رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آلوه.. ماما.. أنا يتيم

«يؤسفني بأن أبلغك بأني يتيم» جملة قالها في ثوان أقل كثيرا من الوقت الذي استغرقه طلب رقم هاتفها لم يغلق الخط لكنه تركه مفتوحا وهو ينزل المحمول من جانب أذنه ثم يهم برفعه مرة أخري

أنتظر ثواني حتي سمع صوت الصفارات المتقطعة التي تصدر عندما يغلق الطرف الآخر الخط من جهته وقتها القي بـ«الموبايل أرضا» فسمعته الجدة هرولت واحتضنته بقوة رغم ضآلة جسدها حاولت أن تهدئته وهو أيضا حاول لكن دموعه سقطت رغما عنه. ابتل طرف الطرحة البيضاء علي رأس جدته هي أيضا كانت تبكي ثم أزاحته برفق لتمسح دموعه وقد رسمت علي وجهها بعضا مما قد ينبئ بصرامتها «مش قلتلك بلاش يا علاء انت غاوي تعذب نفسك يا بني؟ انت راجل محتاجلها في ايه انت ناقصك حاجة؟ نظر الشاب الي جدته وقد بدأ عليه الحزن مختلطا بضعف لا يتناسب مع ما عرف عنه من صلابة لقد تحدي الجميع رغم انه كبر فلم يجد له ذراعين مثل كل من حوله درس وتفوق في دراسته حتي أصبح الآن طالبا في الجامعة. أعانته جدته لأبيه وأنفقت عليه كل ما ورثته عن جده وحمدت الله الذي عوضها خيرا عن ابنها الذي فقدته وهو في عز شبابه بعد زواجه بأم علاء بعامين فقط عاشت له كأم وأب وصديق وجده بعد أن اضطرت أمه للزواج بعد ضغط من أهلها الذين رفضوا أن تظل أرملة شابة بلا رجل يحميها وكالمعتاد رفض الزوج الجديد وجود طفلها في حياتهما. علاء يؤنب الجدة لو كنت تركتنى معها لم تكن لتنجح في حياتها ولم تنجب ولدين غيري وبنت جميعهم

تمتعوا بأحضانها إلا أنا فقد تربيت يتيما في حياة أمي فأصبحت يتيم الأبوين، ردت الجدة: «لا تظلمني ولا تظلمها هي كانت مضطرة، انت لم تر أباها كان رجلا عنيفا وقاسيا لقد ضربها كي تتزوج بعد ابيك.
وهل يضربها الآن وهل كان يضربها طوال ثمانية عشر عاما؟ هي «ما صدقت تخلص من ابن معاق كان بوسعها ان تربيني مع ابنائها بعد وفاة جدي. لم تخض من أجلي أي معركة استسلمت للجميع وضحت بي كنت تجبريني كل عام علي أن أشتري لها هدية وأعطيها لها في عيد الأم. كانت تتركني أجلس وحيدا في بيتها مشغولة بمذاكرة اولادها وتدريباتهم الاسبوع الماضي تركتني يوم عيد الأم «المزعوم» وقالتلي معلش يا علاء ميعاد تدريب اخواتك هبقي أكلمك في التليفون كأنها تطردني. لقد استعوضت الله واعتبرت أنني بلا أم واليومين دول بيحتفلوا بالأيتام وأنا قررت أن أحتفل بنفسي بهذه المكالمة لها لقد أبلغتها بما تستحق أن تسمع وأنت بنفسك رأيت لقد أغلقت ما تبقي من «وصل» بيننا وهي لم تتأثر ولم تكلف نفسها حتي عناء العتاب.