القطن المصري يربك المصانع العالمية.. السعر منخفض والحكومة تقفز للخلف
يتعرض القطن المصري لمشاكل في التسويق خلال موسم الحصاد، تكمن في تردد الشركات في شرائه وتذبذب السعر بين الارتفاع والانخفاض أسبوعيًا.
اقرأ أيضًا.. القطن المصري يستعيد عرشه.. القنطار بـ5155 جنيهًا (فيديو)
ورغم إقبال العالم على القطن المصري ذهب العملة الصعبة، إلا أن الحكومة لا تتحرك بإيجابية لاستثمار هذا الاتجاه الصناعي العالمي نحو المحصول الذي كان يومًا مصدرًا رئيسًا للاحتياطي النقدي، بديلًا عن النفط، لذا تبدو الحكومة وكأنها تقفز للخلف دون اتخاذ قرارات تزيد من مساحته تشجع المستوردين على الشراء.
سبب تدني أسعار القطن
وحول هذا الأمر، قال المهندس أشرف بدوي، خبير صناعة الغزل والنسيج، إن المستوردين الأجانب يتخوفون من استخدام القطن في صناعاتهم رغم جودته العالية بسبب عدم توفير كميات كبيرة، منوهًا إلى أنهم عندما يطلبون كميات إضافية لا يجدونها.
ويباع قنطار القطن المصري في الفترة الحالية بين حوالي 4 آلاف إلى 5 آلاف جنيه حسب الصنف المنزرع ، وسط استنكار من المزارعين الذين يطالبون برفع السعر بسبب زيادة تكاليف الزراعة والجني وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه.
المصري يهزم الأمريكي
وطالب بدوي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري، إنشاء منظومة مستقلة لصناعة القطن وتصديره إلى الخارج وتعزيز الأقطان المصرية بشكل يضمن للمستورد الحصول على الكميات التي يحتاجها حتى لا يضطر إلى الاستيراد من دول أخرى.
ويعد القطن المصري محصولًا استراتيجيًا تمنح له الدولة والمزارعون اهتمامًا كبيرًا من وقت الزراعة حتى الجني، إذ يعد علامة بارزة في العالم، لتفرد مصر بزراعة أنواع لا تتواجد في الدول الأخرى، ويعتبر تاريخيًا منقذ الفلاح المصري من ديونه، ومعينه على توفير المال اللازم لتحقيق خططه، ومساعدته في نفقاته.
ونوه خبير صناعة الغزل والنسيج، عبر قناة "صدى البلد"، إلى أن القطن المصري أفضل من الأمريكي ويتميز بمواصفات نادرة تجعله في مقدمة الأنواع الأكثر طلبًا في السوق العالمية.
صناعة توفر العملة الصعبة
من جهتها، قالت الدكتورة زينب حسان، استشاري صناعة الغزل والنسيج، إن صناعة الغزل والنسيج تحقق طفرة اقتصادية سريعة نظرًا لسهولة ونتائج الإيجابية المرجوة من الصناعة.
وأضافت أن صناعة الغزل والنسيج يسيطر عليها قطاع إدارة الأعمال بنسبة 15%، والقطاع الخاص بنسبة 85%، والعنصر الثالث يعتمد على الشركات الخدمية البسيطة، مؤكدة أن تطوير ودعم شركات القطاع الخاص يساعد على تطوير صناعة الغزل والنسيج
غلق المصانع كارثة
وأوضحت أنه يجب تغيير سياسة العقاب حول الدور الرقابي نحو شركات الغزل والنسيج والتعامل بصورة علمية وعدم غلق أي مصانع أو شركات لمجرد تجاوز عدد مخالفات معينة، مطالبة بتوفير ورش عمل لشرح المخالفات التي تقع فيها المصانع، وإيجاد حلول عملية وعلمية لعدم إغلاق المصانع.
وأشارت إلى أن المنتج المصري القطن يتمتع بسمعة طيبة في كافة الأسواق العالمية، موضحة أن المصانع الحكومية تسير بخطى بطيئة ويجب وضع خطة لتطويرها، مشددة على أهمية الاعتماد على شركات القطاع الخاص نظرًا لقدرتها الكبيرة على تنفيذ المنتجات المطلوبة في وقت وجيز.
بنك ووزارة يحققان المليارات
وأردفت، يجب أن يكون هناك كيان مسؤول عن الصناعات النسيجية، من أجل تطوير صناعة الغزل والنسيج
وشددت على أهمية العمل على عمل دراسة بحثية كاملة تتناول كل كبيرة وصغيرة وتوضح كافة المزايا المتعلقة بالقطن المصري، وتوزيع نسخ على كافة الدول في ربوع العالم، لعودة القطن إلى سمعته السابقة، بالإضافة إلى إنشاء مجلة دورية تتناول كل ما يتعلق بالقطن.
وطالبت على أهمية إنشاء بنك خاص تحت مسمى "بنك الغزل والنسيج"، مؤكدة أن البنك سيحفز كافة العناصر في صناعة المنسوجات وتحقيق أرباح كبيرة للاقتصاد المصري.
شاهد الفيديو..