عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصوروا.. مصر تصدر المياه!!

نشكو من نقص المياه.. نواجه حرباً ضروساً لخفض كميات مياه النيل، وراحت اسرائيل تلعب في دول المنبع، للضغط علي تقليل كميات المياه الواردة إلي مصر.. وفي المقابل تقوم مصر بتصدير المياه الي إسرائيل وغيرها من الدول الأوروبية  دون  أن تدري!..

يبدو في الظاهر أن هذا كلام غير منطقي وغير معقول إذ كيف تصدر مصر الماء إلي  اسرائيل وأوروبا؟! لكن هذه هي الحقيقة بعينها فعندما  تقوم بتصدير الفواكه والموالح والمواد الغذائية إلي اسرائيل وأوروبا فهذا يعني أن مصر تقوم بتصدير المياه إلي هذه الدول.. فكميات المواد الغذائية المصدرة إلي الخارج كبيرة في مقابل الحصول علي تفاهات من هذه الدول أمثال لعب الأطفال وإبر الخياطة والكبريت وسلع استهلاكية بسيطة من السهل جداً إنتاجها في مصر..
موازين الأمور مقلوبة رأساً علي عقب، ففي الوقت الذي نشكو فيه من نقص شديد في السلع الغذائية، تقوم مصر  بتصدير خيرات البلد إلي اسرائيل والخارج.. تقوم بتصدير المواد الغذائية التي نحن في أشد الحاجة إليها، خاصة السلع الغذائية التي تحتوي علي كميات  كبيرة من المياه.. وأزمة الأرز الأخيرة التي تعرضت لها البلاد خلال الشهور الماضية لم تكن خافية علي أحد، فقد قامت مصر بتصدير الأرز المحلي الذي يحتاج إلي كميات مياه كبيرة، في مقابل الحصول علي الأرز الفلبيني أو البسمتي  وهو لا يحتاج في زراعته إلي مياه كثيرة.. وكذلك الشأن في الموز والفراولة وخلافهما من المحاصيل التي تعتمد علي مياه وفيرة.
موازين الأمور مقلوبة ومعكوسة وليست وليدة هذه الأيام، إنما هي سياسات حكومات الحزب الوطني البائدة التي باعت مصر برخص التراب إلي الخارج، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من إرتفاع

شديد في الأسعار بل ارتفاع متصاعد يومياً بشكل مخيف مازلنا نقوم بتصدير السلع الغذائية في مقابل الحصول علي «شخاليل» ومنتجات لو تم الاستغناء عنها لن يضير ذلك المواطنين شيئاً... نبيع غذاءنا برخص التراب، ثم نجلس نندب حظنا ونشكو مر الشكوي في تدبير الموارد.. فمثلاً انتاج البصل المصري وفير جدا ويتم تصدير كميات كبيرة منه في مقابل الحصول علي بصل إيطالي وإسباني  بعملات صعبة ضخمة.. لمصلحة من هذه المهازل؟!! نصدر لإسرائيل قسطاً كبيراً من غذائنا الذي يحتاج إلي كميات كبيرة من المياه في مقابل الحصول علي فيش كهرباء، في حين أن لدينا مصانع  كثيرة تنتج هذه السلعة..
هي سياسة  مغلوطة عندما نبيع زادنا  ثم نتسوله مرة أخري من الخارج وفي المقابل يحدث ارتفاع شديد في الأسعار يؤلم النفس ويصيبها بالحسرة والألم.. هي سياسة تعتمد علي استيراد السلع الضرورية جداً التي تحتاجها البلاد وتحظر بيع أية سلعة  محلية يحتاجها الشعب.. ان البلاد الآن بعد الثورة العظيمة في حاجة ماسة الي تغيير كل هذه السياسات الفاشلة الموروثة عن النظام  البائد الذي ذهب إلي غير رجعة.