عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العقبات.. وطوق النجاة

كان الله في عون المجلس العسكري في مصر الذي يواجه جبهات كثيرة مفتوحة، كلها مملوءة بالمخاطر الوعرة، ويقف صلباً في مواجهتها والحيلولة دون وقوع أضرار تضر بالوطن والمواطن في البلاد، وهذه ليست جديدة علي القوات المسلحة التي حققت ولاتزال تحقق الانتصار للوطن في أوقات الحروب والسلام.. فقواتنا المسلحة التي آلت إليها مقاليد الحكم في البلاد خلال هذه المرحلة الانتقالية، ورثت تركة مثقلة بالهموم والمشاكل التي تنأي الجبال عن حملها.. لكن هذا قدرها وهم خير جند الله علي الأرض وقت السلم قبل وقت الحرب.. ويكفي أن المجلس العسكري حريص علي الثورة ومكتسباتها ولايزال حتي كتابة هذه السطور، وتعهد بتحقيق الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية.

بل إن المجلس العسكري قام ـ ولايزال ـ بتنفيذ كل مطالب الثورة، الواحد وراء الآخر، لتحقيق حلم الشعب المصري في الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية.. ورغم ذلك كله إلا أنه يواجه خمس قضايا وعرة وأكثر من خطيرة، ويتعامل معها بحنكة وحلم وصبر وفكر.. هذه القضايا بالغة الأهمية والحساسية وتحتاج من كل وطني حر شريف أن يتكاتف مع المجلس العسكري للعبور بها إلي بر الأمان والنجاة.. والمصريون الشرفاء العقلاء بتكاتفهم مع القوات المسلحة قادرون علي تخطي هذه العقبات الخمس الوعرة.. وأولي هذه العقبات هي عودة الهابطين بالبراشوت علي مصر بأجندات خاصة ويريدون أن يجروا مصر إلي الفوضي العارمة وزرع القلاقل داخل البلاد ووقوع المصريين في حالات التخبط وسقوط مصر في بحار المجهول الذي لا يحمد عقباه.

العقبة الثانية التي تواجه البلاد وهي حالة الفوضي الأمنية التي تحياها البلاد الآن، وسريان الخوف وعدم الاطمئنان بين جموع المصريين، والمؤامرة الخبيثة التي قام بها جهاز أمن الدولة مؤخراً، وقيام قادته وضباطه بحرق وفرم مستندات بالغة الأهمية.. وهذه العقبة كارثة حقيقية تواجهها البلاد وتحتاج إلي سرعة فائقة للعبور بالبلاد إلي بر الأمن.

العقبة الثالثة: توقف الحياة العامة وتعطل الإنتاج، وخسارة المليارات يوماً وراء الآخر، ووقف المصانع وتزايد المظاهرات الفئوية في كل أنحاء الجمهورية، وفي كل قطاعات الدولة المختلفة..

والعقبة الرابعة وهي حالات التوتر علي الحدود مع مصر، وخاصة الثورة أو الحرب الليبية الدائرة الحالية بين الثائرين علي النظام وقوات العقيد القذافي.. وهذا الملف شائك جداً والتعامل معه يحتاج إلي تروٍ وصبر وهدوء في اتخاذ القرار، خاصة وأن حلف الناتو وافق علي التدخل العسكري لتوجيه ضربة عسكرية ضد ليبيا.. والضربة لن تأتي إلا بعد موافقة الدول المجاورة لليبيا، خاصة أنه لا توجد قواعد عسكرية أمريكية في الدول المجاورة.

العقبة الخامسة: وهي الفتنة الطائفية التي حدثت مؤخراً بين مسلمين وأقباط، وجاءت علي غير المتوقع، لتزيد من الأمور تعقيداً.. فالمسلم والقبطي اللذان قادا أخطر ثورة في التاريخ الحديث يوم 25 يناير، وقعا في فتنة.. وهذه العقبة لها خصوصية خاصة جداً وتحتاج إلي معالجة جذرية لمنع تكرارها أو وقوعها مرة أخري.

بقي أن أقول إن المجلس العسكري قادر علي تخطي كل هذه العقبات التي جاءت حزمة واحدة وفي وقت واحد، وأصبح المجلس العسكري هو الوحيد الذي يمثل طوق النجاة للمصريين من كل هذه العقبات، لأن كل عقبة واحدة فقط منها قادرة علي تحويل البلاد الي »نفق مظلم«.. لكن الثقة في المجلس العسكري تدفعنا إلي القول بعدم انفجار أية عقبة من هذه العقبات، وستعبرها مصر بأمان وحكمة.. ولن تنكسر شوكة مصر، وتعود الهيبة الي الدولة قريباً إن شاء الله.