاه العرب من إيران؟! ولماذا يخاف العرب من الشيعة؟!.. وحتى لا يتصور أحد أننى «شيعى» أو أؤمن بالمذهب الشيعى، ولكنى سنى المذهب وأقوم مثل كل المصريين بحب آل البيت وهذا فرض على كل مسلم، إلا أن الخوف من أى مد شيعى ليس فى محله على الاطلاق.. ولدى قناعات أن قوة إيران تعد السند الحقيقى للأمة العربية المتشرذمة الآن، وأن أى خوف من إيران ما هو إلا تصور خاطئ تماماً غرسته القوى الأمريكية ـ الصهيونية، لزيادة الفجوة بين الأمة العربية نفسها وبين إيران الدولة القوية التى تعد حائط الصد المنيع فى وجه أمريكا وإسرائيل.
إيران التى تقوم حالياً ببناء ترسانتها النووية، جعلت أمريكا والغرب يشعرون بالخطر الحقيقى أولاً على وجودهم فى البلاد العربية، ورأت أن ذلك تهديد مباشر لمصالحهم، وفى المقابل إسرائيل لديها برنامج نووى قوى ولا أحد يجرؤ

على الاطلاق أن يوجه لها لوماً أو ينطق ببنت شفة معترضاً على ما تفعله تل أبيب.. فلماذا يكون الخطر من إيران، ولا يكون من إسرائيل؟!.. لماذا تمتلك إسرائيل ترسانة نووية والدولة المسلمة حتى لو كانت شيعية تواجه الأمرين فى سبيل بناء ترسانتها؟!.. والعرب الذين يتفرجون على المهازل التى ترتكب فى حق طهران من أمريكا وإسرائيل والغرب، فى حين أن القوة الايرانية تخدم بالدرجة الأولى مصلحة الأمة العربية فى مواجهة الخطر الأمريكى الذى استولى على معظم الدول العربية.
والذى يخالفنى الرأى فى هذا هم الذين نجحت أمريكا وإسرائيل سواء عن عمد أو بنظام الإدارة عن بعد، فى تغيير ثقافتهم لتكون ضد إيران، والخوف من المد الشيعى، وأنا لا أنادى بهذا المد وإنما أيهما أقرب الى الدول العربية أمريكا والغرب أم مسلمو إيران.. وأيضاً لا أفكر بطريقة دينية بحتة.
،وانما بمنطق المصالح المشتركة فمصلحة العرب وخاصة مصر لم تعد فى يد أمريكا والغرب وإنما فى يد إيران، تلك الدولة القوية الناشئة، وقد سعدت كثيراً من تصريحات مرشحى الرئاسة أثناء فترة الانتخابات عندما كانوا يتحدثون بضرورة اصلاح العلاقات بين مصر وإيران، ثم سرعان ما اختفت هذه اللهجة، قد يكون ذلك بسبب ضغوط أمريكية أو غربية أو حتى صهيونية.
لكن مازلت عند رأيى بأن تجاهل القاهرة لطهران أمر ليس فى محله، خاصة أن مصر لا يمكن أن تنسى الدور الذى لعبته إيران خلال حرب أكتوبر المجيدة وتقديمها الدعم الكافى للقاهرة وقد اعترف بذلك الرئيس الراحل أنور السادات.

وللحديث بقية