رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جريمة في المترو!

مشهد غريب لفت انتباهي في عربة السيدات بمترو الأنفاق، بعد ركوبي المترو مباشرة، حيث لاحظت أن الباب الذي ركبت منه خال وغير مزدحم، رغم أن باقي الأبواب مزدحمة، ولم

أفكر كثيرا في السبب، حتي جاءت المحطة التالية، واقتربت فتاة من الباب تستعد للنزول، وفجأة وجدتها تنتفض مهرولة للباب التالي، ونظرت لوجهها فوجدته شديد الحمرة وتنظر للأرض وكأنها شاهدت منظرا خليعا في فيلم هابط.. وبسرعة ودون قصد وجدتني أعاود النظر للباب الغريب، فوجدت شابا خجولا يضع وجهه في الأرض، ممسكا بالعمود الحديد المجاور للباب، ومظهره يدل علي فقره الشديد، هدومه غير مرتبة، وواسعة بشكل ملحوظ، وللوهلة الأولي اعتقدت أن البنات تبتعد عن الباب لاعتقادها بأن هذا الشخص مجنون مثلا وهذا يحدث كثيرا،  أو أن رائحته منفرة.. أو أو أو.. لكن بعد ثوان ومع اقتراب المحطة التالية واقتراب فتاة من الباب، فوجئت بمشهد تقشعر له الأبدان، وتخجل الكلمات عن وصفه، وأدركت لماذا تنتفض الفتيات عندما يقتربن عند هذا الباب، فهذا الشخص المدعي الطيبة والخجل، يقوم بحركات سافلة وقذرة للفتيات بشكل متوارٍ، بحيث لا تراه إلا الفتاة القريبة منه، ووجدتني أصرخ بهستيريا، وأشتمه وأطلب منه النزول من عربة السيدات، وفجأة وجدت كل الفتيات يتضامنّ معي بشكل ومشهد غريب وهن يصرخن ويمسكن ببعضهن، وكأنهن وجدن سفينة إغاثة، بعدما أوشكن علي الغرق في بحور الخجل والكسوف الذي منعهم من الإفصاح بما يفعله هذا القميء القذر.
وفي تطور غريب وسريع للأمور ووسط سكون وصمت غريب من هذا الكائن لكل الضجة التي حدثت حوله، ومع إصرار غريب منه أيضا علي عدم النزول، لمحت إحدي الفتيات مسدسا بارزا من ملابسه في الظهر فصرخت، وهنا صمتنا جميعنا، طبعا من الخوف والرعب من تهوره، واقتربت المحطة التالية وكان أملنا أن يكون هناك شرطي عسكري واحد ينقذنا، وخاب ظننا.. فالمحطة بلا شرطي واحد، لكننا وجدنا أنفسنا وقبل إغلاق الباب بلحظات ندفعه خارج القطار، دون تردد ولا حتي تفكير لحظة فيما قد يحدث

له.. ولسان حالنا يقول الحمد لله، وكان الصمت هو سيد الموقف بعد هذه اللحظات المرعبة.
الطريف أن هذا المشهد وللأسف يتكرر كثيرا ولكن بصور مختلفة، داخل المترو أو علي الأرصفة التي تتلاحم فيها الأجساد، رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، فتيات وفتيان، بعدما تحوّل المترو لعلب سردين، تحشر فيها الملايين يوميا، المهم أن المشهد بات يتكرر بصورة جعلت من حدوثه أمرا معتادا، وبات الجميع يسمع صرخات أي امرأة او فتاة، فيسيرون في طريقهم دون أي اندهاشة مع تعليق وحيد «تلاقي حد ضايقها» يا سلام بمنتهي البساطة أصبح التحرش بالبنات أمرا تافها ومعتادا في بلدنا.. تماما كما أصبحت أخبار القتل والاغتيال وسيل الدماء أمرا معتادا يوميا لدي المصريين لدرجة أننا نعتبر اليوم الذي لا نسمع فيه عن حادث قتل أو اغتيال هو يوم غير طبيعي.
لا أعرف من ألوم، ولا من يمكن أن نحمله المسئولية، ونحن في بلد حتي الآن مازال يبحث عن تعريف للتحرش، وسط ارتفاع مهول وغير مسبوق في العالم في الاعتداء والتعرض للنساء، لدرجة أن يصل الأمر للتحرش داخل الجامعات والمدارس، والعمل، والشوارع، والمواصلات، وأصبحت مصر مؤهلة للدخول لموسوعة چينيس العالمية في ارتفاع معدلات التحرش فيها، ونحن مازلنا نبحث عن تعريف له في القانون، ومازلنا نشكل لجان لتدرس وتدرس لتحدد لنا هذا التعريف وتوصي بالعقوبات المناسبة..وعجبي!

[email protected]