رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ملاحظات حول أول انتخابات رئاسية حرة

(1) أيوه.. مصر بتعرف في السياسة..
أصبح الشعب المصري كله متحدثاً بالسياسة، بالطبع ليس بكامل الصورة أو المعني ولكن الأكيد أن الجميع ملتف ويسمع ويتقبل ويرفض ويتعاطف.. انتخابات الرئاسة موضوع جذاب بامتياز للجميع للاختيار، وبالمقارنة هناك ثوابت راسخة بالأذهان

كالرغبة في الاستقرار والأمن والحياة، ثوابت ضرورية ومقترنة باستمرار الحياة نفسها، حتي هذه الثوابت تتساقط لدي الكثير. من حقنا أن نحاسب، العقاب لمن أخطأ، من حقنا أن نعمل، بلادنا للنهضة، أفكار متداخلة متشابكة، المدهش حقاً أن الكثيرين ممن اختاروا مرشحاً اختاروه مضطرين فيحدثون عن أنه أفضل المطروح من المرشحين الذين لا يلبون أمل الوطن واختيار المستقبل، المصلون بالجوامع يمنعون الخطيب علي المنبر مما يقوله عن مناصرة مرشح الإخوان أو المرشح الإسلامي ويرفضون استخدام المساجد في السياسة، الجالسون علي مقهي يتصدون لنفر سائرين يهتفون باسم مرشح الإخوان، أول الغيث قطرة، ثورة 25 يناير تشق طريقها في صخور عاتية، الناس تتفهم وترفض التلاعب بالدين أو المتاجرة به، الدولة العسكرية البوليسية القاهرة وفرت كل الفرص الطيبة لتيار الدين السياسي كي ينمو ويزدهر في ظل الكبت والقهر والمنع للجميع فأصبحت المساجد مقاراً دائمة لهم وتحولت الأموال الطائلة لمستوصفات وخدمات تؤدي في ظل الدولة الغائبة عن أدوارها المهمومة بحماية رأسها ومن حوله، والوطن يدفع الثمن في ضرب التضامن العام للمواطنين الذي يشقه دائماً المتاجرة بالدين واستخدامه!
(2) السادة المرشحون.. لماذا؟..
أتفهم أن يتقدم للترشح لرئاسة الجمهورية من يختاره تنظيم سياسي متواجد علي أرض الواقع ليعبر به التنظيم عن رؤيته ويصل به إلي هدفه في السلطة التنفيذية للبلاد، وكذا أتفهم أن يكون المرشح شخصية عامة، والشخصية العامة تعريفها يقع علي من قدم أعمالاً وأداء متميزاً في مجاله وأصبح به محطاً للأنظار والآمال أو يكون صاحب مبادرات وعطاء عام مستمر طوعي وبصورة دؤوبة ومؤثرة وعلي علاقات وثيقة بنقاط المجتمع المختلفة، مما يجعلها تعبيراً عن التضامن المجتمعي دافعاً للالتفاف والتوحد خلفها، أما أن يتقدم أحاد الناس من دون خلفية أو بخلفية ومشاركات محدودة غير ذات أثر فهذا تعبير عن رغبة عارمة في الأضواء، وصناعة النجم وتكريسه بالإلحاح ففي الانتخابات القادمة سوف يصبح مرشحاً سابقاً وهكذا دواليك أصبح شخصية عامة، وهكذا تفقد فكرة الشخصية العامة محتواها ومعناها وهكذا تتم تذويب المعاني والقيم وإسقاط المعني الجدي والحقيقي للقيمة.
لا أتفهم أن يتقدم لرئاسة الجمهورية من لم يمارس عملاً حقيقياً طيلة حياته أي يعمل بوظيفة ومهنة كبقية خلق الله ليقيم بها حياته وأسرته ومعاشه، حيث إن ذلك العمل اليومي هو ما يوفر له احتكاكاً ومعرفة بالمجتمع والدولة والقوانين الحياتية اليومية ومعرفة وخبرة بالبشر والناس والسلوكيات، فتلك هي الوسيلة الناجحة لأن تغرق في قلب بلادك ومواطنيك، وكنا نأخذ علي ابن المخلوع أنه لم يعمل ولا نعرف له نشاطاً، فكيف يتقدم للرئاسة إضافة بالطبع لرفض فكرة التوريث.. فمن المدهش أننا لم نعرف ممارسة لعمل واضح لبعض المرشحين مثل د. أبوالفتوح وحمدين صباحي فلم نعرف عنهم غير ممارسة العمل التنظيمي أو النضالي بشكل أو بآخر فهم لم يمارسوا عملاً مهنياً منتظماً مما قد يعطي أثراً سلبياً حول طبيعة تعاملهم مع مظاهر الحياة العادية وقدرتهم علي التوجيه والتفاعل طبقاً للظروف الطبيعية لا طبقاً للتصرفات التنظيمية المختصة بتنظيم أو جماعة سرية أو علنية فشتان بينهما!
يتلاحظ للجميع حجم الحملة الإعلانية الضخمة للسيد محمد مرسي ود. أبوالفتوح وبعدهما بدرجات السيد عمرو موسي والسيد حمدين صباحي، ومن حقنا أن نتساءل عن حجم تلك الحملات الانتخابية حتي أنه حين سئل د. أبوالفتوح في المناظرة الشهيرة التليفزيونية رد أنه قد دفع مبلغ مليون جنيه لشركات الدعاية وأنه سوف يدفع الباقي ولا يعلم كيف يسدده، وبالطبع فهذه إجابة بها خفة واستخفاف بعقول الناس وعدم شفافية، ولا ندري ما حدود المساءلة حول تلك الأموال المنفقة وحدود الأسقف المالية للإنفاق، ولقد بلغ الأمر من فرط مزايدة مناصري الأطراف وإثارة الغبار حول الأسئلة الحقيقية، أنه قد أصبح محرجاً للسائل عن مصادر الإنفاق، ومصادر الدخل لأن التهوسات والمزايدات وحمي الانتخابات والاستقطابات أسقطت البديهيات وفي مقدمتها الشفافية، فلم يعد أحد يستطيع أن يسأل أياً من المرشحين من أين لك هذا؟!
(3) قالوا.. ولم أقل..
أبرز القضايا التي أثيرت في تلك الانتخابات الرئاسية حول د. أبوالفتوح ولغته المزدوجة في التخاطب مع القطاعات المختلفة مما أوجد مناخاً من عدم المصداقية فضلاً عن التلفيق لا التوفيق بين تيارات مختلفة من السلفيين الليبراليين للعسكر ولعلي في تلك الفقرات القادمة استعرض آراء من زاملوا د. أبوالفتوح في رحلته السياسية، وذلك في تعليقهم علي مذكراته المنشورة في جريدة «الشروق» وذلك في أعداد 6 و8 و13 أغسطس 2009.
يقول المهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط وأحد

زعماء الحركة الإسلامية الطلابية: لم يذكر د. أبوالفتوح ما جري من صراع حول اختيار المرشدين بدءاً من حامد أبوالنصر بعد وفاة عمر التلمساني ولا خلفية ما عرف ببيعة المقابر التي أعلنها مأمون الهضيبي مخالفاً لوائح الجماعة باختياره مشهور مرشداً ولا طريقة اختيار مأمون نفسه وكذلك مهدي عاكف وكلها تمت بعيداً عن مجلس الشوري صاحب الصلاحية في اختيار المرشد، ويتعمد فعل ذلك، ولم يذكر وقائع كثيرة للصراع الذي تبلور بعد وفاة عمر التلمساني رحمه الله بين تيار الانغلاق في الجماعة الذي يمثله رجال النظام الخاص وتنظيم 65 وتلاميذهم وبين التيار الإصلاحي في قضايا كثيرة منها الموقف من المرأة والتعددية والمشاركة في الحكم وموضوع نقابة الأطباء ووثيقة الوفاق الوطني التي تعثرت عام 1995 بسبب موقف المرحوم مأمون الهضيبي ولم يستطع أحد منعه أو مواجهته.
وفي النهاية كنت أتمني أن أسمع من أخي د. أبوالفتوح معلوماته ورأيه في هذه الوقائع ذات الدلالة والأثر البالغ.
ويقول الأستاذ خالد الزعفراني أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية الطلابية: هناك ملاحظة مهمة غفل عنها د. أبوالفتوح أن أول أمير للجماعات الإسلامية بالجامعات المصرية هو د. حلمي الجزار والحقيقة غير ذلك تماماً فقد كان أول أمير لها المهندس خالد داود من هندسة إسكندرية وتلاه المرحوم أحمد يونس من علوم إسكندرية ثم جاء د. حلمي الجزار والعلة أن الإمارة بدأت من جامعة الإسكندرية لأنها كانت أنضج فكرة وأصفي عقيدة وظلت علي فكرها لم تذهب يميناً ولا يساراً فلم تعرف التكفير أو العنف أو تتوجه بشدة إلي السياسة علي حساب الدين، ثم يستكمل في فقرة أخري المشكلة الرئيسية في جماعة الإخوان المسلمين التي لم يتطرق إليها د. أبوالفتوح من قريب أو بعيد هو زرع التعصب الممقوت في الحركات الإسلامية التي لم تكن تعرف التعصب نهائياً قبل سيطرتهم علي مقاليدها في السبعينيات وتقديم الولاء للجماعة علي الولاء للإسلام نفسه وهذا موجود حتي يومنا هذا.
ويقول المهندس وائل عثمان زعيم جماعة شباب الإسلام: إنني أربأ بالأخ أبوالفتوح الذي نحترم جهاده أن يسير علي نفس درب من يتصورون أن التاريخ يبدأ من عندهم وأن ما عداهم لا شيء، وأخيراً فإن استخدامه لكلمات أظنه.. أخبرنا.. لا علم لنا بها.. لاحظنا.. قد سمعت.. ما يبرهن علي تسرعه في الحكم، فما هكذا تتأكد الأمور أو تقيم الأحداث تاريخياً.
وهل أزيدكم من الشعر بيتاً أم اكتفي بهذا التوضيح حجم الازدواج والتقية وعدم المباشرة والمواجهة.. وعندما اختلفت المصالح والرغبات أعلن د. أبوالفتوح انفصاله عن الجماعة لأغراضه الانتخابية لا دفاعاً عن مبادئ تؤسس أو قيم تؤصل ولكن التجاهل والتعميم والملافقة هي لغة الخطاب الأساسية.
وسوف تدفع فكرة الدولة المدنية الثمن مرتين، مرة تحت وطأة القمع والمنع والقهر للنظام البائد علي مدي ستين عاماً خلت.. والثانية لتشتت أنصار الدولة المدنية ما بين عدم وضوح الرؤية وضبابيتها والسير خلف الأوهام الشمولية المعسولة غير الصحيحة.. أو طبقاً للمزايدات الثورية وصيحات التشدد والتشنج في حين يمتلك تيار الدين السياسي الآلة الانتخابية الوحيدة الجاهزة طبقاً للسمع والطاعة.. وقي الله مصر وحفظ شعبها وأهلها.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.