رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يسقط الرئيس القادم!!

بدأ ماراثون انتخابات الترشيح لرئاسة الجمهورية يشتد ويأخذ حالة من السخونة قبل فتح باب الترشح، وازداد عدد المرشحين من كل التيارات بشكل كبير،

ما بين إسلاميين وليبراليين وعسكريين وفلول.. والظاهرة الملفتة للنظر أن معظم المرشحين من كبار السن أو الذين تولوا مناصب حكومية فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، باستثناء عدد قليل... ولم تدفع الأحزاب حتى الآن بمرشحين شباب، وأقصد بالشباب هنا الذين تخطوا سن الأربعين، لكن الملفت للنظر أن هذا لم يحدث وهناك أقاويل أن هناك مرشحين سيعلنون عن أنفسهم بعد فتح باب الترشيح يوم 10 مارس القادم.
وكل الذين طرحوا أنفسهم حتى الآن لم يعلنوا عن برامجهم التى سينفذونها عندما يصلون إلى كرسى الرئاسة، وكل الذى قالوه فقط هو أنهم سيهتمون بقطاعات معينة، فمنهم من قال إنه سيهتم بعودة الأمن وآخر سيهتم بشئون الزراعة وثالث وجه سباباً لآخر، ورابع يتهم خامساً بأنه لا يصلح.. وحتى كتابة هذه السطور لم يطرح مرشح واحدمن هذا الكم الكبير من المرشحين ببرنامجه الذى ينهض بالبلاد ويحولها من دولة فقيرة بها أكبر نسبة من البشر فقراء ويسكنون عشش الصفيح والكرتون، بالإضافة إلى أعداد مهولة من المتعطلين عن العمل والشباب الذى لا يقدر على الزواج أو توفير مسكن ملائم آدمى.
يجوز أن هؤلاء المرشحين ينتظرون فتح باب الترشيح للإعلان عن برامجهم، ويؤجلون الإعلان لسبب فى أنفسهم، لكن الواضح والملفت أن هذا غيروارد، والأمر باختصار شديد أن هؤلاء يشعرون بأن مصر دخلت مرحلة  جديدة من الحرية والديمقراطية، التى لا تمنع أى أحد من خوض سباق الرئاسة.. وهذا وحده غير كاف لمن يعتلى كرسى الرئاسة، فالرئيس القادم لمصر يجب أن يعى تماماً ضرورة أن يكون لديه برنامج انتخابى قومى ينهض بالبلاد من كبوتها التى طالت أكثر من ثلاثين عاماً، ويضعها على حافة الدول المتقدمة... أما حنفية المرشحين التى فتحت بدون طرح برامج فهذا غير كاف.. والبلاد لم تعد تحتمل التجارب أكثر مما عانته طوال عقود طويلة..
لا وقت الآن لأن يخرج الشعب مرة أخرى ليقول «يسقط الرئيس القادم».. ومن العجب العجاب أن هذا الشعار تردد كثيراً وبقوة خلال الأيام الماضية،

وترديد مثل هذا الشعار، يعنى أن الشعب غير راض تماماً عن حنفية المرشحين الموجودة حالياً، وعدم رضاء الشعب بسبب واحد هوأن المصريين لم يجدوا برنامجاً للنهوض بالبلاد من هذا الكم الهائل ممن أعلنوا عن ترشيح أنفسهم حتى الآن... فى الدولة المدنية الحديثة من حق كل مصرى أن يخوض الانتخابات طبقاً للشروط الموضوعة، ومن حق المصريين أن يروا برامج انتخابية لمن يطمح فى اعتلاء كرسى الرئاسة، لكن أن يخوض المرشحون الانتخابات بدون برامج تنهض بالبلاد فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً.. لكن المرئى للعين حتى الآن أن هناك عشوائية كبيرة مثل كل العشوائيات التى تحياها البلاد حالياً.. نعم هناك عشوائية فى عملية المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة بدليل عدم الإعلان عن مرشح شاب حتى الآن ودون طرح برامج انتخابية تأخذ بيد وطننا الذى سقط فى الهاوية السحيقة.
مصر تحتاج الى بديل آمن ينهض بالبلاد من هذه الكبوة التى طالت ويضعها فى مصاف الدول التى ترعى مصالح مواطنيها وتنتشلهم من حالة الفوضى العارمة وهذا الفقر الشديد الذى طال أمده.. ولن يأتى هذا دون تحديد برامج لهذا النهوض، أما عمليات العشوائية والطموح من أجل كرسى الرئاسة بدون خطط فهذه عشوائية مثل كل العشوائيات التى نحياها.. فهل يليق برئيس يعلن عن نفسه دون وضع خطط وبرامج لاصلاح حال هذا الوطن؟!.. بهذا الشكل نعود إلى المربع الأول، وساعتها أصبح من حق المواطن أن يقول «يسقط الرئيس القادم»!!!