لوكا مودريتش.. من لاجئ إلى معشوق جماهير مدريد

 في سن الـ36 ولا يزال يصنع التاريخ ويسعى لتحقيق المزيد، بلمسة واحدة يستطيع أن يوصل مهاجمي فريقه إلى مرمى المنافس، وبحركة واحدة فقط قادر على أن ينتزع بها آهات الملايين من جماهير الساحرة المستديرة، إنه النجم الكرواتي لوكا مودريتش لاعب خط وسط ريال مدريد الإسباني.

 

اقرأ أيضًا.. أنشيلوتي قبل نهائي دورى الأبطال: محمد صلاح أفضل لاعب في العالم

لم تمنعه أي ظروف من الوصول إلى حلمه ليصبح أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، وكتب اسمه بحروف من نور في تاريخ كرة القدم عامة، وريال مدريد ومنتخب كرواتيا خاصة، وذلك لما تمكن من تحقيقه على جميع الأصعدة ومساهمته مع فريقه ومنتخب بلاده في الوصول إلى منصات التتويج.

 بدأ لوكا مودريتش، أفضل لاعب في العالم عام 2018، طفولته في ظروف صعبة عانى خلالها من ويلات حرب الاستقلال الكرواتية عن صربيا، وولد في 9 سبتمبر عام 1985، في قرية مودريتشي في كرواتيا الاشتراكية، التي كانت جزءًا من يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية، وأعدم جده على أيدي القوات الصربية، بينما انضم والده إلى قوات الجيش الكرواتي للدفاع عن بلاده، وحرمته الحرب من منزله الذي هرب منه مع عائلته عندما كان في العاشرة من عمره.

 ورغم الحياة الصعبة التي كان يعيشها الفتى الكرواتي إلا أنه لم يكن له سوى كرة القدم تلك اللعبة التي كان يحبها وأخلص لها فحولته من لاجئ إلى أحد أسيادها، حيث بدأت تظهر عليه علامات الموهبة عندما كان طفلًا فكان يتدرب ليلًا ونهارًا وسط أجواء غير طبيعية من قذائف وأصوات انفجارات لا تنتهي.

استمر الفتى الكرواتي في لعب كرة القدم محبوبته وعشقه الوحيد، ولعب إلى نادي زادار المحلي منذ عام 1996 حتى 2001، لمعت موهبته خلال تلك الفترة ما مهد له الطريق للانتقال إلى بطل الدوري الكرواتي نادي دينامو زغرب في عام 2002، الذي كان بوابته لاحتراف كرة القدم.

لعب لوكا في فريق الشباب لدينامو زغرب لمدة سنة، قبل أن ينتقل إلى زرينيسكي موستار في البوسنة والهرسك، في عام 2003 وتمكن خلالها من الظهور بشكل جيد وحصد جائزة أفضل لاعب في الدوري الممتاز في سن الثامنة عشر، ثم انتقل إلى إنتر زابريسيتش الكرواتي وساهم في تحقيق الفريق للمركز الثاني في الدوري وحصد جائزة أفضل لاعب كرواتي واعد.

وبعد التألق الكبير، عاد النجم الكرواتي مرة أخرى إلى نادي دينامو زغرب، ووقع معهم أول عقد طويل لمدة 10 سنوات، وحقق معهم 3 بطولات متتالية للدوري الكرواتي وبطولتي كأس، ومع استمرار تألقه، خطفه نادي توتنهام الإنجليزي في

عام 2008، في صفقة كلفت 16.5 مليون جنيه أسترليني، ولكنه لم يتمكن من الحصول على أي بطولات مع النادي الإنجليزي.

وفي 2012 كانت أهم خطوة في تاريخ اللاعب الكروتي، حيث انضم إلى نادي ريال مدريد الإسباني مقابل 30 مليون جنيه أسترليني، ووقع عقدًا لمدة 5 سنوات، ونجح في تحقيق أول ألقابه مع الفريق في أول مشاركة له، وذلك بعد الفوز على برشلونة في كأس السوبر الإسباني ليبدأ رحلة مليئة بالألقاب مع المرينجي.

واستطاع لوكا مودريتش أن يحقق مع ريال مدريد بطولات كثيرة ساهم فيها جميعًا، أبرزها وأهمها بلا شك 4 ألقاب لدوري أبطال أوروبا منهم 3 ألقاب تاريخية متتالية في مواسم "2013- 2014، و2015 – 2016، و2016 – 2017، و2017 – 2018"، كما حصد مع فريقه الدوري الإسباني 3 مرات، وكأس السوبر الأوروبي 3 مرات، وكأس العالم للأندية 4 مرات، وكأس ملك إسباني مرة واحدة، وكأس السوبر الإسباني 3 مرات.

وللنجم الكرواتي إنجاز تاريخي مع منتخب بلاده، حيث أستطاع من خلال أهدافه وتمريراته المؤثرة أن يصل بالمنتخب إلى المباراة النهائية في كأس العالم روسيا 2018، ورغم فشله في تحقيق اللقب، إلا أنه يعتبر إنجاز تاريخي يصعب تحقيقه مرة أخرى.

وتعتبر 2018 أفضل فترة في مسيرة النجم صاحب الـ36 عامًا، حيث حصد فيها جائزة الكرة الذهبية أفضل لاعب في العالم، وذلك بعد نجاحه في حصد دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد ووصوله بمنتخب كرواتيا إلى نهائي كأس العالم.

ويسعى مودريتش مع ريال لتحقيق دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة عشرة في تاريخ النادي والخامسة في تاريخه، حيث أصبح على بعد مباراة واحدة يلعبها أمام ليفربول الإنجليزي في 28 مايو الجاري.