رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«عبيد الروتين.. وتطفيش المستثمرين»

كما تخلف الحروب شهداء وضحايا، وأثرياء وفقراء، الثورات ايضا تخلف بعدها شهداء وضحايا، وأثرياء وفقراء... لكن شتان الفرق مابين نواتج ومخلفات الحروب والثورات، خاصة

الغني والفقر ... فاغنياء الثورات اشد قذارة ودناءة من اثرياء الحروب، فهم يعتمدون علي بيع المبادئ والقيم والكرامة لجمع ثرواتهم والحفاظ علي مكتسباتهم.. وبنفس الشدة ولكن في الاتجاه المعاكس، نري فقراء الثورات الذين يدفعهم تمسكهم بقيمهم ومبادئهم لادني درجات الفقر والهزيمة، وما بين هؤلاء وأولئك... يظهر من لاحول لهم ولا قوة.. ضحايا الصراع غير المرئي بين التيارات والقوي والأيادي المرتعشة... ومن هؤلاء مهندس دكتور مصطفي محمود... الذي دفعه حظه العثر للعودة لمصر قبل ثورة 25 يناير بعد عشرات السنين من الاغتراب والعمل في جامعات فرنسا... عاد ليستثمر حصاد العمر في بلده... وكان قراره المتماشي مع علمه إنشاء مصنع للزيوت... فقام بشراء قطعتي أرض بالمنطقة الصناعية الرابعة ببرج العرب الجديدة، وسدد كامل ثمن الأرض، وأقام المشروع، ودخل المصنع مرحلة الإنتاج بعد حصوله علي رخصة التشغيل.. ثم جاءت ثورة يناير فاضطر إلي إغلاق المصنع عقب أحداث العنف التي شهدتها المنطقة وتسببت في دمار وإفلاس الآلاف من المصانع والشركات، وجاء موعد اعادة تجديد رخصة التشغيل في أغسطس 2011 ولم يتمكن من ذلك.. ففضل التوقف الي ان تستقر الأوضاع... وفي أواخر 2013 وبعد الاستقرار الأمني نسبيا أراد إعادة تشغيل المصنع وتجديد خط الإنتاج... وذهب لتسجيل مصنعه الذي دفع ثمنه بالكامل أرضا ومنشأت.. إلا انه فوجئ برفض التسجيل.. إلا بعد تجديد الرخصة.. وعندما ذهب لتجديد الرخصة رفضوا بحجة ضرورة اعادة التشغيل... فذهب للبنوك للاقتراض لشراء خط الإنتاج الجديد واعادة التشغيل.. لكن البنوك رفضت إلا بعد تسجيل الأرض والمصنع.. وهكذا «دوخيني يالمونة»... ما بين جهاز مدينة برج العرب ووزارة الصناعة والبنوك ومركز تحديث الصناعة والتسجيل والشهر العقاري... كاد الرجل ان يفقد عقله في بلد تكبله البيروقراطية ويوقف نموه الروتين والقوانين العقيمة.. والأخطر من هذا وذاك الموظفين والمسئولين المتجمدين المرتعشين، القابعين خلف وظائفهم لإيقاف المراكب وتعطيل العمل وتعقيد

خلق الله... حتي لو كان الأمر مرتبطا باعادة دوران عجلة الإنتاج وتشغيل الطاقات العاطلة.. ولم يعرف الرجل ماذا يفعل وقد خابت كل محاولاته لإعادة تشغيل مصنعه... وهنا ادرك تماما ان الثورة لم تقم في مصر... وأننا نحتاج مئات السنين لنخرج من دائرة التخلف والجهل واغواء الروتين الذي يقضي علي اي امل في الإصلاح او التقدم ....
لا أعرف لمصلحة من يحدث هذا؟ ومتي نري وزيرا واحدا يمكنه العمل علي إخراج البلد من هذه الدائرة اللعينة العقيمة؟ ولمن يلجأ أمثال الدكتور مصطفي الذين يحبون بلدهم ويرغبون في مساعدتها فلا يجدون القوانين عفي عليها الزمن وروتينا لعينا.. يجبرهم علي التراجع واتخاذ قرار بالعودة واعطاء حصاد عمرهم وشقا السنين لبلاد ليست بلادهم؟ لاأعرف اذا تكرر ماحدث مع الكتور مصطفي مع أكثر من مصري مغترب فمن نلوم؟ ومن نحاسب؟ ومن سيدفع الثمن؟
ياسادة قبل ان نطالب بعودة الطيور المهاجرة لاوطانها ومد يد العون لها ..علينا ان نكون قادرين علي حمايتها وتقديم مايشجعها علي العودة.. وان نكون معول بناء بدلا من معاول الهدم والتطفيش التي يصطدم بها كل من يفكر في خدمة وطنه؟
وسؤالي الأخير هل يمكن ان نجد من يحل هذه المشكلات لهذا المستثمر المصري العائد لبلده يملؤه الرعبة في مساعدتها؟ ام ننصحه من الآن بعدم إرهاق أعصابه وأمواله والعودة من حيث جاء؟!

[email protected] .com