رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"كمال.. "أطلب من الله المغفرة وزوجة عذراء

بوابة الوفد الإلكترونية

ملأ رئتيه بهواء" الحرية" وحلق في الفضاء مطلقاً ابتسامة كلها ثقة، وألقي بنظرة للوجوه التي"شاخت" في انتظاره.. شرب مياهاً غازية واحتضن شقيقته التي كان لها دور البطولة في الإفراج عنه.. كمال ثابت عبدالمجيد» غادر الزنزانة بعد 45 سنة استقبل خلالها أجيالاً من المجرمين وبنى خلالها صداقات بعضها من ورق وبعضها باتت وجودية كان علي موعد مع السجن قبل أن يتم عقده الثاني حينما "لعب" الشيطان برأسه فقتل رجلين دفعة واحدة بعد أن قضي في الزنزانة السنة الأولي أصبح لا يكترث فالحكم بالمؤبد يفقد السجين الإحساس بالحياة لكن ها هي الاقدار تداعب  خياله أخيراً وتلقي له بمفاجأة في نهر أيامه الأمين لم يصدق أولئك الذين ارتبط معهم بصداقات تجاوزت سنوات طويلة أن السجين الاقدم استرد حريته أخيراً وتحرر من ملابس السجن والطعام الميري وضجيج الزنازين والخوف تلك العملة المتداولة بين النزلاء خشية علي عائلاتهم أؤلئك المقهورون في معارك الحياة اليومية، يشعر "كمال" بالجميل لأشخاص أبرزهم شقيقته والرئيس "السيسي" الذي حقق له أمنيته في تذوق طعم الحرية.

وأنهت الأجهزة بمركز شرطة أخميم شرق محافظة سوهاج إجراءات الإفراج عن كمال ثابت عبدالمجيد أقدم سجين  بمصر وذلك بعد قضائه أكثر من 45 عاماً داخل السجون وكان "كمال" قد دخل السجن وعمره 19 سنة بعد قيامه بقتل اثنين من أعماله بقرية الديابات دائرة المركز وحكم عليه بالمؤبد وفى داخل السجن وقبل أن يتم عامه الأول ارتكب جريمة قتل جديدة إثر وقوع مشادة كلامية  تطورت إلى مشاجرة بينه وبين أحد أفراد العائلة الثانية  وقام على أثرها بقتله وتم التحقيق معه وأحالته النيابة إلى محكمة الجنايات والتى عاقبته بالمؤبد.

وتجمع عدد كبير من عائلته وأهالي القرية والقرى المجاورة بالإضافة إلى العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية أمام مركز شرطة أخميم فى استقبال المفرج عنه وسط إجراءات أمنية مشددة تمهيدا لتوصيله لمنزله بقرية الديابات خشية حدوث أية مفاجآت من أقاربه.

وقالت صفية ثابت عبدالمجيد شقيقة أقدم سجين  «إننى أرسلت استغاثات لجميع الأجهزة المعنية للإفراج عن شقيقى ولكن لم تحدث الاستجابة إلا بعد إرسال استغاثة للرئيس عبدالفتاح السيسى منذ حوالى شهر بعدها تم تحريك الموضوع بصورة جدية وتلقيت العديد من المكالمات التليفونية لإبلاغى بخروج أخى الوحيد من السجن" ليشمله العفو الرئاسي الذي قرره الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأشارت إلى أن"السيسي" حقق لها حلماً كبيراً طالما حلمت به وهو خروج أخيها من السجن حتى يرى أبناءها الـ7 فهو خالهم الوحيد الذين لم يروه من قبل وأنها لا تصدق أعينها برؤية أخيها وأن لسانها يعجز عن الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية ولا تجد من الكلمات ما تعبر به سوى الدعاء له بأن الله يسعده كما فرح قلبها.

قال كمال ثابت عبدالمجيد البالغ من العمر 66 سنة إنه يريد عروسًا بمواصفات خاصة، كما يطالب بتوفير راتب شهري ومنزل يأوي إليه بعد السنوات الطويلة التي قضاها خلف القضبان.

وأوضح أقدم سجين انه بعد دخوله السجن في العشرين من عمره وقضى 45 سنة خلف القضبان انه يريد زوجة عذراء لا يتجاوز عمرها 25 سنة

معربًا عن رفضه الاقتران بامرأة مطلقة وأن تكون على خلق ودين حتى تحافظ على أبنائه الذين يأمل في انجابهم وتتق الله فيهم وأن تكون من عائلة عريقة ومن أبوين صالحين يعرفان الله حق المعرفة.

وكان"كمال" قد خرج من السجن عقب عفو رئاسي شمله بعد أن قضى ما يقارب نصف قرن جراء إدانته  بقتل اثنين من أعمامه بسبب الثأر وكذلك الشروع في القتل.

وقال "كمال" فور خروجه من حجز مركز أخميم شرق محافظة سوهاج بجنوب مصر «لا أقول سوى الحمد لله وحده وأتضرع إليه ليشملني بعطفه ويغفر ليّ وأشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أصدر العفو مما جعلني أشاهد الدنيا والناس قبل أن أموت» وخاصة شقيقتي وأبنائها.

وأضاف كمال ثابت إن أمله وحلمه بعد الزواج والسكن أن يؤدي فريضة الحج أو العُمرة، مناشدًا شيخ الأزهر مساعدته في تحقيق حلمه، كما وجه "كمال" رسالة خاصة إلى أهالي الصعيد تتعلق بعادة الثأر انه لا يجب لأي انسان مهما كان عمره أو منصبه أن يندفع وراء عادات أصبحت لا تصلح في الوقت الحالي الذي انتشر فيه العلم والتنوير وعم كافة أنحاء العالم، كما ناشد "كمال" العقلاء وكبار العائلات في الصعيد بالتدخل السريع بالتعاون مع مشايخ الأزهر والأوقاف ولجان المصالحات لوقف هذه العادة السيئة التي دمرت معظم العائلات.

جدير بالذكر، إن قطاع السجون عقد اللجان لفحص ملفات نزلاء السجون على مستوى الجمهورية لتحديد مستحقى الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة استكمالاً لتنفيذ قرار رئيس الجمهورية رقم 445 لسنة 2018 الصادر بشأن الإفراج بالعفو عن باقى مدة العقوبة بالنسبة لبعض المحكوم عليهم بمناسبة الاحتفال بأعياد من أكتوبر المجيدة.

انتهت أعمال اللجنة إلى انطباق القرار على 237 نزيلًا ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو من بينهم النزيل كمال ثابت عبدالمجيد- المودع بسجن شديد الحراسة بالمنيا وذلك عقب قضائه 45 سنة داخل محبسه.

يأتى ذلك فى إطار سياسة وزارة الداخلية بتطبيق السياسة العقابية بمفهومها الحديث وتوفير أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء وتفعيل أساليب الإفراج عن المحكوم عليهم الذين تم تأهيلهم للانخراط فى المجتمع.