رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية »الفقي« للثوار

لماذا استقال الدكتور مصطفي الفقي من الحزب الوطني؟!... أجاب هو بنفسه علي هذا السؤال في إعلانه الاستقالة لقناة العربية قائلاً: إنه ينذر نفسه للعمل مستقلاً، بعيداً عن الأحزاب، وأنه علي استعداد لتقديم خبرته للشباب، خاصة بعد الثورة التي تشهدها مصر علي يد الشباب... وقال أيضاً إنه أصبح لا يعنيه عضوية مجلس الشوري، التي حصل عليها بالتعيين.. والدكتور الفقي الذي أكن له كل احترام وتقدير، لم تقنعني إجابته في أسباب الاستقالة، خاصة في ظل طرح السؤال المهم: ولماذا جاءت الاستقالة تحديداً بعد حوالي ست ساعات من استقالة هيئة مكتب الحزب الوطني واختيار الدكتور حسام بدراوي أميناً عاماً للحزب وأميناً للجنة السياسات، خلفاً للسيدين صفوت الشريف وجمال مبارك؟!....

وهذا يدفعنا الي السؤال الثاني وهو: لماذا لم يستقل »الفقي« قبل قرارات الحزب الوطني؟!... وهل كان ينتظر خروج »الشريف« و»جمال« حتي يعلن استقالته التي جاءت عبر قناة فضائية؟!... ولماذا لم تسبق هذه الاستقالة قرارات هيئة مكتب الحزب الوطني؟!.. وليس مقنعاً علي الإطلاق ما أجاب به »الفقي« بأنه اتخذ قراره بعد ثورة الشباب، رغم أن هذه الثورة مندلعة منذ يوم »25 يناير« الماضي.. وأعتقد أن »الفقي« كان متجاوباً إلي أكثر درجات التجاوب مع ثورة التغيير وعبر عن ذلك  كثيراً من خلال الأحاديث الكثيرة التي أدلي بها الي الفضائيات، وله في ذلك مواقف رائعة تستحق الإشادة والتقدير... وهذا يدفعنا إلي طرح السؤال: لماذا لم يقدم استقالته من الحزب الوطني في الأيام السابقة علي قرارات مكتب الحزب الوطني؟!.. في حين أن اندلاع الثورة مر عليه اثنا عشر يوماً وقت اتخاذه

قرار الاستقالة؟

من حق مصطفي الفقي أن يحتفظ لنفسه بالأسباب الحقيقية التي دفعته الي الاستقالة، ومن حقه أيضاً أن يتهاون في مقعده بمجلس الشوري الذي حصل عليه بالتعيين... ومن حقنا أيضاً أن نطرح كل الأسئلة السابقة ونزيد عليها هل أدرك أخيراً مصيبة الحزب الوطني الذي أوصل البلاد الي الخراب بسبب تصرفات رموزه الذين عاثوا في الأرض فساداً وتدميراً؟!.. وأين كان الدكتور مصطفي الفقي ذلك المفكر الرائع طوال السنوات الماضية وهو يري التصرفات المشينة التي فعلها الحزب الوطني ضد الأمة؟!!.. أم أن ثورة الشباب المرابط في ميدان التحرير، حركت بداخله ما كان مختبئاً.. وعلي كل الأحوال مرحباً بالدكتور الفقي بعيداً عن الحزب الوطني، فهو قيمة كانت معطلة بسبب رموز الفساد داخل هذا الحزب الذي قبع علي صدور المصريين طوال عقود طويلة.

وأخيراً نتمني علي الدكتور الفقي أن يفصح عن أسباب الاستقالة الحقيقية، لأنها ستكون رسالة تحية لثوار ميدان التحرير فهل لديه القدرة الآن علي ذلك بعد ما تحرر من قبضة النظام؟... قناعتنا أن »الفقي« لن يبخل بتحية الثوار..